الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليلة القدر

9 أكتوبر 2007 23:31
قال لي صديق أمس إنه رأى بوادر ليلة القدر، غير أنني لا أثق كثيراً في كلام صديقي هذا، فقد عرفت عنه المبالغات في القول والفعل، فقد رأى من قبل أشياء كثيرة غريبة وعجيبة لا أستطيع أن أذكرها في هذه الزاوية المحدودة، منها على سبيل المثال صدام حسين الذي رآه في المنام بعد إعدامه يحلق كالملاك ويقول له إنني عائد قريبًا· لم أر أو أسمع من قبل أحداً رأى شواهد ليلة القدر، وغداً ليلة التاسع والعشرين احتمال أخير من احتمالاتها، فعلينا اغتنام الفرصة وانتظار الليلة المباركة لعلنا نرى علامة من علاماتها·· والقارئ الكريم أدرى مني بفضل هذه الليلة وأعلم مني بعلاماتها وشواهدها، ولن أخوض في هذا الموضوع ولن أتفلسف كثيراً كعادتي فقد رحم الله من عرف قدر نفسه· اللهم ارحمني فقد عرفت قدر نفسي من زمان· وأمس أيضا سألني أحدهم إن كان يستحق زكاة أقاربه لأنه أفقرهم فهو لا يملك إلا بناية واحدة في مصفح لا تزيد عن خمسة أدوار ومرهونة لهيئة المباني التجارية·· ولن أفتي بغير علم، ولكنني قلت إنني لا أملك لا بناية ولا برجاً، أفلا أستحق الزكاة منك يا صديقي لأنك أغنى مني؟ غريبة حالة بعض الناس، لا حدود للطمع عندهم، وقد يصل عندهم ليشمل كل شيء الأخضر واليابس، المهم نفسي نفسي حتى لو كان ذلك من نصيب الفقراء· وسمعت من يحسد بعض الفقراء الذين شملتهم توزيعات صندوق الزكاة جزاهم الله ألف خير، وقال أحدهم -وهو ميسور لأنني أعرف حالته المالية: تصور أن الزكاة التي قد تصل الى خمسين ألف درهم تصرف لأصحاب الدخل المحدود ولا يصلنا منها فلس أحمر·· وسمعت أحداً يسأل المفتي في الإذاعة إن كان عليه أن يدفع زكاة الفطر عن الخادمة المسلمة التي تعمل في منزله أم أن عليه أن يخصمها من راتبها الشهري· غريبة حالة بعض الناس والبخل والشح الذي يتلبسهم، ماذا يعني إن دفعت خمسة عشر درهما زيادة عما هو مفروض عليك؟ نحن في الأيام الأخيرة من شهر العطاء والعيد على الأبواب وهناك من هم ضعفاء ومحتاجون وأطفالهم ينتظرون فرحة العيد·· أيها الصائمون أنفقوا لنرسم الفرحة على وجوه الأطفال الأبرياء·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©