الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ميدان التحرير «مدينة فاضلة» تسودها الأمانة وقبول الآخر

ميدان التحرير «مدينة فاضلة» تسودها الأمانة وقبول الآخر
11 فبراير 2011 00:33
القاهرة (أ ف ب) - تحول ميدان التحرير بوسط القاهرة إلى “مدينة فاضلة” خالية من معظم الظواهر السلبية التي يعاني منها المجتمع المصري، خلافاً لما يجري خارج هذه الساحة التي تحولت رمزاً للثورة الشعبية في مصر، فرغم تجمع الآلاف من جميع الفئات والأعمار في هذا المربع الصغير لم تسجل حالة تحرش واحدة بالفتيات المشاركات في التظاهرات، ولا سرقة أو فقدان أي شيء مهما خف وزنه وغلا ثمنه. ويبدو أن الجميع انصهر في بوتقة واحدة لا مطلب لهم سوى الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وهي أهداف يرون أنها لا يمكن أن تتحقق إلا بالرحيل الفوري للرئيس حسني مبارك. ويسود الميدان بأكمله إحساس تلقائي بالمسؤولية وروح المساواة حيث يتحاور الطبيب والمهندس أو حتى رجل الأعمال مع العامل البسيط أو العاطل عن العمل، ويساند شبان وشابات المجتمع المخملي أقرانهم الأكثر تواضعاً في الحالة الاجتماعية والاقتصادية. كما يلتقي المسلمون من أعضاء جماعة الأخوان المسلمين مع الأقباط في أجواء من التسامح وقبول الآخر لا تتخللها نظرة تعال من هذا الطرف أو نظرة استهجان من الآخر. ورغم وجود عشرات الآلاف في الميدان تقول كريمة الموظفة الثلاثينية “نسيت حقيبة يدي منذ يومين في الميدان وعندما تذكرت وعدت للبحث عنها بعد 5 ساعات وجدتها في مكانها دون أن ينقص منها شيء”. وخالد مصور صحفي يقول “صديقي فقد هاتفه البلاك بيري لكن سرعان ما وجده في قسم المفقودات” حيث توجد في كل منطقة من الميدان طاولة رصت عليها المفقودات من هواتف محمولة ومحافظ نقود وقطع حلي وأشياء أقل قيمة. ومن جانبها تقول نسرين الطالبة الشقراء الممشوقة التي ترتدي سروالاً وتي شيرت أسودين “الكل هنا يعاملني كأخت لهم. ورغم الزحام لم يتحرش بي أحد أو حتى يغازلني”. أما نادين وهي فتاة متحررة ذات شعر قصير، فتقول وهي تدخن سيجارة بالقرب من امرأة منقبة “لم أشعر بأي نظرة نقد أو استنكار. الكل هنا يقبل الآخر كما هو”. وأكثر ما يلفت الوافد إلى الميدان هو الانضباط الشديد وروح التكافل حيث يقوم المتظاهرون بتقسيم انفسهم إلى مجموعات تتوزع عليها المهام. ومن هذه المهام تنظيم الميدان وجمع القمامة وتفتيش الداخلين من إناث وذكور والتحقق من هوياتهم، بالإضافة إلى إرشاد الموجودين إلى الأماكن التي يريدونها أو توجيه نداءات للبحث عن المفقودين وخاصة الأطفال. ويبدو أن هذه السلوكيات بدأت تنعكس ايجاباً على المجتمع كله حيث أصبح ممكناً الآن رؤية ضابط مرور يبتسم لسائق سيارة بسيط وهو يسمح له بالمرور. أو قائد سيارة خاصة يدعو آخرين لإيصالهم في طريقه بعد بدء سريان حظر التجول. وعلى موقع فيسبوك نشرت رسالة يقول صاحبها إنه ذهب لتجديد رخصة القيادة في نقطة مرور مدينة طنطا وسط الدلتا، وعندما عرض على الموظف عشرة جنيهات لتسهيل مهمته رفض الموظف بإباء قائلاً إن “الأمور تغيرت بعد ثورة 25 يناير وانتهى عهد الفساد”. وتعليقاً على ذلك اعتبر الطبيب النفسي الدكتور أحمد عكاشة أن “المصري تحت النظام القهري وفي ظل قانون الطوارئ كان شخصاً مقهوراً، لكنه حين تذوق طعم الحرية بدأت الأخلاق تتغير”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©