الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بانتظار الأجمل

22 ابريل 2009 22:27
ما تزال أصداء خطاب أوباما الذي ألقاه في تركيا، تتردد بشكل متواصل في دوائر المسلمين الأميركيين والكنديين وصحفهم وجالياتهم العديدة• وما تزال التعليقات والتحليلات السياسية تترى، حيث اعتبرت أن خطاب أوباما في تركيا الذي اشتمل على فقرات مهمة عن علاقة الولايات المتحدة بالإسلام، التي أكدت فيها بعبارات قوية ومركزة ومختارة بعناية ولغة واضحة: (إن أميركا لم ولن تكون في حالة حرب مع الإسلام) وإنها تتطلع إلى علاقة واسعة مع المسلمين قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل• وأعرب عن تقديره للإسلام وإسهاماته الكبيرة في تشكيل وتطور العالم ومن بينه بلده الولايات المتحدة الأميركية• وقد كتب كثيرون معقبين على هذا الخطاب، واعتبره بعضهم ''فتحاً'' جديداً وصفحة جديدة في تاريخ العلاقات الأميركية- الإسلامية، سيعتبرها التاريخ إحدى أبرز وأميز إنجازات الرئيس، الذي لم يكمل بعد شهره الرابع في سدة الرئاسة• اختيار أوباما لتركيا كأول بلد إسلامي حط فيه رحاله، ومنه خاطب العالم الإسلامي، هو دون شك اختيار موفق ومقصود لعدة اعتبارات مرتبطة بالسياسات الجديدة، التي تتطلع إدارة أوباما ''الديمقراطية'' إلى تحقيقها في علاقاتها وسياساتها مع المجتمع العالمي ومن بين دوله الدول الإسلامية• صحيح أن الشراكة الأميركية مع العالم الإسلامي مهمة، وتجاوزه سيضر بالمصالح الأميركية• وإذا كان أوباما قد أكد (أن أميركا لم تكن ولن تكون في حرب مع الإسلام)، فالصحيح أيضاً أن الإسلام والمسلمين لم يكونوا في حالة حرب، ولم يبادروا أبداً الولايات المتحدة بالعداء، ناهيك عن الحرب• ولا شك أن أوباما، وهو يعد نفسه لقيادة بلده والعالم، قد قرأ كثيراً ودرس كثيراً عن علاقات المسلمين وفي قلبهم العرب بالولايات المتحدة (الدنيا الجديدة)، وكيف كانت نظرة الغالبية منهم وآمالهم في هذه الدولة الديمقراطية الجديدة محط الأمل والرجاء، وتطلعهم إلى علاقات معها إنسانية وعادلة قياساً على علاقات أوروبا، التي تقاسمت بلدانهم في مرحلة الاستعمار الأوروبي• لقد وقفت الدول الإسلامية والعربية، المستقلة والمستعمرة آنذاك، إلى جانب الولايات المتحدة أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية، ودعمت وبإعجاب إعلان روزفلت وتأملت بأنها ستجد في الولايات المتحدة نصيراً ومؤيداً لحقوق شعوبها في تقرير المصير والعدل والمساواة بين دول وشعوب العالم (الذي أصبح يطلق عليه العالم الثالث)• وفي مرحلة الحرب الباردة التي قادتها، الولايات المتحدة ضد الاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي، التزمت كثير من الدول الإسلامية والعربية جانب العالم الحر، وزودت (الماكينة الصناعية) بالبترول وبأرخص الأسعار•• وسار بعضها مع السياسة الخارجية الأميركية جنباً إلى جنب، حيث رفضت الاعتراف بالصين الشعبية وقاطعت من قاطعته أميركا، وصادقت من صادقت أميركا• لكن جاءت الصدمة الأولى للعالم الإسلامي والعربي من الولايات المتحدة التي تبنت ودعمت -وما تزال- بقوة قيام دولة إسرائيل وتقسيم فلسطين التي آثاره ما تزال عقدة العقد في العلاقات الأميركية- العربية• ثم جاءت الصدمة الأخرى الثانية في مرحلة بوش وحروبه في العراق وأفغانستان وتوتر العلاقات الشديدة بين الدولة الإيرانية والإدارة الأميركية، وما صحب هذه المرحلة من ارتفاع حدة العداء الأميركي لكل ما هو إسلامي وعربي• جميل وطيب حديث أوباما عن الإسلام والمسلمين، ووعوده القوية بتغيير السياســـة الأميركية تجــاه العالم الإسلامي، والتزامه بالدفــاع عن حق الفلسطينيين في دولـــة، ذلــك الحــق الذي أيــده العالــــم كلــــه تقريبـــاً•• نعــــم كـــل هـــذا جميـــل وطيـــب وهــو يستحــق -كما حدث- الثناء والتقدير• لكن سيكون أجمل منه وأطيب أن يرى المسلمون والعرب تحقيق هذه الوعود والكلام الطيب على أرض الواقع، وأن تعمل الإدارة الأميركية الجديدة لاستعادة صورة أميركا الديمقراطية القديمة التي تحطمت في العقدين الأخيرين، وذلك ما يحتاج إلى كثير من العمل والجهد من الرئيس وإدارته•• ولذلك حديث آخر• عبدالله عبيد حسن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©