الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

منتديات إلكترونية تساعد طلبة الثانوية على خداع المعلمين بأبحاث جاهزة

منتديات إلكترونية تساعد طلبة الثانوية على خداع المعلمين بأبحاث جاهزة
29 مارس 2008 02:38
كشف معلمون عن ابتكار طلاب بالمرحلة الثانوية حيلة جديدة يواجهون بها البحوث والتقارير والمشروعات المطلوبة منهم كل فصل دراسي وعددها أحد عشر، وهي اللجوء إلى المنتديات الإلكترونية للحصول عليها جاهزة· وذكر المعلمون أن المنتديات التي يعمل أحدها تحت مظلة موقع إلكتروني لإحدى المناطق التعليمية أصبحت أرضا خصبة لتبادل المشروعات والتقارير في مختلف المواد الدراسية بين طلبة الدولة بعضهم البعض، وبينهم وبين طلاب من دول أخرى· وكان المعلمون اكتشفوا في العام الدراسي الماضي لجوء طلاب إلى المكتبات العامة والخاصة للحصول على البحوث والمشروعات والتقارير بأسعار تتراوح بين 20 و50 درهما لكل منها للتحايل على المعلمين، لكن محمد حسن مدير مدرسة محمد بن راشد الثانوية في دبي أكد وصول الأمر في هذا العام إلى تبادل مكتبات في الشارقة ودبي البحوث والتقارير وبيعها للطلاب الذين لم يتدربوا بالشكل الكافي على إجرائها· واقترح أن تخصص وزارة التربية والتعليم مادة في مناهج البحث تتيح أمام الطلاب إبداع أفكار تخدم المجتمع من خلال البحوث والتقارير والمشروعات· ودعا الوزارة إلى الاتفاق مع مؤسسات قطاع الأعمال لاستثمار تلك الأبحاث بدلا من تراكم الأوراق في مخازن المدارس بعد الانتهاء من تقييم البحث· ويقوم نظام التقويم المستمر لطلاب المرحلة الثانوية على تخصيص 60% من درجة الطالب لتعزيز مهارات البحث والتفكير لديه من خلال مشروعات وأبحاث وتقارير وامتحانات تحريرية وشفوية، إلى جانب 40% من الدرجة لامتحان نهاية الفصل الدراسي· وأثارت حالات التحايل التي اكتشفها معلمون جدلا واسعا في الميدان التربوي حول مصداقية النظام وقدرته على التعبير عن المستويات الحقيقية للطلاب، كما كشفت معاناة المعلمين من ضغط مراجعة الأبحاث والتقارير والمشروعات التي تصل إلى 180 تقريرا أو بحثا لكل معلم شهريا· وشددت فاطمة بلال معلمة جغرافيا على أن الضغوط المتزايدة على الطالب والمعلم من أبرز السلبيات التي أفرزت تحايل طلاب وطالبات على المعلمين من خلال شراء أبحاث جاهزة من المكتبات أو عن طريق المنتديات الإلكترونية، وعدم توافر الوقت الكافي أمام المعلم لمناقشتها ومراجعتها وتقييمها· وتساءلت: هل يعقل أن يتولى كل معلم تقييم مايتقدم به ما يقارب 180 طالبا كل فصل دراسي، إلى جانب 3 امتحانات تحريرية واثنين شفويين؟· واقترحت أن تحدد الوزارة لكل طالب تقريرا أو مشروعا بحثيا واحدا على مدار العام الدراسي مما يتيح أمام المعلم القدرة على التقييم السليم للطلاب· وتتفق معها سامية الرحماني معلمة لغة عربية في تأكيد انتشار ظاهرة شراء طلاب وطالبات لأبحاث ومشروعات من المكتبات وتداولها عبر منتديات إلكترونية، مشيرة إلى أنه لا توجد مادة علمية أو منهاج دراسي يتناول أساليب كتابة التقارير وإعداد الأبحاث والمشروعات· ودعت إلى استحداث منهج لأساليب البحث يتماشي مع تعميم الوزارة لمشروع التقويم المستمر على مستوى صفوف المرحلة الثانوية كافة· ولفتت الرحماني إلى إشكالية أخرى تتعلق بتوزيع درجات التقويم في المواد الدراسية، مستشهدة بمادة اللغة العربية التي خصص فيها 20% للامتحان الشفوي الذي لا تتجاوز مدته 5 دقائق، و10% فقط للملاحظة والسلوك ومدى مشاركة الطالبة دخل الصف· وأرجعت شمسة حسين معلمة لغة عربية تحايل الطلاب على المعلمين، فيما يخص البحوث والتقارير إلى تضمين المنهج الجديد للغة العربية بالصف العاشر نموذجا لتقرير بحثي هامشي لا يطرح أساليب البحث العلمي· أكد مديرو مدارس أنه لا توجد أمام الإدارة المدرسية أية وسائل لتحديد مستوى الطالب على مدار الفصل الدراسي وتوضيح الصورة لأولياء الأمور في ظل عدم وجود بطاقات متابعة تناسب نظام التقويم المستمر والاكتفاء بنتائج نهاية الفصل الدراسي فقط· واقترحت انتصار عيسى مديرة مدرسة ماريا القبطية للتعليم الثانوي بنات تخصيص بطاقات متابعة خلال الفصل الدراسي لتعريف أولياء الأمور بمستويات أبنائهم، موضحة أن إشكالية ضغط العمل على المعلمين تتطلب آليات من شأنها التخفيف عنهم ومنحهم الفرصة لتطبيق النظام الذي تعتبره جيدا وملائما لنظام التعليم في الدولة· وأرجعت عائشة ذكر طالبة بالصف الثالث الثانوي أدبي شراء طالبات للأبحاث من المكتبات أو طلبهن الحصول عليها من أقرانهن عبر المنتديات الإلكترونية إلى عدم وجود تكافؤ بين الدرجة المخصصة لأدوات التقويم من بحوث ومشروعات وتقارير وبين المحتوى الحقيقي للمادة الدراسية، الذي لا يستحق هذا الكم الكبير من الدرجات، حسب رأيها· وذكرت فاطمة سعيد طالبة بالصف الثالث الثانوي أن النظام الجديد للتقويم الذي طبقته الوزارة مطلع العام الدراسي الماضي أفرز إيجابيات تتلخص في ضمان الطالب الحصول على الدرجات النهائية خلال التقويم المستمر، منبهة في الوقت نفسه إلى أن الدرجات النهائية لا تعبر عن المستوى الحقيقي للطلاب في ظل غياب المصداقية وتحايل بعض الطالبات على النظام من خلال تبادل البحوث عبر المنتديات الإلكترونية· واتفقت معها الطالبة ميثاء علي، موضحة أن القلق المستمر الناتج عن كثرة الأعباء الملقاة على الطالب يتطلب إيجاد آليات جديدة في مقدمتها اختيار مادة واحدة فقط لإجراء البحث عليها· وأكدت أن نظام التقويم المستمر أفرز إيجابيات متعددة في مقدمتها تشجيع العمل الجماعي، لكن تبقى الحاجة ملحة إلى إعادة توزيع درجات التقويم على الأدوات المستخدمة بعدل·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©