مواطنات في سكن يعج بالأغراب

تتوالى قصص المواطنين الذين تخلى عنهم الأب وتركهم يعانون ويلات الدروب وقسوة الأيام وحدهم، فها هي ''أم رحاب'' تحكي معاناتها التي عاشتها خلال 18 عاماً هي مدة وجودها على أرض الدولة، إذ تقول: تزوجت من مواطن ورزقت منه بابنتين، وشاء القدر أن تنتهي هذه القصة بالطلاق·· وأصبحت فجأة المعيلة لابنتيّ اللتين لم تنعما بحنان أبيهما، وكل ما يفعله هو دفع 2300 درهم فقط لاحدى البنتين والأخرى تركها دون نفقة ودون سؤال·· كما تنازل عن البنتين ورعايتهما حتى لو تزوجتُ أو سافرتُ خارج الدولة· المشكلة أنني حتى لو حاولت السفر فأنا لا أستطيع ذلك، لأن كفالتي على بنتيّ ولا أستطيع تركهما هنا أبداً لأننا نعيش وحيدات في منزل يعج بالآسيويين دون السؤال عنا أو محاولة تعديل أوضاعنا! والله إني أضع يدي على قلبي مخافة على بنتيّ كلما دخلت المنزل، ولا أستطيع تدبير منزل آخر·· ورغم أنه صغير وبحالة يرثى لها فإني أدفع في السنة 35 ألف درهم من معاشي البسيط أصلاً '' 4000 درهم شهرياً'' والذي يضيع مع الإيجار ومصاريف البنتين في المدارس الخاصة التي اضطررت إلى إدخالهما فيها بعد أن كانت المدارس الحكومية تؤخرهما بحجة عدم وجود مقاعد· المشكلة الآن أن بنتيّ يتعرضان كثيراً للنقد من الناس، إذ يقولون لهما إن المواطنين لا يعيشون هذه الحياة·· وبالتالي لا توجد زيارات لي أو لهما في هذا المكان· وصدقوني إن قلت لكم إن ابنتي الكبرى حاولت الانتحار لكثرة ما سمعت ما يغم صدرها ويثقل كاهلها، لذا أتوجه إلى جميع المسؤولين لمساعدتي وتعديل أوضاع ابنتيّ·· فوظيفتي لن تدوم لهما وأخاف أن أجد نفسي قد تعرضت ''للتفنيش'' وبعدها نجد الشارع ملاذنا، خاصة مع تهديد صاحبة المنزل لنا بذلك·· عندها لن يكون لنا سوى النفقة الصغيرة التي يقدمها والدهما لإحداهما وهذا لا يكفينا أبداً· أنا لا أريد شيئاً من الدنيا، فقد كبرت وتعلمت وتخرجت بدرجة جامعية وتزوجت فكان هذا نصيبي·· ولكن كل ما يهمني هو وضع بنتيّ، أتمنى أن تكملا تعليمهما لأنه السلاح الذي سينقذهما في المستقبل، كما أتمنى من الجهات المختصة إفادتي حول موضوع السكن الذي تقدمت بطلبه باسم ابنتيّ عام 2005 ولم أجد جواباً له حتى الآن، وأن تصرف لنا الدولة بدل خلاصة القيد كما تصرف للمطلقة المواطنة·· فنحن لا نستطيع استخراج بطاقات الهوية أو الصحية أو إجراء أي معاملة في أي جهة إلا بوجود خلاصة القيد الأصلية الموجودة عند طليقي·· فهل سنجد قريباً تجاوباً لحل مشاكل المطلقة الوافدة وأولادها؟