الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

زيدان: «النطحة» في ذمة التاريخ.. ولن أنسى انتصاري على دموعي!

22 ابريل 2009 05:10
منذ اعتزاله كرة القدم عقب نهائي كأس العالم 2006 وما صاحبه من أحداث عجزت صفحات التاريخ الكروي عن طيها، وعلى رأسها "النطحة" الشهيرة، التي ما زالت ملء السمع والبصر وتشكل مادة متجددة الخصوبة للصحافة الرياضية، لم يظهر الأسطورة زين الدين زيدان نجم المنتخب الفرنسي وريال مدريد واليوفنتوس سابقاً، وفضل الانسحاب طواعية من الأضواء التي ترفض أن تعطيه ظهرها وتبادله قراره باعتزالها. فالأضواء التي أحاطت به طوال مسيرته الحافلة بالإنجازات، تضعه في مرتبة تالية وربما مساوية لرمز السامبا بيله وأيقونة التانجو مارادونا، وخلال وجود "زيزو" في جنوب أفريقيا وما أحاط بوجوده من اهتمام إعلامي وجماهيري كبير أثبت النجم الجزائري الأصل أنه يمتلك رصيداً هائلاً من الشعبية في أركان المعمورة. وفي حوار مثير، فتح النجم الكبير قلبه لموقع "الفيفا"، وقال ما يتوق عشاقه إلى معرفته، وفي البداية أشار إلى أنه مفتون بجمال وسحر جنوب أفريقيا، مؤكداً أن هناك ملايين البشر حول العالم لا يعلمون شيئاً عن جنوب أفريقيا وغيرها من البلدان الأفريقية الجميلة التي يشكل السفر إليها تجربة مثيرة ومختلفة كلياً عن النمط التقليدي الذي يعيشه ملايين الناس حول العالم. وفي الشأن الكروي، قال زيدان إن تنظيم كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا يعد فرصة ذهبية لكل الأفارقة، وشدد على ذلك بقوله: "إنها فرصة رائعة بالنسبة لنا (يتحدث حول أصوله الجزائرية الأفريقية)، إذ يجب على منتخبات القارة أن تثبت مكانتها على المستوى العالمي، ورسالتي لكل لاعب أفريقي أن يستمتع بتلك التجربة المثيرة، فحينما تشارك في كأس العالم على أرضك فالمناسبة يصبح لها سحر خاص، لقد عشت هذه التجربة في كأس العالم 1998 في فرنسا، حيث الدفء الجماهيري، والدافعية التي تصنع المعجزات". وتحدث النجم المعتزل بمزيد من التفصيل عن ذكريات كأس العالم 1998 التي حصلت عليها فرنسا على أرضها، قائلاً: "لن أنسى أهم مشهد إنساني وعاطفي مررت به في حياتي، إنه مشهد الجماهير في المدرجات والشوارع والذين احتضنوا بعضهم البعض، واحتفلوا معاً بحصولنا على الكأس، وانهمرت الدموع، وفاضت مشاعر الحب بين الجميع، الأبيض والأسود، بالنسبة لي كانت تلك اللحظة أجمل مكافأة لي على تحقيق هذا الإنجاز التاريخي". ورفض زيدان منح إجابة محددة رداً على سؤال يتعلق بهوية المنتخب الذي يرشحه للحصول على كأس العالم للقارات المقررة في جنوب أفريقيا منتصف يونيو المقبل، وأكد أنه لا يمكنه تحديد منتخب معين خاصة أن البطولة تشارك بها منتخبات الصفوة في العالم. وفي أكثر نقاط الحوار إثارة، حول قصة نهائي كأس العالم 2006، وإذا ما عاد الزمن إلى الوراء، فهل سيفعل "زيزو" ما فعله؟، فأجاب بقوله: "لا أريد المزيد من الحديث حول هذا الأمر، لقد قيل الكثير، وكتبت الصحافة الكثير، وتحدث الجميع حول أحداث نهائي المونديال الذي جمعنا مع الطليان، وبالنسبة لي أصبحت هذه الأحداث جزءاً من التاريخ، أريد أن أستمتع بحياتي الآن، وكل ما أستطيع قوله إن المباراة كانت رائعة وتاريخية، وكم كنت أتمنى أن أرى أيادي نجوم منتخبنا حول الكأس، ولكن ذلك لم يحدث، لقد انتهى الأمر بالنسبة لي عند هذه النقطة". وبالغوص في أعماق زيدان بحثاً عن ذكرى تعني الكثير بالنسبة له، تحدث حول آخر مبارياته بقميص النادي الملكي، مؤكداً "انه شخص يجد حرجاً كبيراً في التعبير عن مشاعره، وهذا الأمر لا يدركه سوى العائلة والأصدقاء، ورغم ذلك فقد خضت معركة كبيرة مع مشاعري وتمكنت من السيطرة على دموعي في أكثر اللحظات المؤثرة في حياتي، خاصة حينما رأيت الملعب وقد امتلأ بالجماهير، وفي أحد الأركان كانت عائلتي هناك تشاركني آخر لحظاتي مع الريال، والمباراة كانت ضد فياريال، إنها حقاً لحظة لا تنسى". وحول معاناة الكرة الفرنسية في البحث عن مكانتها وسط العمالقة الذين يطاردون الألقاب ويحققون الإنجازات، قال زيدان: "من العدل أن نقول إن المنتخب الفرنسي حقق نتائج مخيبة للآمال منذ وصوله إلى نهائي مونديال 2006 وحتى الآن، ولكن في الوقت نفسه ليس من العدل أن نجزم بأن فرنسا سيئة، نعم أؤكد أننا نمتلك منتخب جيد، على مستوى اللاعبين على الآقل، فالكرة الفرنسية تمتلك مواهب قادرة على صنع إنجازات جديدة". وفي ختام الحوار، أكد أيقونة الكرة الجميلة أن الحصول على كأس العالم 1998 يمثل قمة الإنجاز في مسيرته الكروية الحافلة، مشدداً على أن هذا الشعور لا يمكن وصفه في بضع كلمات، ولن يشعر به سوى (القلة القليلة) الذين ابتسم لهم القدر من بين الملايين الذي يمارسون كرة القدم بالحصول على أهم وأغلى بطولة كروية في العالم.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©