إندونيسيا تشيد الجسر الأطول في العالم لربط جاوا بسومطرة

بدأت أندونيسيا الأسبوع الماضي التحضير لأطلاق مشروع بناء أطول طريق وجسر معلق للسكك الحديدية في العالم ليعبر مضيق سوندا بطول 30 كيلومتراً الذي يربط بين جزيرتي جاوا وسومطرة ويستهدف المشروع الذي تبلغ قيمته نحو 10 مليارات دولار بناء سلسلة من الجسور التي تحتوي على ستة مسارات للطرق العلوية ومسار مزدوج للسكك الحديدية يربط أيضا ما بين ثلاث جزر صغيرة في المضيق· وكما ورد في صحيفة الفاينانشيال تايمز مؤخراً، فإن أطول مسافة بين دعامتين في الجسر سوف تبلغ 3 كيلومترات أي أكثر معدل 50 في المئة مما هي عليه في أطول هيكل من نوعه في العالم حتى الآن وهو جسر أكاشي كايكيو في اليابان· وذكر هيكا هارتونو أحد المسؤولين في شبكة آرثا جراها الشركة المتزعمة للكونسيرتيوم المعني ببناء الجسر أن أعمال الإنشاء سوف تبدأ في العام 2012 حال أن تؤكد الدراسات صلاحية وجدوى هذا الجسر على أن يعبره أول فوج من المسافرين في عام 2025 علماً بأن شركة آرثا جراها مملوكة بالكامل للمواطن الاندونيسي تومي ويناتا أحد أكبر أقطاب المال في الدولة ويتمتع بنفوذ وعلاقات وثيقة بالقوات الأمنية، ويشير الخبراء إلى أن هذه المبادرة التي تم تعليق العمل بها أول مرة منذ عقد من الزمان أصبحت ممكنة الآن من الناحية التقنية على الرغم من أن المضيق يقع في أحد أكثر مناطق العالم المهددة بالزلازل الأرضية· ويذكر أن جزيرة سومطرة أصيبت بالعديد من الهزات الأرضية العنيفة منذ أشهر قليلة ماضية وأدت إلى مقتل أكثر من 230 ألف شخص عندما ضرب زلزال بقوة 9 درجات في ديسمبر عام 2004 قبل أن يتمخض عن ما عرف آنذاك بالتسونامي· وعادة ما تتعرض المنطقة أيضاً إلى موجات نشطة من البراكين بما فيها بركان كراكاتاو على بعد 40 كيلومتراً من الساحل والذي أدى إلى مقتل عشرات الألوف من الأشخاص عندما انفجر في عام ·1883 وفي العام الماضي كانت إيطاليا قد عمدت إلى تعليق خطة تهدف لتشييد جسر معلق بطول 3,3 كيلومتر يعبر مضيق مسينا إلى جزيرة صقلية بسبب علو التكلفة والمخاوف من عدم صموده أمام الزلازل، ولكن هيكا هارتونو في شركة ارثا جراها ذكر من جانبه أن العامين المقبلين سوف يتم انفاقهما في اجراء الدراسات على النواحي والآثار الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والأمنية للمشروع، حيث يقول ''إذا ما جاءت جميع هذه النتائج لصالح المشروع فإننا بعد ذلك سوف ننظر في النواحي الفنية والتي ربما تستغرق أيضاً عامين آخرين، إلا أنني واثق من أننا سوف نبني الجسر في نهاية المطاف''· وإلى ذلك فإن الجسر من شأنه أن يجلب معه قدراً هائلاً من الارتياح وتخفيف الضغوط العاتية التي تعاني منها جزيرة جاوا التي يعادل حجمها حجم إنجلترا، في حين أن التعداد السكاني في كامل جزيرة سومطرة الأكبر حجماً بثلاث أضعاف لا يزيد على 47 مليون نسمة، فالجسر مرشح لأن يقلل كثيراً من زمن الرحلة ما بين الجزيرتين والذي يستغرق في العادة العديد من الساعات بالزوارق والعبارات، علماً بأن عدد 200 مليون شخص عبروا هذا المضيف في عام 2006 وحده وبات من المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول العام 2020 وذكر باسكاه سوزيتا وزير التخطيط الوطني في أندونيسيا أن الحكومة تدعم هذا المشروع بالكامل قائلاً ''إن من شأن هذا المشروع أن يعزز النمو الاقتصادي بسبب أن الأشخاص في الجزيرتين وما خلفهما سوف يجنون ويتمتعون بالعديد من الفوائد المقدرة· إلا أن سكوت يونجر المهندس البريطاني واختصاصي البنية التحتية في أندونيسيا أشار من جانبه إلى أن العامل الحاسم سوف يكمن في التكلفة ومضى يقول ''في ظل التطور الذي تشهدة التكنولوجيا حالياً فإن هذا النوع من المشاريع أصبح ممكناً تنفيذه بكل المقاييس· ولكن الأمر يتعلق فقط بالسعر الذي ترغب في دفعه لكي يتفادى هذا الجسر مخاطر الهزات والزلازل المحتملة، فهذه المنطقة مرشحة لأن تستقبل زلازل بقوة 9 درجات·