الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السلام

8 أكتوبر 2007 21:23
إذا أردت أن تُفتح لك قلوب العباد فسلم عليهم إذا لقيتهم، وابتسم في وجوههم، وكن سباقًا لهذا الخير يزرع الله محبتك في قلوب الناس وييسر لك طريقًا إلى الجنة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ''لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم''· وقال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم: معنى السلام: هو اسم الله تعالى، فقوله: السلام عليكم، أي اسم السلام عليك، ومعناه اسم الله عليك، أي أنت في حفظه، كما يقال: الله معك والله يصحبك، وقيل: السلام بمعنى السلامة، أي السلامة لك· إفشاء السلام وإفشاء السلام من أهم الأشياء التي تؤلف بين جميع القلوب، وهو حق أصيل للمسلم على أخيه بنص قول رسول الله صلى الله وعليه وسلم: ''حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه''·· ونظراً لكبر هذا الأمر فسوف أذكره بإيجاز: أولاً: ''إذا لقيته فسلم عليه'': حث الرسول عليه الصلاة والسلام على إفشاء السلام ورغب فيه، ففي الصحيحين أن رجلاً سأل رسول الله: أي الإسلام خير؟ قال: ''تطعم الطعام وتقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف''، وقال عليه الصلاة والسلام: ''يا أيها الناس، أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام''· وقال عليه الصلاة والسلام: ''أبخل الناس من بخل بالسلام''، والعجيب أن البعض يستبدل تحية الإسلام -على كثرة ما جاء في فضلها من أحاديث- بتحيات أخرى لا أجر فيها، مثل: صباح الخير وما شابه ذلك، بل البعض ذهب أكثر من ذلك فاستبدلها بتحيات أجنبية وأشياء ما أنزل الله بها من سلطان· ثانيا: ليس أدل على أجر وعظم السلام مما رواه أبوهريرة -رضي الله عنه- أن رجلاً مر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مجلس فقال: السلام عليكم، فقال عليه الصلاة والسلام: ''عشر حسنات''، فمر رجل آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فقال عليه الصلاة والسلام: ''عشرون حسنة''، فمر رجل آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال عليه الصلاة والسلام: ''ثلاثون حسنة''· ورغب عليه الصلاة والسلام في الابتداء فيه إذا التقى المسلمان فقال: ''إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام''· وقال أيضا: ''الماشيان أيهما يبدأ بالسلام فهو أفضل''· ثالثا: رغب الرسول في تكرار السلام وعدم الملل من ذلك، فإنه مضاعفة للأجور وتقوية لروابط الأخوة الإيمانية، فقال عليه الصلاة والسلام: ''إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه أيضاً''· وقال عليه الصلاة والسلام: ''إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم فإذا أراد أن يقوم فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة''· وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه: ثلاث يُصْفِين لك وُدَّ أخيك: أن تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه· رفعة وبركة رابعا: يكفي أن السلام هو تحية أهل الجنة الذين لا يختار الله تعالى لهم إلا ما هو أكمل وأحسن، فقد قال الله عز وجل عن أهل الجنة: (تحيتهم يوم يلقونه سلام) (الأحزاب: 44)، وقال سبحانه وتعالى: (لا يسمعون فيها لغوًا ولا تأثيمًا· إلا قيلاً سلاماً سلاماً) (الواقعة: 25,26) وقال: (وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام) (إبراهيم: 23)· خامسا: السلام سبب للبركة، فإذا أردت أن يبارك الله لك في نفسك وأهل بيتك فسلم عليهم كلما دخلت بيتك؛ فإن ذلك من أعظم أسباب البركة· فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ''يا بُني إذا دخلت على أهلك فسلِّم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك''· سادسا: إفشاء السلام يسبب العلو ورفعة الدرجات لفاعله، فعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''أفشوا السلام كي تعلوا''· آداب السلام وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ''السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه، فأفشوه بينكم، فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم، فإن لم يردوا عليه ردَّ عليه مَن هو خيرٌ منهم وأطيب''· إن الذي يبدأ الناس بالسلام هو أقرب وأحب إلى الله ، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم: ''إن أولى الناس بالله مَن بدأهم بالسلام''· ومن آداب السلام: أن يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والصغير على الكبير، والقليل على الكثير؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ''يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد، والقليل على الكثير''· وفي لفظ: ''يسلم الصغير على الكبير··''· أما عن حكم إلقاء السلام، فهو سنة، والرد عليه واجب، فإن كان المسلّم جماعة فهو سنة كفاية فى حقهم، إذا سلم بعضهم حصلت سنة السلام فى حق جميعهم، فإن كان المسلّم عليه واحداً تعين عليه الرد، وإن كانوا جماعة كان الرد فرض كفاية، فى حقهم، فإن رد واحد منهم سقط الحرج عن الباقين، والأفضل أن يبتدئ الجميع بالسلام، وأن يرد الجميع·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©