تأسيس البنك

تأسيس البنوك للقيام بأعمال تجارية خالية من الفوائد في المعاملات والمديونيات لا شيء فيه، بل هو من باب التعاون على الخير وتحصيل الربح الجائز شرعاً· أما اذا كان تأسيسا للقيام بمديونيات ومعاملات بالفائدة المحرمة شرعاً فهذا لا يجوز لأنه من باب التعاون على الاثم· حكمة الصوم هناك من يدعي أن الصوم تعذيب للنفس بلا مبرر، فما الحكمة مشروعية الصوم؟ كل عبادة شرعها الله لا تخلو من حكم جليلة المنافع طيبة الأثر، فالصائم يخرج من صومه منتصراً على نفسه بكبح جماح الهوى والشهوة ومغريات الحياة اليومية ونزغات الشيطان· والى هذا المعنى يشير الحكيم العليم في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)، فجعل التقوى مسببة عن الصوم والدليل على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم جعله علاجاً للشاب الذي لم يستطع الزواج فقال: ''يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج''· والصوم يعمل على توحيد المشاعر الانسانية بين أفراد الأمة طيلة النهار ويغرس فيهم حب النظام فيمسكون عن الطعام في وقت واحد ويتناولون الطعام في وقت واحد وربهم واحد، كما أن في الصوم دعوة الى محاربة الإسراف في الإنفاق والترغيب في الاعتدال· والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ''الاقتصاد نصف المعيشة''، فلا داعي للاستدانة لأجل التعدد في ألوان الطعام· قال صلى الله عليه وسلم: ''بحسب بن آدم لقيمات يقمن صلبه'' وقال: ''ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه''· شهادة الأخرس هل يجوز الأخذ بشهادة الأخرس؟ اختلف الفقهاء في شهادة الأخرس فقال الإمام أحمد: لا تقبل شهادة الأخرس على أي حال· فقالوا له: وإن كتبها؟ قال: لا أدري، ومن قال لا أدري فقد أجاب· وهذا ايضا قول أبي حنيفة وأصحابه، وقال مالك والشافعي: تقبل شهادة الأخرس اذا فهمت إشارته لأنها تقوم مقام نطقه في أحكامه الخاصة به من نكاح وطلاق وغير ذلك· وهذا هو الأصح عندنا، فإن الأخرس يجوز أن يزوج نفسه بأن يشير الى وكيل المرأة بإشارة يفهم منها انه يقول زوجتكها، فإذا قال له: زوجتك، أشار برأسه إشارة يفهم منها القبول· ولو كان الأخرس يعرف القراءة والكتابة أمرناه بأن يكتب شهادته أو يكتب ما يريد من نكاح وطلاق وبيع وغير ذلك، ولا تغني الإشارة عنه حينئذ لأن الكتابة أوثق وأقطع للشك والنزاع· والله اعلم· ميراث المرتد هل لو ارتد المسلم عن الاسلام ومات على الكفر يرثه أبناؤه؟ المرتد لا يرث من مات من أقاربه، ولكنه لو مات هو يرثه أقاربه· وقيل: لا يرثونه، بل يجعل ما له في بيت مال المسلمين· والأصح ان أهله يرثونه على حسب أنصابهم ولا سيما انه لا يوجد للمسلمين في هذا العصر بيت مال· أما الكافر الذي لم يدخل الاسلام فإنه لا يرث ولا يورث منه لقوله صلى الله عليه وسلم: ''لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم''· التبرع بالأعضاء هل يجوز للانسان في حياته أن يتبرع بأعضائه بعد موته؟ يجوز للإنسان ان يتبرع بأعضائه بعد موته في حياته وإن كان لا يملك أعضاءه ما دام هناك نقص شديد في الأعضاء التي تزرع في الانسان الذي تتوقف حياته عليها، والدين يسر لا حرج فيه· وقد جاء الدين الحنيف رعاية لمصالح العباد في العاجل والآجل·