جموع غفيرة تحيي ليلة القدر في المساجد

ارتفعت الأكف إلى السماء، وانسابت الدموع من العيون، ورجفت القلوب بين خوف ووجل من عذاب الله ورجاء وأملاً في رحمة قيوم السموات والأرض·· يذكرون الله قياماً وقعوداً ويدعونه تضرعاً وخفية· هكذا أحيا المواطنون والمقيمون في الدولة فجر أمس بالتهجد والاعتكاف في مختلف المساجد والجوامع ليلة السابع والعشرين من رمضان والتي تعد أكثر الليالي المرجوة بأنها ليلة القدر التي أخبر الله سبحانه وتعالى أنها خير من ألف شهر· وشهدت المساجد والجوامع في العاصمة أبوظبي إقبالاً كبيراً من جموع المصلين في ساعات الليل الأخيرة، حيث فاضت بهم بعض المساجد خاصة تلك التي يتميز أئمتها بحسن التلاوة، وقاموا بافتراش الساحات الخارجية للصلاة والابتهال إلى الله· وكانت أعداد كبيرة من المصلين قد واصلت الاعتكاف في المساجد منذ صلاة العشاء في الليلة قبل الماضية حتى صلاة القيام في حين أن بعض أئمة المساجد أتموا ختمة القرآن التي بدؤوها منذ بداية الشهر الفضيل· وساد جو من الخشوع والإيمانيات العالية بين المصلين في المساجد خاصة أثناء دعاء القنوت وسؤال الله المغفرة والقبول وطلب الأجر والمثوبة، وأن يعم المسلمين الأمن والاستقرار، وأن يحفظ الله البلاد والعباد ويغفر للجميع ذنوبهم· ودعا أئمة المساجد الله سبحانه وتعالى أن يتغمد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بواسع رحمته، وأن يجزيه خير الجزاء، كما دعوا لرئيس الدولة ونائبه وولي عهده بالتوفيق والسداد ولجميع ولاة الأمر· وقال سالم راشد وهو من المصلين المعتكفين في أحد مساجد أبوظبي إنه يحرص بشدة على أداء سنة الاعتكاف كلما دخلت العشر الأواخر من شهر رمضان، مشيرا إلى أنه يلتزم بالصلاة خلف إمام المسجد الذي يعتكف فيه نظراً لحسن قراءته وحلاوة صوته· كما أكد محمد عبيد -طالب جامعي- حرصه على أداء صلاة التهجد خلف أحد أئمة المساجد المشهورين، مشيراً إلى أن صلاة التهجد خلال هذه الليالي المباركة فرصة عظيمة للأجر والثواب لا ينبغي على المسلم أن يفوّتها·