تشديد المراقبة الأمنية للمساجد بالجزائر

أصدرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالجزائر تعليمات مشددة لمديري مكاتبها في مختلف الولايات تلزمهم فيها باتخاذ إجراءات صارمة لمتابعة أنشطة المساجد، من خلال تنظيم ومراقبة دور العبادة أثناء صلاة التهجد والاعتكاف· وجاء في التعليمات أن عملية إقامة صلاة التهجد أو الاعتكاف بالمسجد يجب أن تخضع لإذن خاص ومسبق من المدير المحلي، وتتم تحت إشراف إمام المسجد ومسؤوليته، كما يمنع استعمال مكبرات الصوت خارج المسجد أثناء صلاة التهجد، بالإضافة إلى أن تنظيم الاعتكاف بالمسجد يخضع إلى القوانين المعمول بها في إجراءات المبيت في مرفق عمومي من تقديم قائمة باسماء المعتكفين إلى السلطات الأمنية، مع إرفاق صورة لبطاقة التعريف لكل شخص يرغب في الاعتكاف بالمسجد· وقال الشيخ شمس الدين بوروبي وهو احد علماء الدين في الجزائر: إنه لا يرى في التعليمات منعاً لإقامة صلاة التهجد، ''بل العكس، رأيت أنها تبيح ذلك، وإنما وفق إجراءات أمنية معقولة''، متسائلاً ''هل من المعقول أن يكون الإمام أو مدير الشؤون الدينية آخر من يعلم بوجود جماعة تتهجد في المسجد؟ بل من الأفضل أن أعلم مصالح الأمن بوجودي في المسجد لكي لا أتعرض لأي مكروه''· وأضاف الشيخ شمس الدين أنه ''لا يعقل أن تفتح بيوت الله لمن هب ودب، ألم يثبت أن وضعت قنابل في المساجد وذُبح مصلون، وسجلت عمليات اغتصاب وغيرها داخل بيوت الله؟، ولهذا السبب ''أنا أشجع الاعتكاف أو التهجد، وأشجع في نفس الوقت اهتمام الأمن بحماية المعتكفين والمتهجدين''· من جهته، شجع الشيخ أبو عبدالسلام بوزارة الشؤون الدينية مثل هذه الإجراءات التي من شأنها أن تضفي نوعاً من النظام والتأطير الجيد لبيوت الله، فيما اعتبر الشيخ شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أنه ''يستوجب أن تكون الإدارة في خدمة الدين وليس العكس''، مشيراً إلى أن ''العبادات تمارس في إطار المحافظة على الأمن العام للبلاد''، فيما قال مدير الشؤون الدينية لولاية الجزائر إن ''ذلك أمر عادي''· الى ذلك فتحت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تحقيقاً في قضية قرار منع صلاة التهجد بمساجد غليزان، الصادر عن مدير الشؤون الدينية والأوقاف بالولاية، وسيتم اتخاذ الإجراءات على ضوء نتائج التحقيق·