الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مطالب بتعميم مشروع خطيب الأمة في مدارس الدولة

مطالب بتعميم مشروع خطيب الأمة في مدارس الدولة
8 أكتوبر 2007 01:14
كان حلما طاف بخيال معلمة التربية الإسلامية في مدرسة نموذجية قبل ثلاث سنوات، ومن موقعها داخل الصف الدراسي بدأت المعلمة رحلة الاكتشاف والتدريب، متخذة في سبيل تحقيق ذلك دروبا محددة تؤكد أن أي نجاح ما هو إلا ثمار حلم ممتزج بالتحدي· الحلم هو كيفية إفراز مشروع يحمل صفة المبادرة الذاتية تحت عنوان ''خطيب الأمة''، يكون أبطاله من طلبة المرحلة التأسيسية في مدرسة النخبة النموذجية في دبي، ومن دون شروط مسبقة، أقبلت دائرة السياحة والتسويق التجاري لتتبنى وتدعم وترعى المشروع الذي يهدف إلى اكتشاف الطلبة الموهوبين في فن الخطابة، ثم تدريبهم على أيدي متخصصين من رجال الدين ليكونوا حصيلة عمل السنوات ومفخرة في عيون كل من تتهادى كلماتهم الراقية إلى آذانهم· الآن، وبعد أن وصل المشروع مع بداية العام الدراسي الجاري إلى السنة الرابعة من عمره، بات الطلاب الذين لا تتعدى أعمارهم 11 سنة هم الأكثر حرصا على مواصلة المسيرة·· الأول يعلن: أنا ''سديس'' الإمارات، والثاني يحلم: الجمع بين الطب والخطابة كل أمنياتي، والثالث يتساءل: ماذا لو لم تولد الفكرة في عقل معلمتي؟، والرابع يؤكد: لم أعد أخشى المواجهة، والخامس يتحدى ذاته وهو يلوح بيديه: خطيب الحرم المدني طريقي، والسادس يعشق مجالس الدعاة وأئمة المساجد، والسابع يتحدى أباه الذي اتخذ الدعوة إلى الله سبيلا وعملا، والثامن يختتم متسائلا: ألم يأت الوقت لتتسع الفكرة، ويصبح خطيب الأمة مشروعا وطنيا تتبناه وزارة التربية والتعليم·· قالها وكأنه يلقي خطبة: نعم القرار إن صار واقعاً· معايير محددة شيخة كدفور معلمة التربية الإسلامية بمدرسة النخبة النموذجية في دبي وصاحبة فكرة المشروع تحكي عن قصة البداية بقولها: بدأت الفكرة بتبني مجموعة من الطلاب داخل المدرسة وتدريبهم عبر ورش عمل متخصصة على فن الخطابة، وحظيت الفكرة بدعم ورعاية دائرة السياحة والتسويق التجاري منذ بداية تنفيذ الفكرة قبل سنوات· وأوضحت كدفور أن العمل كان منحصرا في البداية داخل نطاق المدرسة، لكن سرعان ما اتسعت الدائرة من خلال تنفيذ برامج ''توأمة'' مع مدارس أخرى في دبي، ووصلت أعداد الطلاب الذين التحقوا بالمشروع خلال السنوات الثلاث الماضية إلى ما يقارب 35 طالبا· وأكدت معلمة التربية الإسلامية أن معايير اختيار الطلاب واكتشافهم داخل الصف الدراسي كانت محددة من البداية، حيث اعتمدت في الأساس إلى صحة مخارج الحروف لدى الطالب، وأن يكون حافظا لبعض ما ورد في الكتاب والسنة، إلى جانب تميزه بالمهارات القيادية التي تؤهله للوقوف في مشهد الخطابة، كما أن هناك معايير صارمة لاختيار الطلاب المشاركين في الملتقى الرمضاني لدائرة السياحة والتسويق التجاري وعددهم 10 طلاب· مع كبار الدعاة وتطرقت إلى رحلة التدريب التي تم خلالها دمج الطلاب مع خطباء وأئمة عبر زيارات تم تنظيمها إلى المساجد القريبة من مدارس الطلاب، إضافة إلى الاستعانة بكبار الدعاة أمثال الداعية عبدالله الكمالي والدكتور حمد الشيباني وصقر السويدي ومستشارة الدعاة بأوقاف دبي· وبعد أن تمت عمليات التدريب بنجاح، حصد الطلاب العديد من الجوائز المحلية، لكن ما تزال كدفور تحلم بالمزيد، مؤكدة أن الرحلة لم تتوقف مع انتهاء الطلبة من الدراسة في المدرسة، وإنما هناك متابعة مستمرة لهم في مدارسهم التي يلتحقون بها في المرحلة التعليمية التالية وذلك من خلال عقد لقاء أسبوعي له صفة الدورية في مدرسة النخبة النموذجية لتدريبهم على فن الخطابة بالتنسيق مع أولياء الأمور· صعوبات وطموحات الرحلة لم تكن نزهة، بل تخللتها عدد من الصعوبات، في مقدمتها -ومثلما أكدت كافور- تجميع الطلاب خصوصا وأن عمليات التدريب كانت تتم خارج أوقات الدوام، إلى جانب رحلة اكتشاف الطالب داخل الصف الدراسي والتنسيق مع أحد المعلمين لتولي مهام التدريب وتنظيم الزيارات الخارجية للهيئات الدينية المتخصصة في هذا الصدد· وتحدثت عن طموحات المستقبل، بالدعوة إلى تعميم الفكرة في مدارس الذكور على مستوى المناطق التعليمية، واستضافة الدولة لمسابقة دولية في فن الخطابة بين طلبة المدارس· وتطمح كدفور بالإضافة إلى ما سبق إلى أن يتم التنسيق مع كبريات الجامعات العربية مثل جامعة الأزهر في مصر وجامعة الإمام محمد بن سعود بالمملكة العربية السعودية لابتعاث هؤلاء الطلاب إليها، معربة عن أملها في أن تتبنى وزارة التربية والتعليم مشروع إنشاء مركز للخطابة تكون مهمتها اكتشاف الطلاب في هذا المجال· حلم المعلمة بدور فعال ''للتربية'' في تعميم فكرتها، ينسجم مع تأكيدات معالي الدكتور حنيف حسن وزير التربية والتعليم في وقت سابق وفي أكثر من مناسبة على أن ''التربية'' تشجع المبادرات الذاتية الناجحة في المدارس وأنها -أي التربية- لن تتردد في تعميمها على غيرها من المدارس· دعم متواصل من جانبه، أشاد محمد خميس بن حارب المدير التنفيذي للعمليات والتسويق بدائرة السياحة والتسويق التجاري بمشروع ''خطيب الأمة'' الذي أضيف منذ عامين إلى فعاليات الملتقى الرمضاني السنوي الذي تنظمه الدائرة خلال شهر رمضان من كل عام· وأكد بن حارب أن الدائرة لن تتردد في مواصلة دعم المشروع إذا ما تم تعميمه على مدارس الدولة، موضحاً أن فن الخطابة يتمتع بأهمية كبرى في الوقت الحالي، لدوره في دفع الطلاب إلى الثقة بالنفس ومواجهة الآخر وسرعة البديهة، مما يبرر تنظيم العديد من كبرى الشركات والمؤسسات مجموعة من الدورات التدريبية للمديرين حول فن الخطابة ومهارات الإلقاء· الطلاب يتحدثون وخلال لقاء ''الاتحاد'' مع طلبة مشروع خطيب الأمة على هامش فعاليات الملتقى الرمضاني السادس لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، اتفق الطلاب على أن المشروع لم يزدهم إلا ثقة في النفس وتفوقا في الدراسة وقدرة على المواجهة، مؤكدين في الوقت ذاته ان مواصلة الدعوة إلى الله بات خيارا استراتيجيا لهم في المستقبل· الطالب عبدالله بدبوش الزعابي من مدرسة المهارات للتعليم الأساسي في دبي وعضو بالمشروع يقول: أنا طالب بالصف السادس، والتحقت بمشروع ''خطيب الأمة'' قبل ثلاث سنوات، مشيرا إلى أنه يحلم بأن يصبح ''داعية إسلاميا''، فيما يسعى الطالب محمد محمود بالشوارب من مدرسة النخبة النموذجية إلى أن يكون طبيبا وخطيبا، خصوصا وأن والده يمتهن مجال الدعوة· ويتحدث الطالب سلطان عيسى الحوسني عن رحلة التدريب بقوله: بدأت مع مشروع خطيب الأمة وأنا في الصف الأول، في ظل تشجيع مستمر من والديّ والمعلمة شيخة كدفور، مشيرا إلى انه تم تخصيص أوقات محددة للتدريب على مدار الأسبوع باستثناء يومي الجمعة والسبت، وهو الأمر الذي ساهم في صقل موهبتي في فن الخطابة خلال فترة وجيزة· سلطان يرى في الشيخين محمد راشد العفاسي وعبدالرحمن السديس مثلا أعلى له، معربا عن أمنيته في أن يصبح خلال السنوات المقبلة في مثل مكانتهما· أما راشد الزعابي، فيؤكد ان المشروع منحه الجرأة في مخاطبة الآخرين، ومثلما يقول: لا تخيفني المواقف الصعبة· ومن راشد إلى محمد إبراهيم الطالب بالصف الرابع في مدرسة النخبة النموذجية والوافد الجديد على المشروع، حيث أشاد رواد الملتقى الرمضاني السادس لدائرة السياحة والتسويق التجاري بأدائه، فيما أعلن الطالب وبدون تردد عن نفسه قائلا: أنا ''سديس'' الإمارات·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©