الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إيران تلجأ إلى المقايضة بالذهب والنفط لشراء الأغذية الأساسية

11 فبراير 2012
عواصم (رويترز) - ذكرت وكالة الطاقة الدولية وأكد محللون في قطاع النفط أمس أن العقوبات الدولية والغربية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي بدأت تؤثر سلباً على إنتاج النفط فيها، ومن المتوقع أن يتسارع انخفاض وصادراتها من النفط ، فيما كشف تجار سلع أولية أن إيران تلجأ إلى مقايضة الذهب والنفط بأغذية أساسية بعد أن أضعفت العقوبات المالية الجديدة قدرتها على شرائها نقداً. وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط، إن إمدادات النفط العالمية بدأت تتغير، رغم أن حظر الاتحاد الأوروبي على استيراد النفط الإيراني لن يبدأ قبل شهر يوليو المقبل. واستشهدت بتوقعات في قطاع النفط بأن إمدادات بديلة قد تعوض نحو مليون برميل يومياً من صادرات النفط الإيرانية البالغة 2?6 مليون برميل يومياً، بمجرد بدء تطبيق العقوبات الأوروبية. وأضافت “رغم أن الصين عارضت العقوبات بقوة، إلا أن الموقف التفاوضي لشركات النفط الحكومية الصينية مع شركة النفط الوطنية الإيرانية ازداد قوة بفضل الإجراءات الدولية”. وأوضحت “زادت الصين مشترياتها من النفط السعودي وقيل إنها تشتري 200 ألف برميل إضافية منه يومياً في الأشهر الأخيرة، لكن بعض هذه الكميات الإضافية قد يذهب إلى المخزون الاستراتيجي الصيني”. وذكرت الوكالة أن إيران قد تضطر إلى تخزين النفط الذي لا تبيعه في ناقلات أو توقف الإنتاج في وقت لاحق هذا العام. وقالت “إن العقوبات الدولية التي تستهدف صادرات النفط الإيرانية الحالية لن يبدأ تطبيقها قبل أول يوليو، لكنها بدأت تؤثر بالفعل على التدفقات التجارية النفطية في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط”. وأضافت “قد يتسع نطاق العقوبات الاقتصادية الأميركية والأوروبية الشاملة على البنك المركزي الإيراني، إذا نجحت في إغلاق القناة الرئيسية لمدفوعات النفط الإيراني”، وأوضحت أن العملاء الأوروبيين خفضوا بالفعل وارداتهم من النفط الإيراني، وأن المشترين الآسيويين يحاولون إيجاد مصادر بديلة للإمدادات. ورجحت أن يلجأ المشترون الأوروبيون إلى روسيا والعراق والسعودية للحصول على إمدادات بديلة. ويتوقع محللون مستقلون تراجع إنتاج النفط الإيراني نحو 9% هذا العام ليبلغ نحو 3?3 مليون برميل يومياً في المتوسط. وقالت شركة “جيه. بي. سي إنرجي” للاستشارات في فيينا، إن إنتاج النفط الإيراني تراجع خلال العامين الماضيين أكثر من 250 ألف برميل يومياً بنسبة 6?6%، وقد يتراجع بواقع 300 ألف برميل يومياً هذا العام و200 ألف برميل يومياً العام المقبل 2013. ويرجع جزء كبير من الهبوط إلى غياب الاستثمار في التنقيب والإنتاج بعدما أجبرت العقوبات شركات النفط والخدمات النفطية العالمية على مغادرة البلاد. وقال العضو المنتدب في الشركة يوهانيس بنيني “سيهبط إنتاج النفط بوتيرة تقارب معدلات التراجع الطبيعية، بينما سيكون التصدير شديد الصعوبة لدرجة أن المخزونات ستزداد أو قد يجري خفض الإنتاج عمداً”. وأضاف “النتيجة المرجحة هي استمرار العقوبات لسنوات عدة، ما سيجعل تشغيل صناعة النفط والغاز في البلاد مهمة صعبة للغاية”. ورأى تجار لدى شركات نفطية كبرى أن هذه التوقعات تبدو مرتفعة لكن إنتاج وصادرات إيران قد تتراجع بشدة في كل الحالات. في غضون ذلك، قال تجار سلع أولية إن إيران تلجأ إلى أسلوب المقايضة، إذ تعرض سبائك ذهبية مخزنة في الخارج أو حمولات شاحنات نفط للحصول على أغذية لأن العقوبات المالية الأميركية وأوروبية الجديدة أضعفت قدرتها على استيراد المواد الغذائية الأساسية لسكانها البالغ عددهم 74 مليون نسمة. وأظهرت استطلاعات لآراء تجار سلع أولية في أنحاء العالم أجرتها وكالة “رويترز” أنه منذ بداية هذا العام لاقت إيران صعوبات في استيراد المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز وزيت الطعام والشاي وعلف الحيوانات، ورفضت سفن الحبوب في موانئها التفريغ حتى يتم دفع ثمن الشحنات. ومع هبوط قيمة الريال الإيراني، زادت أسعار الأرز والخبز واللحوم في الأسواق الإيرانية إلى الضعفين أو أكثر من حيث القيمة بالدولار الأميركي في الأشهر الأخيرة. وتبيع إيران النفط بعملات بينها الين الياباني والوون الكوري الجنوبي والروبية الهندية لكن مثل هذا الصفقات تجعل من الصعب تحويل الأرباح إليها. ويبدو أن صفقات كُشفت أمس الأول بين بين عمليات المقايضة غير نقدية الأولى التي اضطرت إلى إتمامها لتجنب العقوبات فيما تسعى للالتفاف على القيود المالية. وقال تاجر حبوب أوروبي، طلب عدم نشر اسمه “صفقات الحبوب يدفع ثمنها من خلال سبائك الذهب ويجري عرض صفقات المقايضة بمشاركة بعض كبرى الشركات في الأمر”، وذكر تاجر آخر “نظراً لأن شحنات الحبوب كبيرة جداً، كانت المقايضة أو مدفوعات الذهب هي الخيار الأسرع”. وذكر تجار في آسيا أن شحنات زيت النخيل من إندونيسيا وماليزيا، أكبر موردين لهذه السلعة الأولية إلى إيران، توقفت بسبب خوف المصدرين من عدم الحصول على مستحقاتهم. وقال تاجر بشركة مدرجة في سنغافورة تنقل شحنات زيت النخيل الإندونيسي إلى الشرق الأوسط وإيران “بوسعي أن أؤكد أن الشركات توقفت. لا نريد أن نقترب من إيران بأي شكل حالياً لأن هذا خطير للغاية.” وذكر مصدر تجاري في السعودية تدير شركته مصنعا لإنتاج زيت الطعام في طهران إن القطاع يعمل بالكاد. وتوقع صاحب مصنع سمن في طهران وقف الإنتاج في غضون أشهر بسبب نقص المواد الخام. وصرح مسؤول ماليزي لوكالة “رويترز” بأن ماليزيا لا تريد صفقات مقايضة مع إيران لإمدادات زيت النخيل بسبب فشل صفقة مماثلة عام 2009 مع كوريا الشمالية المفروضة عليها عقوبات دولية وغربية بسبب برنامجها النووي أيضاً. وقال، طالباً عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع، “أياً كانت طريقة الصفقات، مثل هذه الدول ليس لديها ما يكفي للمقايضة. لذلك فإن ماليزيا لن تبرم صفقات مقايضة حالياً”. وأضاف “نحن مشغولون بدرجة أكبر بما إذا كانت هناك انخفاضات في الصادرات في أسواقنا الرئيسية مثل الهند والصين وليس إيران”. لكن وزير التجارة الإندونيسي جيتا ويرجاوان أعلن استعداد بلاده للمقايضة مع إيران، وقال لصحفيين في جاكرتا “لم نتلق عروضاً بصفقات مقايضة من الحكومة الإيرانية حتى الآن. إذا كان الإيرانيون يريدون صفقات مقايضة مع إندونيسيا وطلبوا ذلك، فسندرس الأمر أولاً”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©