هبوط أسعار النفط مع تراجع الآمال في الانتعاش

انخفض سعر النفط الأميركي الخفيف دولارين في المعاملات الآجلة أمس إلى 43,88 دولار للبرميل مع تراجع أسواق الاسهم وتزايد الضغوط على أسواق النفط بفعل انخفاض الثقة في انتعاش اقتصادي سريع وفي استقرار القطاع المصرفي• ومع اقتراب أجل انتهاء تداول عقود شهر مايو المقبل بسوق نايمكس الأميركي انخفضت الاسعار أمس في أعقاب هبوطها أكثر من ثمانية في المئة أمس الأول• وتركزت أنظار السوق مرة أخرى على حالة اقتصاد الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم بعد ان سجل بنك اوف أميركا أكبر مصرف أميركي قفزة في الديون المعدومة مما تسبب في هبوط أسواق الاسهم ومعظم السلع الأولية، وينتظر المتعاملون بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية اليوم• وقفزت السندات واصول تقليدية اخرى تعتبر ملاذاً آمناً مثل الذهب وسط قلق المستثمرين من أن تكون موجة صعود قوية في أسواق الأسهم العالمية بدأت في اوائل مارس الماضي على وشك الانحسار• وجرى تداول النفط في نطاق بين 46 دولارا و55 دولارا للبرميل على مدى الشهر المنصرم بعد أن سجل صعودا مطردا منذ منتصف فبراير الماضي من مستويات حول 35 دولارا مدعوما بالامال في تعافي الاقتصاد وتفاؤل بتقيد منظمة اوبك بالتخفيضات المتفق عليها في الامدادات• وقالت منظمة الدول المصدرة للنفط ''أوبك'' أمس إن متوسط أسعار سلة القياسية واصل الانخفاض إلى 49,59 دولار للبرميل امس الاول من 51,45 دولار يوم الجمعة الماضي، وكانت آخر مرة نزل فيها سعر السلة عن مستوى 50 دولارا في الأول من ابريل الجاري عندما بلغ 47,18 دولار للبرميل• إلى ذلك قال مندوب ايران الدائم لدى ''أوبك'' أمس إنه إذا ظلت سوق النفط متخمة بالامدادات فقد تقرر المنظمة اجراء خفض آخر في انتاجها النفطي• وقال محمد علي خطيبي للصحفيين على هامش معرض النفط والغاز الدولي في ايران ''قد تقرر اوبك خفض انتاجها بشكل أكبر في الاجتماع التالي إذا ظلت السوق متخمة بالامدادات''، وتعقد اوبك اجتماعها التالي في 28 مايو المقبل لبحث السياسة الانتاجية• وقال خطيبي ''الدول المستهلكة تقبل بشكل متزايد على تخزين النفط''، واضاف أن هذا يمثل مصدر القلق الرئيسي لاوبك• وقالت وكالة الطاقة الدولية، التي تمثل كبار الدول المستهلكة، يوم الجمعة الماضي إن الطلب على النفط في عام 2009 سينخفض مليون برميل يوميا أكثر مما توقعته سابقا وذلك بسبب التباطؤ الاقتصادي العالمي• وقال وزير النفط الايراني غلام حسين نوذري الاسبوع الماضي إن أي خفض آخر في انتاج اوبك سيتوقف على الوضع في سوق النفط، وقد دعت ايران إلى مزيد من التعاون بين المنتجين في اوبك وخارجها للمساعدة في اعادة الاستقرار إلى السوق مع هبوط أسعار النفط نحو 65 بالمئة عن ذروتها في منتصف •2008 وقد اتفقت ''اوبك'' بالفعل على خفض الانتاج منذ سبتمبر الماضي بحوالي 4,2 مليون برميل يوميا توازي نحو خمسة بالمئة من الامدادات العالمية• وتشير التقديرات إلى أن اوبك التزمت بنحو 80 بالمئة من هذه التخفيضات حتى الان• وفي سياق متصل قال مارك لويس العضو المنتدب في شركة ''انرجي ماركت كونسلتنت'' البريطانية إن الركود العالمي والانحدار الذي تلاه في أسعار النفط سيؤثران في شركات النفط، فيما ستكون شركات التنقيب والإنتاج الأصغر حجماً الأكثر عرضة لعمليات الدمج• وقال إن ''شركات النفط كانت تحقِّق أموالاً هائلة في السنوات السابقة ولكن••• سنشهد تبدلات في هيكلية شركات النفط، وستبرز ضغوط للدمج والتوحيد وقد تتراجع قيمة حصص الشركات إن بقيت أسعار النفط منخفضة خلال السنتين أو السنوات الثلاث القادمة''