الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ادعو الله

ادعو الله
6 أكتوبر 2007 23:41
حثنا ربنا سبحانه وتعالى على اللجوء إليه ودعائه في الشدة والرخاء، وأخبرنا بأنه سبحانه قريب مجيب، وطلب منا أن نكون مخلصين له في الدعاء وأن ندعوه خوفاً وطمعاً، وتضرعاً وخفية، ودلنا على مفاتيح الدعاء وهي أسماؤه الحسنى، كل ذلك ورد إلينا عبر نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فمن القرآن ما يلي: قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) - البقرة: ·186 وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في سنته بأن الله سبحانه يستحي أن يرد العبد خائباً بدعائه، وأن الدعاء من أكرم العبادات عليه سبحانه، وأنه تعالى يستجيب الدعاء، وأنه يحب أن يسأل، وذلك في مجموعة من الأحايدث نذكر منها قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله حيي كريم، يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين'' (رواه أبوداود، وابن حبان)· وقال صلى الله عليه وسلم: ''ليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء'' (رواه أحمد)· والدعاء مستحب في الأصل وقد يكون الدعاء واجباً كالدعاء الذي تضمنته سورة الفاتحة أثناء الصلاة· الدعاء عبادة لها آدابها منها: أن يكون مطعم الداعي ومسكنه وملبسه وكل ما معه حلالاً· ومن الآداب كذلك أن يتحرى المسلم الأزمان الفاضلة، والأماكن الفاضلة والأحوال الفاضلة في دعائه فذلك أرجى للإجابة وأكثر بركة في الدعاء، فمنها تحري الدعاء في ليلة القدر، وجوف الليل الآخر، ووقت السحر، ودبر الصلوات المكتوبات، وبين الآذان والإقامة، وعند الآذان، وعند نزول المطر، وعند زحف الصفوف في سبيل الله، وساعة من يوم الجمعة وهي على الأرجح آخر ساعة من ساعات العصر قبل الغروب، وعند شرب ماء زمزم، وفي السجود في الصلاة، وعند صياح الديك، وبعد زوال الشمس قبل الظهر، والدعاء عند المريض، والدعاء بعد الثناء على الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وعند دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب، ودعاء يوم عرفه في عرفه، والدعاء في شهر رمضان، دعاء الصائم حتى يفطر، ودعاء الصائم عند فطره، ودعاء المسافر، ودعاء المضطر، ودعاء الإمام العادل، والدعاء في الطواف وعلى الصفا وداخل الكعبة، والدعاء على المروة، والدعاء فيما بين الصفا والمروة، والدعاء في الوتر من ليالي العشر الأواخر من رمضان، والدعاء في العشرة الأولى من ذي الحجة، والدعاء عند المشعر الحرام· وقد ثبت فضل كل هذه الأوقات والأحوال والأماكن في الشرع الشريف· ومن آداب الدعاء كذلك أن يدعو مستقبلا القبلة ويرفع يديه بالدعاء، فروى أنس ''أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض إبطه'' (رواه البخاري ومسلم) ومن آداب الدعاء أن يمسح بيديه وجهه في آخر الدعاء· ومن الآداب كذلك جعل الثناء عليه سبحانه والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في آخر الدعاء، وأما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فتكون في أوسط الدعاء كذلك وفي آخره· قد يتوهم بعض الناس التعارض بين نفاذ القدر والدعاء، وهذا خلط فلا ينبغي للمسلم توهم التعارض بين نصوص الشرع الشريف، فالشرع جاء بحتمية الإيمان بالقدر، وجاء بالحث على الدعاء، وذلك لأن الدعاء عبادة لها أثرها العظيم، والقضاء أحد أركان الإيمان· والنبي صلى الله عليه وسلم لم يترك الدعاء قط وهو أكمل الأمة إيماناً، وقد قال الغزالي في هذا الشأن: فإن قلت: فما فائدة الدعاء والقضاء لا مرد له؟ فاعلم أن من القضاء رد البلاء بالدعاء، فالدعاء سبب لرد البلاء واستجلاب الرحمة، كما أن الترس سبب لرد السهام، والماء سبب لخروج النبات من الأرض، فكما أن الترس يدفع السهم فيتدافعان، فكذلك الدعاء والبلاء يتعالجان، وليس من شرط الاعتراف بقضاء الله تعالى ألا يحمل السلاح· فإذا فهم المسلم عن الله تلك الدقائق وتحرى آداب الدعاء وصدق في اللجوء إلى الله، قبله الله واستجاب له دعاءه، نسأل الله يستجيب لنا وأن يقبلنا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©