الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الغيبة

الغيبة
6 أكتوبر 2007 23:41
اعلم أن الغيبة من أقبح القبائح وأكثرها انتشاراً في الناس حتى لا يسلم منها إلا القليل من الناس، وهي ذكرك الإنسان بما يكره ولو بما فيه، سواء كان في دينه أو بدنه أو نفسه أو خَلقه أو خُلقه أو ماله أو ولده أو والده أو زوجته أو خادمه، أو عمامته أو ثوبه أو مشيته أو حركته أو بشاشته أو خلاعته أو غير ذلك مما يتعلق به سواء ذكرته بلفظك، أو بكتابك أو رمزت إليه بعينك، أو يدك أو رأسك أو نحو ذلك· فأما الدين فكقولك سارق، خائق، ظالم، متهاون بالصلاة، متساهل في النجاسات ليس باراً بوالديه، قليل الأدب، لا يضع الزكاة مواضعها، لا يجتنب الغيبة· وأما البدن فكقولك أعمى أو أعرج، أو أعمش أو قصير أو طويل أو أسود أو أصفر· وأما غيرهما فكقولك فلان قليل الأدب متهاون بالناس لا يرى لأحد عليه حقاً، كثير النوم كثير الأكل وما أشبه ذلك، أو كقولك فلان أبوه نجار أو إسكاف، أو حداد أو حائك تريد تنقيصه بذلك أو فلان سيئ الخلق متكبر، مراء، معجب، عجول، جبار ونحو ذلك أو فلان واسع الكم، طويل الذيل، وسخ الثوب ونحو ذلك· وقد روي في صحيح مسلم وسنن أبي داود والترمذي والنسائي عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ''أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسول الله أعلم· قال: ذكرك أخاك بما يكره''، وإن كان في أخي ما أقول؟ قال: ''إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته''· قال الترمذي: حديث حسن صحيح· وروي في سنن أبي داود والترمذي عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا· قال بعض الرواة: تعني قصيرة فقال: ''لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته -أي خالطته مخالطة يتغير بها طعمه وريحه- لكثرة نتنها''· روي في سنن أبي داود عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''لما عرج بي إلى السماء مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم''· وروي عن جابر -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: ''إياكم والغيبة فإن الغيبة أشد من الزنا''، ثم قال رسول الله صلى اله عليه وسلم ''إن الرجل ليزني فيتوب، فيتوب الله عليه، وإن صاحب الغيبة لم يغفر له حتى يغفر له صاحبها''· وعن أنس -رضي الله تعالى عنه- قال: ''من اغتاب المسلمين، وأكل لحومهم بغير حق وسعى بهم الى السلطان جيء به يوم القيامة مزرقة عيناه، ينادي بالويل والثبور، يعرف أهله ولا يعرفونه''· وقال معاوية بن قرة: أفضل الناس عند الله أسلمهم صدراً، وأقلهم غيبة· وقال الأحنف: فيّ خصلتان: لا أغتاب جليسي إذا غاب عني، ولا أدخل في أمر قوم لا يدخلونني فيه·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©