السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الغاز المسال يمضي على خطى النفط

الغاز المسال يمضي على خطى النفط
29 مارس 2008 00:32
أصبحت صناعة الغاز الطبيعي المسال في عالم اليوم اشبه بما كانت عليه صناعة النفط في حقبة الخسمينيات من القرن الماضي وفقاً لاعتقاد بعض المراقبين· فهذه الصناعة مازالت تهيمن عليها قلة من كبريات الشركات العالمية التي بامكانها أن تتحمل انفاق الاستثمارات الهائلة التي تحتاجها الصناعة كما أن نموذج الأعمال التجارية في هذه السلعة يعتمد على التسليمات المتعاقد عليها والتي يتم نقلها عبر مسارات ثابتة ومباشرة من الآبار إلى السوق· والآن وبعد أن اصبح النفط سوقاً عالمية رائجة تستقطب اهتمام الجميع فإن السؤال اخذ يتمحور في عما إذا كانت سوق الغاز الطبيعي المسال سوف تمضي في نفس الطريق في العقود القادمة· وفي الحقيقة فإن مما لاشك فيه أن سوق الغاز الطبيعي المسال تشهد التطور والنماء بوتيرة متسارعة، وفي ظل ارتفاع احجامها بنسبة 7 في المئة في كل عام فقد باتت تعتبر الاسرع نمواً بين جميع صناعات الوقود الأحفوري في العالم· وبالاضافة لذلك فإن التكنولوجيا المستخدمة ليست جديدة حيث إن أول تسليمات للغاز الطبيعي المسال كانت قد تمت في أوائل حقبة الستينيات من القرن الماضي· وعلى كل فإن ارتفاع أسعار الغاز بالتزامن مع الأحجام الاقتصادية الهائلة التي أصبحت ممكنة بواسطة محطات التسييل الكبرى وسفن النقل العملاقة جعلت من الغاز الطبيعي المسال منافسا قويا لغاز الأنابيب في كبريات الأسواق الغنية وفي بعض الأسواق الناشئة على حد سواء· وليس هنالك أفضل من قطر لرؤية حجم هذا التوسع إذ تزامن وجود أحد أكبر احتياطيات الغاز في العام مع الطلب المحلي المحدود ليخلق الظروف المثالية للاستثمار في الغاز الطبيعي المسال· وتستثمر قطر غاز المشروع المشترك مابين قطر بتروليوم الشركة الوطنية للنفط والشركات الأجنبية بما فيها اكسون موبيل وتوتال مبلغاً يتراوح مابين 60 و70 مليار دولار في مشاريع الغاز الطبيعي المسال بالإضافة إلى شركاء آخرين مثل رويال دوتش شل وكونوكو فيليبس من أجل رفع حجم الانتاج من حوالي 10 ملايين طن إلى 42 مليون طن سنوياً في العقد القادم· وعندما يتم التوصل إلى هذا المستوى فإن قطر سوف تصبح ثالث أكبر منتج للغاز في العالم بعد روسيا والولايات المتحدة وبكميات هائلة من الغاز الطبيعي المسال الذي سوف يتم توصيله للزبائن في منطقة تمتد من تكساس إلى طوكيو· وهذه الزيادة الكبيرة في امدادات الغاز الطبيع المسال سوف يتم تعزيزها من قبل التطويرات التي ستدخل الأسواق من دول أخرى مثل روسيا واستراليا ونيجيريا بات من المتوقع لها أن تحظى أيضاً بدعم من الزيادة المنتظره في مرافق اعادة تسييل الغاز في الدول المستهلكة في أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا· وكنتيجة لذلك فإن بعض الخبراء في الصناعة باتوا يتوقعون أن امدادات الغاز الطبيعي المسال لن تصبح مرتبطة بعد ذلك بعمليات بيع الغاز بالعقود الطويلة المدى ذات السعر الثابت· إذ يقول مايك ديكمان الرئيس المشترك لإدارة الطاقة العالمية في مورجان ستانلي ''لقد اصبح الغاز الطبيعي المسال اعمالاً تجارية فورية خاصة بعد أن كان عبارة عن سوق تعاقدية قبل سنوات قليلة من الآن· وفي خلال فترة السنوات الخمس الماضية فقد ارتفع سعر السلعة إلى المستوى الذي اندفعت فيه الدول في بناء مرافق تسييل الغاز بالرغم من الوضوح الكامل الذي توفره العقود بالنسبة للأسعار''· ومضى يقول و''بمجرد أن تتمكن الصناعة من بناء المزيد والمزيد من مرافق اعادة تسيبل الغاز سوف تزداد امكانية تحويل السلعة بسرعة من سوق إلى أخرى وسوف يصبح بامكان المنتجين أيضاً تحويل الغاز المسال بسرعة إلى الأسواق التي تعرض أعلى الأسعار''· وهناك أصلاً دلائل على امكانية هذا التحول فعندما أجبرت الزلازل الأرضية السلطات اليابانية على اغلاق محطة كيشووزاكي كاريوا للطاقة النفطية التي تعتمد بكثافة على التوليد بالغاز سرعان ما تم تحويل شحنات الغاز الطبيعي المسال المتجهة إلى أوروبا لكي تأخذ طريقها إلى اليابان لاستغلال ميزة الأسعار العالية هناك· ولما كان الغاز الطبيعي المسال في القارة الآسيوية يعتمد على وجه الخصوص على العقود الطويلة الأجل فإن سعد الكعبي مدير إدارة النفط والغاز في شركة قطر بتروليوم ينفي امكانية التخلي عن هذه العقود في المستقبل القريب قائلاً إن استحداث نوع من السوق الفوري للغاز المسال في اسيا أمر ليس في الحسبان حيث إن الاماكن التي تتواجد فيها حقيقة اسواق فورية للغاز هي الولايات المتحدة وبريطانيا· وتتفق ليندا كوك رئيسة قطاع الغاز والطاقة في مجموعة شل مع هذا الرأي ولكنها تعتقد أن السوق سوف تشهد المزيد من التطورات· نقلاً عن الفاينانشيال تايمز وهي تقول ''لقد ظللت دائماً التزم جانب الحذر بهذا الشأن وذلك ربما لأن أكبر حجم من الأعمال التجارية للغاز المسال يتم في منطقة آسيا الباسيفيكية· لذا فإن التعامل الآن يجري مع كبار الزبائن في ذلك الجزء من العالم كما أنهم مازالوا يرغبون في العقود الطويلة الأجل لتأمين احتياجاتهم من الغاز المسال· واضافت: لكنني اعتقد أن الأعمال التجارية للغاز المسال أصبحت تتجه نحو سوق تتسم بالمزيد من العولمة وحيث تكتسب المزيد من المرونة، ولكن الأمر استغرق عقوداً طويلة قبل أن تتطور سوق النفط مما كان عليه في الماضي في حقبة الخسمينيات لتصبح سوقاً تتسم بالمرونة كما هو عليه الآن· واغلب الظن أن الرحلة سوف تستغرق فترة مماثلة أيضاً بالنسبة للغاز الطبيعي المسال·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©