دول التعاون تنجز أربع جولات تفاوضية حول التجارة الحرة مع الصين

قالت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التجارة الخارجية إن دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي أنجزت أربع جولات تفاوضية بشأن إبرام اتفاقيات تجارة حرة بين دول المجلس والصين وصولاً لتحرير تجارة السلع والخدمات بينهم، مؤكدة أهمية توثيق العلاقات التجارية مع الصين• وأضافت القاسمي خلال الدورة الثالثة لمؤتمر رجال الأعمال الصينيين والعرب وندوة استثمار منتدى التعاون المشترك التي انطلقت أمس في مدينة هانغ جو الصينية أن الاتفاقيات تعزز الروابط التجارية بين دول المجلس من جهة والصين من جهة أخرى• وألقت الضوء على المقومات والأسس التي تشجع تدفق وازدهار الاستثمارات بين دولة الإمارات والصين خاصة الروابط الاستراتيجية ومراعاة كل طرف لإمكانات الطرف الآخر في حلقة التجارة الدولية، مشيرة إلى أن دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي تعتبر مصدراً مهماً لتأمين احتياجات الصين من الطاقة التي تعد سوقاً واعداً للمنتجات والاستثمارات الإماراتية الخليجية بجانب استيعاب أسواق دول الخليج قدراً كبيراً من صادرات الصين التي تشكل نقطة انطلاق لها إلى مختلف أسواق العالم• وأوضحت أن الدول العربية بما تمتلكه من فرص استثمارية واعدة تشكل أساساً متيناً لتعاون عربي صيني في مختلف المجالات التجارية والصناعية والزراعية والعلمية والتقنية بجانب التعاون في مشاريع الطاقة والبنى التحتية والمقاولات والأعمال• وقالت إن دولة الإمارات بموقعها وإمكاناتها وحجم استثماراتها في مجال الطاقة المتجددة ومشاريعها في مجال المحافظة على البيئة تشعر بالمسؤولية العالمية تجاه تحدي تزايد الطلب على الطاقة الذي يتوقع أن يبلغ ثلاثة أضعاف حجم الطلب الحالي خلال المائة عام المقبلة، مشيرة إلى أن الحكومة اعتمدت مجموعة من السياسات وخطط العمل للحفاظ على الطاقة المتجددة من بينها اعتماد وتطبيق التكنولوجيات النظيفة في صناعة النفط للحد من الآثار السلبية الناتجة عن الاحتباس الحراري•• فضلاً عن اعتمادها مبادئ الإنتاج المستدام بطريقة تضمن مستقبلاً أنظف للعالم من خلال تحقيق كفاءة قصوى في استخدام الطاقة في مختلف المجالات• وأكدت القاسمي في كلمتها متانة العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات والصين الشعبية في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، حيث شهدت تطوراً متواصلاً، فيما تبوأت الصين المرتبة الثانية في حجم التجارة الخارجية مع دولة الإمارات• وأشارت إلى أن إجمالي حجم التجارة الخارجية غير النفطية للدولة مع الصين بلغ حوالي 17 ملياراً و800 مليون دولار خلال العام الماضي 2008 بينما تحتل الصين المركز الأول كمصدر لواردات الإمارات السلعية التي بلغت قيمتها خلال الفترة نفسها حوالي 64,8 مليار درهم، 17 ملياراً و300 مليون دولار• وأوضحت أن قطاعي السياحة والنقل الجوي بين البلدين يشهدان تطوراً ملحوظاً، فيما تساهم الرحلات الجوية اليومية المنتظمة بين البلدين في زيادة حركة التجارة والسياحة وحركة رجال الأعمال بينهما بجانب منطقة الشرق الأوسط و أوروبا• وأشارت إلى أن عدد الصينيين الذين أقاموا في فنادق الدولة خلال العام الماضي بلغ 230 ألفاً، فيما بلغ مجموع الرحلات المباشرة التي تسيرها طيران الإمارات وطيران الاتحاد إلى العاصمة بكين ومدينة شنغهاي 17 رحلة أسبوعياً، بجانب رحلات الطيران الصيني إلى الإمارات• وأوضحت أن دولة الإمارات من خلال حرصها على دعم علاقاتها التجارية مع الصين افتتحت مكتبها للتمثيل التجاري في الصين لتسهيل إجراءات تبادل زيارات رجال أعمال البلدين بجانب تنظيمه معارض تجارية ومؤتمرات وندوات اقتصادية لتعريف رجال الأعمال الإماراتيين والصينيين على خصائص واحتياجات السوق في البلدين•• فضلاً عن استكشاف قنوات جديدة لدعم الاستثمارات بينهما• وأشارت إلى حرص دولة الإمارات على المشاركة في فعاليات معرض شنغهاي الدولي عام 2010 الذي يتوقع أن يكون الأكبر من نوعه، حيث تشكل هذه المشاركة تشكل منعطفاً لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية بين البلدين• وأضافت معاليها أن الدولة من خلال إمارة أبو ظبي أطلقت مبادرة مدينة مصدر كاستثمار متعدد الجوانب تتجاوز قيمته 15 مليار دولار لتطوير وتسويق تكنولوجيات مبتكرة في مجالات الطاقات المتجددة والتنمية المستدامة•• مشيرة إلى أن مدينة مصدر تعتبر مجمعاً للتكنولوجيا النظيفة بجانب كونها المشروع الأكثر طموحاً على مستوى العالم للتنمية المستدامة•• فضلاً عن كونها أول مدينة في العالم تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة خالية من انبعاثات الكربون والنفايات الناتجة عن احتراق الوقود• ورحبت معاليها بالتعاون والشراكة مع الصينيين وصولاً إلى أحدث مبتكرات التقنية لإيجاد بيئة حياتية مستدامة عالية الجودة بجانب المساهمة في إعطاء بعد جديد للاستخدام الأمثل للموارد والطاقة والتقنيات حفاظاً على البيئة، مشيرة إلى أن هذه المبادرات تأتي في إطار مسؤولية الدولة للحفاظ على البيئة ومواجهة تحديات تغير المناخ ملقية الضوء على طلب دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة ''إيرينا'