الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مؤسسات أميركية تتبنى برامج لتقليل ساعات العمل

مؤسسات أميركية تتبنى برامج لتقليل ساعات العمل
22 ابريل 2009 03:45
يبدو أن للركود أساليبه الخاصة في قلب الأمور رأساً على عقب، فلعقود طويلة ظل الأميركيون يعملون لساعات أطول من العاملين في معظم الدول الصناعية الأخرى• أما الآن فإن المستخدمين في العديد من المؤسسات والشركات الأميركية الذين يحاولون جاهدين تجنب مصير البطالة أصبحوا فجأة مطالبين بالعمل لساعات أقل• فلقد عمدت حكومات الولايات والحكومات المحلية إلى جانب الجامعات والشركات المعمارية ومصانع الاسمنت مؤخراً إلى التوسل للمستخدمين أو إجبارهم في العديد من الأحيان إلى الذهاب في عطلة غير مدفوعة الأجر• ولقد أشاد الرئيس باراك أوباما شخصياً مؤخراً بما أسماه ''تضحيات العمال الذين يلجأون إلى خفض ساعات العمل عوضاً عن رؤية زميل لهم يفقد وظيفته''• وقد وافق 235 ألف موظف في ولاية كاليفورنيا على أخذ عطلة ليومين في كل شهر بينما أصبح مقر المجلس البلدي في مدينة اتلانتا يغلق أبوابه لأول مرة في أيام الجمعة من كل أسبوع• أما في يناير الماضي فقد أضحى 6,9 مليون موظف أميركي في جميع أنحاء الدولة يعملون لجزء من الوقت نظراً للبطء في نشاط الأعمال أو الظروف التجارية السيئة'' أي إلى أكثر من ضعف هذا العدد قبل فترة عامين فقط من الآن وفقاً لما ذكره المكتب الأميركي لاحصائيات العمالة مؤخراً• بل إن المجلس البلدي في اتلانتا يعد صفقة مع مستخدميه البالغ إجماليهم 5 آلاف موظف وعامل تهدف إلى أن يزاولوا العمل لساعة إضافية من يوم الاثنين حتى الخميس قبل أن يذهبوا في عطلة نهاية الأسبوع تستغرق طيلة الأيام الثلاثة الباقية، وهي صفقة من شأنها أن تقلل الأجور وكذلك الزمن المستغرق في العمل بمعدل 10 في المئة• ومما لاشك فيه فإن الوقت هو أحد أشكال الثروة، ولكن هذه الدولة العظمى التي طالما عرفت بإدمانها للعمل والجنوح إلى الاستهلاك قد آثرت فيما يبدو أن تفضل المال على حساب الوقت• والآن فإن 115 موظفاً فقط من إجمالي المستخدمين البالغ 10,5 ألف موظف في مقاطعة سفولك بولاية نيويورك وافقوا على المشاركة في برنامج الإجازات الطوعية الذي نظمته المقاطعة في النصف الثاني من العام 2008 كما يقول ستيف ليفي التنفيذي في مجلس المقاطعة• وبصرف النظر حالياً عن المخاوف المالية العميقة فإن الإجازات الطوعية ربما تساعد في الاجابة على أسئلة أكبر تتعلق بالأزمة الاقتصادية أهمها ما هي الحالة التي سوف تصبح عليها أميركا عندما تنقشع الأزمة؟ وهل ستعاود الاستمرار كدولة للمنفقين عوضاً عن المدخرين؟ وهل سيقنع الأميركيين بمنازل أصغر حجماً وسلعاً ومقتنيات أقل عدداً؟ ويقول جون دي جراف المدير التنفيذي لمنظمة ''تيك باك يور تايم'' المنظمة الطوعية في سياتل المعنية بالدفاع عن تقليل أعباء العمل في أوساط المواطنين الأميركيين ''لقد أصبحنا نأمل في أن تساعدنا بعض آثار هذا الركود في أن يقتصر تفكيرنا فقط على الأساسيات التي تقوم عليها الحياة''• على أن العديد من الموظفين رحبوا من جانبهم بالإجازات الطوعية حيث ذكرت إحدى المطلقات في سكرامنتو بولاية كاليفورنيا أن الإجازة الطوعية أجبرتها على ترك التدخين العادة الكمالية الوحيدة التي كانت تزاولها كما أنها أصبحت أكثر قدرة على منح مزيد من الوقت لمراقبة وتربية أبنائها• ولربما يجد أرباب العمل أيضاً العديد من الفوائد المتمخضة عن الإجازات الطوعية بعد أن كشفت بعض الدراسات عن أن تقليل ساعات العمل بإمكانه أن يزيد من الإنتاجية في كل ساعة تزاول فيها الأعمال• بل إن هنالك العديد من الدراسات الأخرى التي ظلت تؤكد أن العطلات وأوقات الراحة والعمل لساعات أقل تعمل عادة على خفض معدلات الضغط العصبي وتقليل الإصابة بالأمراض الفتاكة مثل أمراض القلب• عن ''انترناشونال هيرالدتريبيون'
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©