الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الدعوة إلى إكثار أشجار المنجروف وحمايتها من الهجمة العمرانية

الدعوة إلى إكثار أشجار المنجروف وحمايتها من الهجمة العمرانية
6 أكتوبر 2007 02:42
من أهم الأشجار التي يحتاجها كوكب الأرض في وقتنا الحالي للتغلب على التلوث، شجرة المنجروف أو القرم، وهي التي تنمو على السواحل البحرية، ولها ميزة استخلاص الماء العذب من الماء المالح، كما أنها توفر كمية من الأكسجين لا تصل لها شجرة أخرى، وقد ثبت علميا أنها إن وضعت في المنزل فإنها تقوم بتنقية الجو الداخلي من الأدخنة والغازات، وتوفر كمية هائلة من الأكسجين، وهي بيئة مناسبة لتكاثر الأسماك إن زرعت قرب السواحل، وقد قام مركز أبحاث الأحياء البحرية التابع لوزارة البيئة والمياه في أم القيوين، ضمن فريق فني ترأسه المهندس عمران الشحي- باحث أسماك، بجمع المنجروف من خور أم القيوين حيث يعمل المركز على إنتاج اشتال المنجروف وتوزيعها على مناطق مختلفة من الإمارات وبعض دول مجلس التعاون الخليجي· وقال المهندس عمران إن شجرة المنجروف أو أشجار القرم نبات دائم الخضرة، ويكثر تواجدها بكثافة في منطقة القرم بمدينة كلباء بإمارة الشارقة، كما قامت حكومة أبوظبي منذ عهد الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمة الله عليه''، بجهود جبارة لإنشاء غابة من القرم في جزيرة أبو الأبيض وغيرها من مناطق أبوظبي، حيث يصل الإجمالية لمجمعات القرم في الدولة بأكثر من 3 آلاف هكتار عدد مجمعات القرم في الدولة إلى ثلاثة آلاف هكتار، منها 2500 هكتار في إمارة أبوظبي عاصمة الدولة· وتكمن أهمية شجرة المنجروف في أنها تزود المياه المحيطة بها بكميات من المواد العضوية وترفع نسبة الأكسجين في البحر، كما تفعل ذلك في أي منطقة تزرع فيها، وقد قدم المركز للمراكز الأقليمية في المنطقة الشتلات والبذور، كما قام بتزويد مملكة البحرين ودولة الكويت· ويعتبر هذا النوع من الأشجار مقاوما للملوحة، وكانت أشجار المنجروف في الماضي تستخدم غذاء للدواب كالإبل، وهي مصدر للطاقة إن استعملت كوقود كما تستخدم جذوعها ضمن مهنة النجارة· وقال المهندس الشحي إن أشجار المنجروف أو القرم هي المكان الآمن والنموذجي للكثير من الأحياء وهي مصدر غذاء غني، وحيث ما وجد القرم تنبت الطحالب والحشائش المائية التي تؤمن الغذاء للأسماك والروبيان أو الجمبري، لذلك فلهذه الأشجار أهمية اقتصادية، وبما أن السواحل تعتبر البيئة المناسبة لها، فإنها تحتضن أيضا السرطانات وذوات الأصداف وهي تؤمن الحماية للسلاحف البحرية أيضا· لذلك تسعى وزارة البيئة من خلال مراكز أبحاثها إلى الاهتمام بإكثار المنجروف وتوزيعه للجهات التي تعمل على زرعه في المناطق التي تعاني من نقص في القرم بسبب ارتفاع نسبة الملوحة او أسباب أخرى· الفلتر النباتي الحي ربما يتساءل البعض كيف يمكن لهذه الأشجار أن تعيش وسط البيوت وفي مناطق بعيدة عن البحر، حيث لا تتوفر المياه المالحة، والإجابة يقدمها عمران قائلا: إن أشجار القرم منحها الله خاصية عجيبة، من رحمة الله بالإنسان، حيث تقوم جميع أشجار القرم بفلترة مياه البحر- حيث تعيش- وتحوله إلى ماء عذب، ولذلك فإن هذه الشجرة يمكنها أن تعيش على الماء العذب، كما أنها شجرة استوائية ومدارية ولكنها سريعة العطب، إذ يكفي أن يحطم أحدهم جزءا من عروقها فتموت الشجرة، ولذلك على المستمتعين بالتجوال قرب القرم الحذر من تعريضها لهذا النوع من الأذى·
المصدر: أم القيوين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©