السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الاستخدام المتزايد للإنترنت يؤدي إلى التباطؤ

الاستخدام المتزايد للإنترنت يؤدي إلى التباطؤ
29 مارس 2008 00:25
توالت طائفة من التحذيرات طوال الأشهر القليلة الماضية من النمو المتزايد في كمية البيانات التي تحلق في الإنترنت· وهذا التهديد وفقاً لبعض المجموعات والمحللين والباحثين في الصناعة يعود بشكل رئيسي إلى غزارة الاتصالات وخدمات التسلية البصرية المتدفقة في الانترنت مثل كليبات الفيديو والأفلام السينمائية والشبكات الاجتماعية والألعاب المشتركة· إذ تعتبر الصور المتحركة وبمستوى أكبر بكثير من الكلمات المكتوبة أو الأصوات، كوابح قوية تعمل على إعاقة واعتراض أنابيب وبوابات الانترنت، ما يجعلها تحتاج إلى المزيد من الحزمة العريضة· ويشير أحد التقديرات إلى أن موقع يوتيوب للفيديو الذي تملكه شركة جوجل استهلك في العام الماضي وحده حزمة عريضة تعادل ما استهلكه الانترنت بأكمله في العام ·2000 وتوقع أحد التقارير الواسعة الانتشار صدر في نوفمبر المنصرم وأجرته إحدى الشركات المرموقة في مجال البحوث أن طلب استخدام الانترنت سوف يتجاوز سعة الشبكة بحلول العام ·2011 بل إن المناقشات التي من المنتظر أن تجري في مؤتمر التكنولوجيا المزمع انعقاده في بوسطن الشهر المقبل سوف يطرح تحت شعار ''هل حانت نهاية الإنترنت؟'' ولكن الطفرة الهائلة في الحركة المرورية في الانترنت بدأت تشكل تحدياً آنياً أكثر من كونها مجرد أزمة تحتمل الانتظار، على أن أكثر المتخوفين لا يتوقعون حدوث انهيار مفاجئ في الانترنت، إذ إن المستخدم الفردي كما يشيرون سوف يواجه تباطؤا في سرعات التحميل وإرباكا في خدمات البيانات الثقيلة، بحيث تصبح هذه الخدمات أقل فائدة وجلباً للمتعة كما جرت العادة· وكما تقول جوانا تيل جونسون رئيسة مكتب نيميريتس للبحوث الذي توقع انهيار الحزمة العريضة بحلول العام 2011 وقدر أن الطلب عليها سوف يشهد نمواً بمعدل 100 في المئة أو لأكثر من ذلك في كل عام، إن شبكة الانترنت ما زالت غير مهددة بالانهيار ولكن هنالك أصناف متزايدة من المواد التي لا يمكن التعامل معها على الويب· وهنالك البعض الآخر الأقل تخوفاً على الأقل في المدى القصير، إذ يقدر أندرو أودلايزكو الأستاذ في جامعة مينيسوتا أن الحركة المرورية الرقمية في الشبكة العالمية تشهد نمواً بحوالي 50 في المئة في كل عام، وهو نفس ما ذهبت إليه شركة جيسكو للأنظمة المصنعة الأكبر في العالم لمعدات الشبكات في دراسة تحليلية اجرتها مؤخراً، وهو الأمر الذي يعتبر معدلاً هائلاً للنمو· وحتى الآن، فإن التكنولوجيا الخاصة بمناولة الحركة المرورية في الانترنت تتقدم بخطى سريعة ومدهشة، إذ إن أجهزة الكمبيوتر السريعة الخاصة بتحويل البيانات تؤدي بشكل أفضل من قبل، بينما اتسمت الانتقالات عبر الألياف البصرية بسرعة أكبر في الوقت الذي اكتسبت برامج المعلومات المعنية بإرسال حزم البيانات المزيد من الذكاء· وكما يقول أودلايزكو إن معدل 50 في المئة يعتبر عالياً جداً ولكنها مازالت تتناسب مع التحسن الكبير الذي طرأ على التكنولوجيا· لذا فإن حدة المشكلة لا تتعلق فقط بالجانب الفني لأنها سوف تختص بتشكيل السياسات الحكومية الخاصة بالبنية التحتية للحزمة العريضة، والتي من المتوقع أن تثير اهتمام السياسيين بعد انقضاء فترة الإدارة الأميركية الحالية على سبيل المثال· ففي الوقت الذي يتجادل فيه الخبراء بشأن مدى إلحاح وآنية هذا التحدي فإنهم متفقون فيما يبدو على مسائل أكبر من ذلك، وكما يقولون فإن الشبكات العالية السرعة في عصر الانترنت أصبحت تمثل وبشكل متزايد عصب الاختراع والابداع في الأعمال التجارية والتسويق وخلق الوظائف الجديدة· وفي حال أن تخلفت الولايات المتحدة في الاستثمارات فإنها سوف تفتقد إلى التنافسية لمصلحة الدول التي ستجعل الأولوية للدخول إلى الإنترنت الفائق السرعة· وفي الولايات المتحدة، فإن الاستثمارات المطلوبة لمواكبة الحركة المرورية المتزايدة في الانترنت تحتاج لأن يتم إنفاقها على العديد من المستويات وليس فقط من جانب شركات الكيبل أو الاتصالات الهاتفية، أي في شركات الطاقــــة الخاصـــة بمراكـــــز البيانـــات في أماكـــن مثل سان فرانسيسكو وفي الانترنت الذي يساعد أجهزة الهاتف الخليوي على تفادي الانقطاعات أيضاً· ويبقى أن وتيرة الطلب المستقبلي سوف تصبح المجهول الأكبر الذي يحيط بالتحدي الخاص بالحركة المرورية في الإنترنت، فبعيد انفجار التكنولوجيا في عام 2000 حدث نقص في السعة استمر لبعض الوقت قبل أن تعود الأمور إلى نصابها· أما الآن فإن الطلب بإمكانه أن يلاحق العرض، ولكن وفي حال أن اصبحت تكنولوجيا مؤتمرات الفيديو التي أضحت الشركات تتبناها بصورة متزايدة كبديل لتكلفة السفر العالية والمستهلكة للوقت، فإن الطفرة في الحركة المرورية سوف تحتاج من المؤكد إلى المزيد من الاستثمارات والتكاليف العالية في كامل طيف النظام الاقتصادي للإنترنت·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©