الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسابقات منتديات «الإنترنت» تعيد أعضاءها إلى أحضان الكتب

مسابقات منتديات «الإنترنت» تعيد أعضاءها إلى أحضان الكتب
22 ابريل 2009 03:40
أتاحت منتديات شبكة الإنترنت طيلة سنوات لأعضائها حرية التعبير عن الرأي أو إعلان الرفض أو الحديث بصوت عال لا تقمعه أية سلطة! لكن لم يعد يقتصر دور المنتديات كجهات «افتراضية» على استقبال وتلقي شؤون وشجون روّاد العالم الافتراضي. فقد تجاوزته -خاصة المنتديات المحلية والخليجية- إلى دور تشجيع الثقافة والمعلومات عبر مسابقات منوعات ثقافية، تنقلهم إلى عالم الواقع بخاصة حين استلام المتسابقين في ختام المسابقات لجوائز مادية وعينية من إدارة هذه المنتديات. في جولة داخل أروقة منتديين ذكر الأعضاء أسباباً مختلفة دفعت بهم للمشاركة بالمسابقة، منها ما يتصل بأهمية التواصل بين الأعضاء وحب المنافسة وتنمية المعارف، أو للحصول على الفوز والجائزة لأسباب معنوية، مؤكدين جميعهم أن المسابقات تشعرهم أنهم أصدقاء يتنافسون في الواقع، وليسوا «أشباحاً»، كما أشاروا إلى تعدد المصادر التي اعتمدوا عليها في الإجابات، والتي تراوحت بين كتب وتسجيلات ومواقع معلومات ومنشورات خاصة بالمسابقات، وعبروا عن مشاعرهم بعد الفوز أو الخسارة اللذين شكلا دافعاً للمشاركة في مسابقة تالية. واقع نعيشه كان منتدى «إماراتي» أحد المنتديات المحلية، قد أطلق على مدار أسبوعين متتالين، مسابقة منوعات ثقافية، تطرقت إلى مجالات عديدة في الأدب والتراث والدين والرياضة والفن والأزياء والسفر» وكان بديهياً أن تفوز عضوة بجائزة المركز الثاني طالما كان جزء كبير من الأسئلة يدور عن الأزياء والعطور النسائية! وقد كانت جائزة المركز الأول عبارة عن هاتف متحرك بقيمة 1500 درهم، بينما فاز أصحاب المركزين الثاني والثالث بقسيمة شرائية قيمتها 500 درهم، من إحدى كبريات المكتبات في الدولة. تقول «النخلة» رئيسة لجنة محكمي المسابقة: «تساهم المنتديات في تثقيفنا، لذا وجدت إدارة «إماراتي» أن اشتراك الأعضاء في مسابقة المنوعات انطلاقاً من حبهم للمنافسة، سيفتح لهم آفاقاً جديدة، تؤكد لهم أنهم ليسوا في عالم افتراضي، بل واقعي يعيشونه ويستفيدون من معطياته، خاصة أن أعضاء المنتدى من مختلف الجنسيات، مما يجعلهم يتبادلون الثقافات والمعارف والمعلومات». قسائم شرائية لمع في المسابقة (ظبياني، المزيونة، سلطان، carla، رولا، النوخذة، حلم دبي) وغيرهم. يقول «الظبياني»- الفائز بالمركز الأول: «لم أفرح بفوزي، مقدار فرحي برؤية عضو الإدارة الذي نسق معي لتسلم جائزتي. كنت حتى لحظة سماع صوته أظن أننا في عالم من الأشباح! لكن المسابقة غيّرت تفكيري وأيقنت بأن التواصل ممكن في العالم الافتراضي الذي استعنت ببعض كتبه الإلكترونية وتسجيلاته للإجابة عن الأسئلة». بينما تقول «المزيونة» فائزة بالمركز الثاني: «لم أكن أتوقع أن تكون تلك الأسماء التي أقرأ لها في المنتدى هي مثلي حقيقية، ولم أدرك واقعية الأمر إلا حين أخبرتني زميلة من الإدارة عن كيفية تسلمي القسيمة الشرائية كي أذهب إلى المكتبة للحصول على الكتب. سررت بها لأنها ستصرف اهتمامي قليلاً عن عالم الأزياء والعطور». فيما يقول سلطان: «في أي وقت تقام مسابقة منوعات أخرى بالمنتدى، سأشارك بها حتى لو لم أفز، لأن المسابقة أعادتني إلى أحضان الكتب، كذلك منحتني شعوراً رائعاً حين كنت أراسل الأعضاء للحصول على إجابات أو مناقشتهم في صحة إجاباتي، تأكد لي أنني لست في عالم افتراضي أبداً». فيما ارتفعت قيمة الجائزة ووتيرة أسئلة المسابقة الثقافية المنوعة في منتدى «الكوكب العاشر» التي أطلقتها إدارته مؤخراً، مقدمةً جوائز مالية وعينية تتجاوز الألف دولار، يقول «حليم»- المشرف العام: «لم تعد منتديات شبكة الإنترنت عالماً افتراضياً -بالمعنى المتداول- غامضاً وسرياً يحجب الناس عن بعضها، بل بات أحد جوانب الحياة الواقعية ويلغي الحدود بين مرتاديه سواء كانت اجتماعية أو ثقافية أو جغرافية. فهدفت المسابقة إلى دعم أواصر الترابط بين الأعضاء وتأكيد وجودنا في عالم واقعي، وإذكاء روح المنافسة الشريفة، وتبادل المعلومات. يضيف: «لأن لكل عمل جزاءً يستحقه، فإن التشجيع المعنوي والمكافأة المادية واجب تخلص الإدارة في القيام به نحو أعضائها بغض النظر عن القيمة المادية للجوائز فالأهم هو القيمة المعنوية». وتشير المشرفة «وتين»- مسؤولة المسابقة إلى الهدف المنشود من المسابقة، تقول: «إن تنشيط وترسيخ الجانب المعلوماتي الثقافي لدينا كأعضاء هو السبب الرئيس لإطلاق المسابقة. واعتمدت آلية تصنيف علامات الإجابات في جدول يحمل كل سؤال نقطة، وفي المسابقة اليومية هناك أربعة أسئلة، تجمع النقاط في نهاية كل يوم، ثم نجمع نقاط كل متسابق، وفي نهاية أيام المسابقة العشرة فرزنا النتائج وأعلنا أسماء الفائزين الثلاثة». فوز ذو وجهين شكّل فوز المتسابق «moh» بالمركز الأول مفاجأة كبرى، كونه عربياً مغترباً ولد في أوروبا، ولا يزال يتابع دروس اللغة العربية لتحسين لغته، ويعد أحدث أعضاء المنتدى، فضلاً عن بادرته النبيلة بالتبرع بكامل جائزته لصالح المنتدى نفسه. يقول: «يأتي التفاعل والتلاحم مع الأعضاء وخوض مسابقة منوعات لتأكيد أن الإنترنت عالم حقيقي أعيش داخله مع عدد من الزملاء نتبادل الآراء ونتقاسم الهموم وننمي معلوماتنا، وقد انتابتني مشاعر جميلة لفوزي كوني مغترباً. إنما اعتمدت على بعض الكتب المتوفرة لدي، وعلى مواقع معلوماتية في الإنترنت. بينما تمثّل هدفي في إيداع مبلغ الجائزة لصالح المنتدى بغية تطويره التقني، لأن التقدم الفني لأي منتدى يحتاج مبالغ طائلة». وفازت بأحد المراكز الثلاثة الأولى «سلاف»، تقول: «أحب المشاركة في المسابقات اختباراً لمعلوماتي واكتساب معارف جديدة خاصة أن البحث يساعد في حفظ المعلومة، فاعتمدت في إجاباتي على البحث في الإنترنت، كما كنت أسأل والدتي فهي كنز معلومات خاصة في مجال الدين. في حين لا أنكر أن الجوائز شكّلت لي دافعاً قوياً للمشاركة، على الرغم من أنني لا أعد فوزي إنجازاً كبيراً، لكن يكفيني شرف المشاركة في مسابقة أشعرتني أنني على أرض الواقع لا في عالم افتراضي». وبالمثل فاز «عاشق ونزاف» بأحد المراكز الثلاثة الأولى، يقول: «رغبت بملء وقت فراغي بنشاط مفيد يعزز معلوماتي، خاصة مع سهولة البحث عن المعلومة، وترددي كثيراً على المنتدى ساهم في استمراري بالمسابقة حتى نهايتها.. فالفوز جميل جداً ويمنح شعوراً طيباً بغض النظر عن الجوائز المقدمة لأنني لم أسع للحصول عليها أو استلامها». ربحٌ آخر شارك أعضاء كثر في المسابقة من بينهم (belief، رند، بسيط، نادرة الوجود، اعتقال) فيما لم تحتسب إجابات «مضيئة» و«فضاءات» لأنهما إداريان في المنتدى. وأدلى بدلوهم بعض الذين شاركوا ولم يكتب لهم الفوز، سواء لأن بعض إجاباتهم خاطئة أو لأنهم لم يكملوا مشاركاتهم كحال «التوت» التي تقول: «أحب كل أشكال المنافسة خاصة التي تحدّث معلوماتي وتعززها وترفدها بالجديد، فاعتمدت على مخزوني المعرفي ومكتبتي الخاصة التي أفادتني، لكن ظروف تتعلق بالمرض والسفر حالت دون متابعتي المسابقة، لولا ذالك كنت سأحزن وأغضب لخسارتي». بينما اشتركت «نيون» في المسابقة تفاعلاً مع زملائها الأعضاء، حيث تقول: «لم أجب على كل الأسئلة لأنني -ربما- لم أكن جدية بما يكفي لأستمر حتى مراحل متقدمة، لكنني أحب المسابقات، فاعتمدت على معلوماتي ومحرك البحث «جوجل» ولم يزعجني عدم فوزي لأنني لم أكن لأتعامل جدياً مع الجائزة». وبالعكس منها استاء «كونديرا» لعدم فوزه، يقول: «استأت لخسارتي على الرغم من عدم استمراري بالإجابة على مجموعات المسابقة! وقد شاركت لدعم روح المنافسة بيننا، وأعتبر المشاركه بحد ذاتها فوزاً وإنجازاً». في حين تشير «رهج» إلى أنها تشارك في هكذا مسابقات للمرة الأولى، وتقول: «ليس لي باع في المسابقات، لكن قمت بالمحاولة من قبيل التجربة واختبار معلوماتي الذاتية دون اعتماد على الكتب أو الإنترنت، لذا لست متضايقة من خسارتي بل رابحة»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©