السبت 30 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العهد الأخير ومسؤولية المسلمين

العهد الأخير ومسؤولية المسلمين
5 أكتوبر 2007 22:26
إذا كانت الكتب التي أنزلت على بني إسرائيل قبل السيد المسيح عليه السلام تسمى العهد القديم، والأناجيل التي كتبت بعد عهد السيد المسيح عليه السلام تسمى العهد الجديد، فنحن إذاً معنا العهد الأخير وهو الإسلام الذي أنزله ربنا على سيدنا محمد ''صلى الله عليه وسلم''، الكلمة الأخيرة للبشر للنبي الخاتم ''صلى الله عليه وسلم''، وإذا كنا نؤمن بجميع الديانات السماوية التي سبقتنا ونؤمن برسل الله أجمعين فما الذي حدث؟ قال سبحانه ''إن الدين عند الله الإسلام'' وقال تعالى ''ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه'' وقال عز وجل ''اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا''· فأراد الله ان يكون الدين الإسلامي هو الدين الخاتم شريعة كما كان هو الدين الوحيد عقيدة بالاضافة الى اشتراك الدين الإسلامي في أصول العبادة والأوامر والنواهي مع جميع الشرائع السابقة له، فكل الكبائر التي حرمها الله في الأديان السابقة حرمها في الإسلام كقتل النفس والزنا وشهادة الزور·· وكذلك أصول الشرائع والعبادات التي أمر بها في الأديان السابقة كالصلاة والزكاة أمر بها في الإسلام، وانما كيفية الصلاة ومقدار الزكاة هو الذي يختلف باختلاف الشرائع· فالإسلام هو الدين الذي اجتمعت فيه عقيدة الإسلام وشريعته وأصول جميع الشرائع السابقة ولذلك خاطب الله هذه الأمة بأنه أكمل لها الدين واتم عليها النعمة ورضي لها الإسلام دينا فدل ذلك على ان دين الإسلام هو دين هذه الأمة كما انه هو دين الأنبياء والرسل أجمعين عليهم الصلاة والسلام· قال تعالى ''شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب'' وقال عز وجل ''ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين* إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين * ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون''· قال سبحانه: ''وأمرت ان أكون من المسلمين'' وقال سبحانه حكاية عن بلقيس ملكة سبأ: ''قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين''· ففساد المسلمين فساد للأرض وصلاحهم صلاح للأرض وذلك لأن الإسلام هو خاتم الأديان وسيدنا محمد ''صلى الله عليه وسلم'' هو خاتم النبيين وتلك الأمة التي آمنت بكل الأنبياء وبنبيها الخاتم هو آخر الأمم· فحملها الله مهمة الدعوة ونشر كلمته الأخيرة لجميع البشر، وحملها مهمة الإصلاح وإعمار الكون يقول الله تعالى: ''وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا'' وقال سبحانه: ''كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله''· فأمة الإسلام هي الأمة الشاهدة وهي الأمة التي تحملت تكاليف الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا فسد المسلمون وتركوا ما كلفهم الله به من مهام لإصلاح الأرض فسدت الأرض ولقد فطن المسلمون الأوائل لهذه المهمة، وكانت تلك الصورة واضحة عندما بينها ربعي بن عامر - رضي الله عنه - بكلمات قلائل حينما سأله رستم قائد الفرس: ما أنتم؟ فأجابه بقوله: ''نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج من شاء من عبادة العباد الى عبادة الله وحده ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والآخرة ومن جور الأديان الى عدل الإسلام''· فترتب على المسؤولية التي تحملها المسلمون والنور الذي منحه الله إياهم تحديد وظيفتهم على الأرض وهي إنقاذ البشرية ونقلها الى طريق الله واخراجها من الظلمات الى النور، فإذا ترك المسلمون وظيفتهم وفسدوا والعياذ بالله فسد العالم تبعاً لهم وذلك لأن معهم النور الذي سيضيء الطريق للناس، فإذا أظلموا وانطفأ النور الذي معهم فمن يضيء الطريق بعدهم ولكن الله متم نوره، قال تعالى: ''يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©