الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فرحة في الأرض وأجر في السماء

فرحة في الأرض وأجر في السماء
5 أكتوبر 2007 22:07
''أحب الإمارات لجميل خصالها وكثرة فضلها وطيبة شعبها، إلا أن أهم ما أعجبني كرم أهلها ويتجلى ذلك في شهر رمضان، فإذا نظرت يميناً ترى إفطار صائم أقامته جميعة خيرية وإذا نظرت يساراً شاهدت إفطاراً آخر أقامه أحد المحسنين، أما إذا ذهبت إلى المساجد فترى خيراً كثيراً يجسد عطاء وفضل ذلك الشعب الذي عهدته منذ 25 عاماً تواجدت فيها على تلك الأرض الطيبة''· بتلك الكلمات البسيطة عبر شير زمان العامل الباكستاني عن أهم سمات شهر رمضان الكريم على أرض الإمارات، حيث يعتقد أن إفطار الصائم يساعد على تحقيق التكافل الاجتماعي وتوطيد أواصره، كما أن لإفطار الصائم أثراً كبيراً في إشاعة المحبة بين الناس· ويشير الدكتور حسن المرزوقي مساعد عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الإمارات، إلا أن لموائد الرحمن بعداً اجتماعياً شديد العمق والتأثير في التكافل الاجتماعي وتوطيد أواصره، مؤكدا أن الإمارات تحتل موقعاً جليلاً في ذلك الجانب الإنساني والديني، وتتجلى هذه المكانة على مستوى الاهتمام الحكومي أو الرسمي وكذلك الجمعيات وكذلك الأفراد بل ومحطات تزويد الوقود وغيرها، حيث أرسى هذا المبدأ قولاً وعملاً الشيخ زايد ''طيب الله ثراه'' ثم سار على نهجه الأبناء والأخوة من الحكام والمحكومين ولم يقتصر الأمر بداخل الدولة بل الداخل والخارج على حد سواء· واليوم نرى الاستعداد التام بتوجيهات من رئيس الدولة وإخوانه الحكام وكذلك الأفراد والبيوت والمحطات أي ''نقاط تزويد الوقود'' حيث يهيئون الإفطار من تمر وماء لمن ضاق به الوقت وكذلك باب البيوت حيث يرسلون ما جادت به النفس إلى المساجد والسكنات وسكنات العمال بل ان هناك أماكن معروفة يقصدها الصائمون المقيمون والمسافرون لأخذ فطورهم وذلك انطلاقاً من مبدأ الاخوة الإسلامية ووحدة الدين والعقيدة وبغية الوصول إلى رضا الله ومحبته· وذكر المرزوقي أن إفطار الصائم هو من أنواع الصدقة، والصدقة أمرها عجيب، وأثرها كبير في الدنيا والآخرة، فالحياة ليست أكلا وشربا بل هي عطاء، مؤكداً أن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن، تكشف به كرباً، أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً· لذا فإن لإفطار الصائم كثير من عظيم المميزات في الدنيا والآخرة· وبخصوص الأجر الأخروي يقول عليه الصلاة والسلام: ''من فطر صائماً على طعام أو شراب من حلال حلّت عليه الملائكة في ساعات شهر رمضان وصلى عليه جبريل ليلة القدر''، وفي حديث آخر: ''من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً''· بل إن الله عز وجل يعاتب العبد المستطيع القادر المقتدر الذي يبخل ولا يطعم يوم القيامة قائلاً في الحديث القدسي: ''يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال أما علمت أن عبدي فلاناً كان جائعاً فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي''· ويضيف الدكتور المرزوقي: أما من الناحية الاجتماعية فنجد أن رمضان ذلك الشهر الكريم يتحدى العولمة من هذه الناحية وغيرها وذلك بإدخال السرور والفرح على قلوب الآخرين عبر أي عمل خيري تطوعي وإن كان عن طريق إطعام الضيف في رمضان، وهذا الفرح بالعطاء أثبته علماء الغرب ولكن الفرق بيننا وبينهم أنهم يحددون هذا العطاء بدولارات قليلة وذلك تخفيفاً لعقدة الذنب التي قد يمكن أن يشعروا بها تجاه الفقراء· فإفطار الصائم بشيء من المشروبات وبعض من الطعام بعد المنع لفترة من الزمن المحدد شرعاً يكون له الأثر في النفس أكثر بكثير حينما يكون الشخص مفطراً، ولذلك قال بعض السلف: لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحبّ إليّ من اعتق عشرة من ولد إسماعيل· ويؤكد مساعد عميد كلية الشريعة أن عبادة إطعام الطعام، تنشأ عنها عبادات كثيرة منها التودد والتحبب إلى المطعمين، فيكون ذلك سبباً في أجر أخروي وهو الجنة، مؤكدا أن هناك غرباء عن الأوطان والأهل والأحبة والجيران، تغربوا عن أوطانهم لكسب لقمة العيش فهذه الفئة يشتد إحساسها بالغربة في هذه المواسم ففي ذلك مواساة لهم، وكذلك هناك من الأيتام والفقراء والمساكين والأرامل فهذا العمل الجليل يزيل عنهم الإحساس بالوحشة والوحدة والغربة والاحتياج وكأنهم يعيشون في بلدهم ومع ذويهم·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©