الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قطاع السيارات الهندي يحاول العودة لمسار النمو

قطاع السيارات الهندي يحاول العودة لمسار النمو
16 فبراير 2014 22:56
لم يفلح طرح العشرات من الموديلات الجديدة في معرض دلهي للسيارات الذي أقيم مؤخراً والجو المليء بالتفاؤل، في إخفاء الإحباط التي خيمت على قطاع السيارات الهندي بعد فترة تعتبر الأسوأ في تاريخه. وبمعدلات النمو القوية عند 30% قبل أربع سنوات، كانت الهند مهيأة تماماً لاحتلال المرتبة الثالثة كأكبر سوق للسيارات في العالم، بعد الصين وأميركا بنهاية العقد الحالي. لكن انحرفت الأمور عن المسار المخطط لها خلال العام 2012 عند بطء نمو اقتصاد البلاد، حيث لم تتحسن الظروف في السنة الماضية بتراجع المبيعات بنسبة قدرها 7% في ظل ارتفاع أسعار الفائدة وأسعار الوقود. ويقول بوان جوينكا، رئيس شركة ماهيندرا آند ماهيندرا واحدة من بين أكبر الشركات العاملة في صناعة السيارات في الهند :«تعتبر السنتين الماضيتين الأسوأ في تاريخ الهند، حيث منيت كل شركة بفائض في إنتاجها لتتعرض معظمها للخسائر». وصاحب بطء النمو الكثير من صعوبات، خاصة بالنسبة للشركات العالمية التي استثمرت في الهند في توقع أن تشابه معدلات النمو طفرة المبيعات التي شهدتها الصين خلال السنوات الماضية. وبدلاً عن ذلك، فشلت معظم هذه الشركات في كسب ولاء العملاء المحليين، في الوقت الذي تحاول فيه تقليل حجم السيارات وأسعارها، المشكلة التي تشترك فيها الثلاث شركات العالمية الكبيرة تويوتا وفولكس فاجن وجنرال موتورز. ويعتبر موقف فولكس الأسوأ بين الثلاث. وتهيمن الشركة الألمانية على السوق الهندية بمبيعاتها التي تشكل 15% من إجمالي مبيعات السيارات هناك، في حين انخفضت مبيعاتها بنسبة 16% خلال السنة المالية الأخيرة. ويعلق أحد الموردين بقوله :«تعاني هذه الشركات بشدة في الهند، خاصة وأن مهندسي فولكس في ألمانيا لم يتعودوا على صناعة سيارات رخيصة الثمن وليست لديهم الخبرة في ذلك». ولكن ماهيش كودومودي مدير فولكس في الهند، لم يوافق ذلك الرأي رغم اعترافه بأن السيارات المتوسطة التي تنتجها شركته لا تشابه الموديلات التي طرحتها كل من فورد ورينو، التي حققت مبيعات كبيرة في الهند من خلال موديلات رياضية صغيرة غير مرتفعة التكلفة. ويقول :«نحن نواجه تحدي من نوع خاص لتسويق موديلاتنا، لكن ذلك لا يعني فقدان الأمل. ليس هناك حل واحد بسيط أو سحري». وتخطط فولكس للتعاون مع الموردين من أجل خفض التكاليف، في ذات الوقت الذي تعمل فيه على إنتاج موديلات مناسبة. كما أن زيادة الصادرات تساعد أيضاً في تحقيق الأرباح، حيث تتعرض عمليات الشركة في سوق الهند المحلية للخسائر، النهج الذي تتبعه كل من فورد ورينو ونيسان. ومع ذلك، تعني هذه الخطوة المتأنية عدم استسلام فولكس في ما يتعلق بإصلاح شراكاتها التي أثبتت وجودها في السوق مثل ماروتي سوزوكي فرع سوزوكي اليابانية وهيونداي الكورية الجنوبية، اللتين تخصصتا في إنتاج الموديلات الصغيرة بأعداد كبيرة. وتعلق شركات صناعة السيارات التي جمعها معرض دلهي الأخير، أمالها على التوقعات التي تعول على عودة النمو أخيراً إلى سوق الهند عند نهاية العام الحالي. لكن وحتى مع صدق هذه التوقعات، من المنتظر أن تواجه هذه الشركات المزيد من التحديات الكبيرة، التي تتمثل في فائض الإنتاج وحدة المنافسة. وتعني سنوات من الاستثمارات الضخمة افتراضاً، إنتاج شركات صناعة السيارات الكبيرة لأعداد تتجاوز حدود مبيعاتها، التوجه الذي من المتوقع تفاقمه خلال السنوات الثلاث المقبلة، في وقت تحاول فيه شركات مثل فيات وكرايزلر، إعادة محاولاتها لكسر جدار السوق الهندية. وتواجه موديلات مثل العائلية وسيدان، معاناة أكبر حسبما يراه آر سي بهاجافا، مدير ماروتي سوزوكي، التي تملك حصة قدرها 42% من السوق الهندية. ويقول :«تزداد المنافسة حدة يوماً بعد يوم، ولو نظرنا للموديلات التي تقوم بإنتاجها الشركات العالمية، يبدو من الصعب المحافظة على هذه الحصة». وتميزت ماروتي بأداء أفضل إبان فترة الركود، نظراً إلى أن موقفها في السوق سمح لها بتقليص تكاليفها من خلال الموردين، في الوقت الذي تركز فيه مبيعاتها في مناطق الهند الريفية النائية، حيث ما زال الطلب قوياً. وتظل القواعد التي ترتكز عليها السوق الهندية قوية أيضاً، خاصة العدد الهائل من السائقين المحتملين بين تركيبة سكانية يغلب عليها الشباب، حيث لا تزال نسبة امتلاك السيارة ربع ما في الصين. ومع كل هذه المعطيات، فإن مثل هذه التوجهات بعيدة من النجاح المضمون بالنسبة لشركات صناعة السيارات العالمية، التي راهنت بشدة على نمو القطاع على المدى البعيد في الهند. وتقول فيونا برينز، من مؤسسة فيونا برينز البحثية للسيارات في الهند :«تعتبر السوق صغيرة للغاية في الوقت الحالي ومن المنتظر أن يزيد حجمها بنسبة كبيرة. ونحن واثقون من زيادة حجمها، لكننا لسنا متأكدين من أنها ستكبر بالحجم الذي يضمن جني الأرباح لكل هذه الشركات». نقلاً عن: فاينانشيال تايمز ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©