السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مؤتمر مناهضة العنصرية ··· صدام مع ديربان 1

مؤتمر مناهضة العنصرية ··· صدام مع ديربان 1
21 ابريل 2009 03:37
ما أن احتل النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني محور المناقشات التي دارت في المؤتمر الدولي الأول لمناهضة العنصرية في مدينة ديربان بجنوب أفريقيا عام ،2001 حتى انحرف عن مساره تماماً· وللسبب نفسه تهتز الأرض الآن تحت طاولات المؤتمر الدولي الثاني لمناهضة العنصرية والتمييز وكراهية الآخر، الذي بدأ انعقاده أمس الاثنين· ففي عطلة نهاية الأسبوع الماضي انسحبت وفود كل من الولايات المتحدة الأميركية وهولندا وأعلنت رفضها المشاركة في المؤتمر، بينما أعلنت كل من أستراليا وإسرائيل وكندا والسويد وإيطاليا احتمال مقاطعتها للمؤتمر الثاني الذي تنظمه الأمم المتحدة في جنيف· ويواجه المؤتمر المتوقع استمراره لمدة أسبوع كامل، معضلة أخرى لها صلة بمسألة الإساءة إلى الأديان، لا سيما الطريقة التي يصور بها الإسلام في المجتمعات الغربية· ويتوقع أن تتهم ''منظمة المؤتمر الإسلامي'' المؤلفة من 57 من الدول الأعضاء، الغرب بفوبيا الإسلام، إلى جانب الضغط من أجل الحد من الانتقادات الموجهة للإسلام· وفيما لو حدث هذا، فإن من شأنه أن يهيمن على جميع المواضيع الأخرى التي ينظر فيها المؤتمر· يذكــر أن الصراع الذي دار في مؤتمر عـــام 2001 حول ما إذا كان النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ذا طبيعة عنصرية، كان قد طغا على غيره من القضايا الأخرى وأغرق المؤتمر في تناول مظالم الأقليات مثل منبوذي الهند وغجر أوروبا والقبائل التي تمثل المواطنين الأصليين لأميركا الجنوبية· وترى ''أياك أريوروك'' -زميلة رئيسية في منظمة United Nations Association وهي مؤسسة بحث علمي مساندة للأمم المتحدة- أنه من شأن منظمة المؤتمر الإسلامي أن تقاوم الانزلاق في القضايا التي ثبتت قدرتها على التفريق بين المؤتمرين· وفي اعتقادها أن منظمة المؤتمر بحاجة إلى تسليط اهتمامها على القضايا التي توحد المشاركين في المؤتمر الدولي بدلاً من تعميقها للخلافات والنزاعات بينهم· يذكر أن هولندا كانت قد تقدمت بمبادرة في شهر مارس الماضي، هدفت إلى إنقاذ المؤتمر من تهديدات مقاطعة الأوروبيين له· وتتلخص تلك المبادرة في تقديمها مسودة منقحة للبيان الختامي للمؤتمر، حذفت منه أي إشارة مباشرة لإسرائيل· كما حذفت من المسودة كذلك أي إشارة لغوية لشجب الإساءة الدينية، باعتبار ما رأى البعض في هذه الإشارات اللغوية ما يتعارض مع حقوق وحرية التعبير· ورحب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ''نافي بيلاي'' بتلك المسودة وما خضعت له من تنقيح وتعديلات، مع إبداء ملاحظتها عليها كما يلي: على رغم استمرار الانتقادات -المشوهة أحياناً لمؤتمر ديربان- إلا أن على الدول أن تكف عن اتخاذ المواقف السياسية الضيقة التي تفرق بينها· ومن ناحيتها قالت منظمة المؤتمر الإسلامي إن المؤتمر الثاني المنعقد حالياً -الذي يعد مراجعة لما تم التداول بشأنه في مؤتمر ديربان الأول- يجب ألا يكون مدفوعاً بأي أهداف سياسية، أو أن يعبر عن أي ممارسات معادية للسامية· وبدلاً من ذلك -كما تقول المنظمة- يتعين على المؤتمر أن يكون منبراً جامعاً يستطيع كل المشاركين فيه التعبير عن آرائهم بحرية في التصدي للتحديات الخطيرة الجدية التي تمثلها ظاهرة العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الآخر· لكن وعلى رغم هذه التصريحات، هناك من يتوقع أن تدفع منظمة المؤتمر الإسلامي بأجندتها الخاصة داخل المؤتمر· وأكثر ما يذكر عن مؤتمر ديربان، نشاط المنظمات غير الحكومية السابق لانعقـــاد المؤتمـــر· من بينه على سبيل المثال المنشورات التي وزعها مؤيدون للفلسطينيين، وقد ظهرت فيها صورة فوتوغرافية للقائد النازي أدولف هتلر، بينما كتبت تحتها عبارة: ''ماذا لو فزت؟ لن يكون حينها وجود لإسرائيل ولا إراقة دماء فلسطينية!'' وفي الوقت نفسه وقّع الآلاف من أفراد الوفود الممثلة للمنظمات غير الحكومية على وثيقة وصفت إسرائيل بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والفصل العنصري وغيرها من جرائم الحروب· وحينها لاحظت ''ماري روبنسون'' المفوض السامي لحقوق الإنسان'' وقتئذ أن وثيقــــة التوصيات النهائية للمؤتمر كانت مسمومة إلى درجة تتعذر معها إحالتهــــا إلــــى حكومـــات الدول· ولكـــن كثيــــراً مــا نسي البعض أن اللغة الصادرة عن بعض الدبلوماسيين المشاركين في المؤتمر، كانت تنفث بأشد المشاعر بغضاً وعداء لإسرائيل· كما حوت الوثيقة النهائية الصادرة عن المؤتمـــر تحت عنوان ''ضحايا العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الآخر وغيرها من أشكال عدم التسامح ذات الصلة'' إشارات إلى ''محنة الشعب الفلسطيني''· وفي معرض الرد عليها من جانب مؤيدي إسرائيل، رأى فيها هؤلاء شكـــلاً من أشكال التمييز العنصري ضد إسرائيل، طالما أنها أشارت إلى الفلسطينيين وحدهم دون سواهم، في مقابل الإشارة الضمنية لإسرائيل وحدها بين كافة دول العالم· في سياق انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من المؤتمر الثاني المنعقد حالياً، أشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى محتوى الوثيقة الصادرة عن مؤتمر ديربان الأول في عــام ،2001 وعللــت به انسحاب أميركا يوم السبت الماضي بقولها: لقد أشارت تلك الوثيقة إلى نزاع واحــد فحسب بين كافة النزاعات الدائرة في مختلف أنحاء العالم، وأصدرت حكماً مسبقاً على قضايا لا يمكن حلها إلا بالتفاوض بين طرفي النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني· وطالما أن مسودة البيان الختامي الذي سوف يصدر عن المؤتمر الثاني تقوم على الوثيقة الختامية الصــادرة عن المؤتمر الأول، فإنه ليس في وسع الولايات المتحدة الأميركية المشاركــــة فيـــه· مايكل جي· جوردان - سلوفاكيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©