استخدم الرئيس الاميركي جورج بوش حق الفيتو أمس الاول ضد مشروع قانون يوسع التغطية الصحية لتشمل الاطفال من العائلات الفقيرة، ما يشكل قرارا مغامرا استغله خصومه بعدما عجزوا عن فرض آرائهم في شأن العراق· وهي المرة الرابعة التي يلجأ فيها بوش الى حق الفيتو خلال نحو سبعة اعوام من الرئاسة، علما ان هذا التدبير يثير قلق فئة من اصدقائه الجمهوريين قبل عام من الانتخابات· فهؤلاء مستاؤون من ان يعتبرهم الكثير من الاميركيين نوابا لا يأبهون للتغطية الصحية للاطفال· وهذا ما عمد خصومهم الديموقراطيون الذين يتمتعون بالغالبية في الكونجرس منذ نوفمبر ،2006 الى الترويج له خلال الايام الاخيرة· ويعتبر الديموقراطيون أن الفيتو الذي لجأ اليه بوش يمكن ان يشكل فرصة لهم، وخصوصا انهم اخفقوا في اجبار بوش على سحب القوات الاميركية من العراق خلال عام شكل فيه موضوع الحرب في هذا البلد اولوية للكونجرس· وباستخدامه الفيتو ضد اقتراح بتوسيع برنامج اجتماعي موجود اصلا، يجازف بوش بعدم تلبية طموحات الرأي العام وباثارة حفيظة بعض اصدقائه· وبين استطلاع اخر اجرته شبكة ''اي بي سي'' التلفزيونية وصحيفة ''واشنطن بوست'' ان 72 في المئة من الاميركيين يؤيدون المشروع· ونظم اولاد مسيرة امام البيت الابيض وهم يجرون وراءهم عربات ضاقت بعرائض احتجاج على الفيتو· ومن شأن مشروع القانون الذي رفضه بوش ان يوسع برنامج الضمان الصحي للاطفال· وانشىء هذا البرنامج عام 1997 لمواجهة ازدياد عدد الاطفال الذين لا يفيدون من اي ضمان صحي، علما انه يغطي 6,6 مليون شخص، وبخاصة أطفال في عائلات لا يتيح لها دخلها تحمل تكاليف التأمين الخاص· ووافق الديموقراطيون وعدد من الجمهوريين على زيادة قيمتها 35 مليار دولار لخمسة اعوام ليتاح لاربعة ملايين طفل اضافي الافادة من هذا البرنامج· وسيتم تمويل ذلك عبر رفع الضريبة الفيدرالية على التبغ بما يراوح بين 0,61 ودولار واحد· لكن بوش يعتبر أن مشروع القانون هذا سيتيح لعدد كبير من الاميركيين الإفادة من التغطية العامة على الرغم من قدرتهم على تحمل تكاليف الضمان الخاص· وفي رأيه انه يناقض ومبدأ تقليص نفقات الدولة والحد من تدخلها في حياة الاميركيين·
عدد اليوم
