متحف فلسطيني يروي حياة وآلام المعتقلين في السجون الإسرائيلية

يسوع المسيح كان أول مسجون سياسي في فلسطين هكذا يؤكد متحف جديد في الضفة الغربية يركز على المعتقلين الفلسطينيين· المتحف مقام داخل الحرم الجامعي لجامعة القدس في أبو ديس شرق القدس المحتلة· يقول عبدالعزيز عبد الباقي مدير المتحف وهو يشير إلى مجسم مصغر لجسر حجري في القاعة الأمامية يخترق حقلاً من الصبار ''هذا هو طريق الالام''· ومشهد هذا المجسم لطريق الآلام يضرب بعنف فكرة العازل الذى أقامته إسرائيل للفصل بين الفلسطينيين بعضهم ببعض ويظهر جزء منه فى صورة جدران إسمنتية على بعد مائة متر فقط من المجسم افتتح المتحف في ابريل· وأطلق عليه اسم المناضل الفلسطيني أبو جهاد أحد قادة منظمة التحرير الفلسطينية الذي قتله عملاء إسرائيليون في المنفى في تونس عام ·1988 يضم المتحف وهو عبارة عن مبنى من طابقين مطلي باللون الأبيض صوراً فوتوغرافية وثائقية وخرائط جدارية وأدوات للمعتقلين وخطابات وأعمالاً فنية ومكتبة وأرشيفاً· ولا يتعامل المعرض مع أسباب الاعتقال في المقام الأول· ويشاهد زائر المعرض مزيجاً من الدعاية والتوثيق شيء بين تخليد المعاناة وتمجيد بطولة المقاومة· المتحف باختصار يعرض جانباً بارزاً من الحياة الفلسطينية تحت قوات الاحتلال الإسرائيلي أو السجن اليومي· يقول عبدالباقي إن نحو 800 ألف فلسطيني ذاقوا مرارة الاعتقال منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة عام ·1967 ويقول الفلسطينيون إن عدد المعتقلين الفلسطينيين حالياً يربو على 11 ألفاً· وهذا يعني أن واحداً من بين كل أربعة فلسطينيين قد خبر تجربة الاعتقال وانه من الناحية العملية فإن كل أسرة فلسطينية لديها معتقل حالي أو سابق· بيد أن عبدالباقي - الذي أمضى هو نفسه عامين في السجن- يقول إن نظام السجون الإسرائيلية هو أيضاً مكان ''لكسر إرادة الفلسطينيين''· ويصور المتحف محاولات عنيدة للتصدي لذلك· ويمكن للمرء أن يجد خطابات مكتوبة على قصاصات من الورق توضع في كبسولات من البلاستيك محلية الصنع يتم تمريرها من فم لآخر عندما يقبل معتقلاً زوجته عبر قضبان السجن· يقول عبدالباقي: ''إن قوة التخيل لدى المعتقلين هائلة''· وتتنوع رسوماتهم البسيطة بين صور لحيوانات مفترسة وقبضات قوية تتغلب على الاسلاك المكهربة·