4 أكتوبر 2007 23:31
دخل أعرابي على أحد الأغنياء في مجلسه واستأذنه في مجلسه، واستأذنه في الإنشاد فأذن له، فألقى قصيدة جيدة، فظن صاحب البيت أن الأعرابي انتحلها من أحد الشعراء، فأراد اختباره، فنادى وكيله وقد كتب له رقعة، فوجده قد كتب فيها أن يمنح الأعرابي كيسا مليئا بالشعير، وأن يوكل غلاما يتبع الأعرابي وأن يناقشه في أمر ما أخذ فإن قال شعرا فعليه أن يحفظه وأن ينقله إلى سيده، ففعل الوكيل ذلك، فلما أخذ الأعرابي الهدية وخرج فتح الكيس فوجد به الشعير، فظهر له الغلام، وقال له إني سمعت الشعر الذي قلته وإنه عظيم ولابد أنك حصلت على عطاء عظيم على ذلك، قال: نعم، حصلت على كيس من الشعير، فتصنع الغلام الدهشة وقال له: شاعر يكافأ بمثل هذا؟ وهل قلت في ذلك شعرا؟ قال: وما عساي أن أقول؟ ولكن جال بخاطري بيتان خجلت أن أقولهما، قال: ناشدتك الله أن تسمعنيهما، فقال:
يقولون لي أرخصت شعــرك في الورى فقلت لهم من عدم أهل المكارم
أجــــــزت على شعـــــري الشعــــــــــــير وإنــه كثير إذا خلّصته من بهــائـــــــــــم
فسمع الخادم البيتين وحفظهما ودخل إلى سيده فقص عليه الأمر وروى البيتين، فضحك الرجل كثيرا وتأكد أن قصيدة المديح إنما هي من نظم ذلك الأعرابي، وأمر برده فلما جاء عزم عليه أن ينشد ما عسى أن يكون قد اعتمل في صدره، فلما استحيا قال له: لقد سمعت بالبيتين وأريد أن أسمعهما منك، فاضطر الأعرابي أن ينشدهما، فانفجر الرجل ضاحكا وكذلك من بالمجلس ثم إنه أجازه وأكرمه·
عدد اليوم
