رجال دعا لهم الرسول

لُقب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بالفاروق؛ لأن الله تعالى فرق به بين الحق والباطل، وكني بأبي حفص، وأول من لقب بأمير المؤمنين، وثبت دعاء النبي له بالهداية والدخول في الاسلام، فعن ابن عمر -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ''اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين اليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب''· وقال: وكان أحبهما اليه عمر بن الخطاب· وفي رواية اخرى انه عليه الصلاة والسلام دعا لعمر بن الخطاب خاصة، فعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ''اللهم أعز الاسلام بعمر بن الخطاب خاصة''· وقد شاء الله له الهداية فأسلم عندما قرأ قوله تعالى: (طه· ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) (طه: 2,1)، وأعلن اسلامه في ربوع مكة كلها، وكان اول من جهر بالاسلام· يقول عبدالله بن مسعود: إن اسلام عمر كان فتحاً، وإن هجرته كانت نصراً، وإن إمارته كانت رحمة، ولقد كنا لا نقدر ان نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر، فلما أسلم عمر قاتل قريشاً حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه، ومازلنا أعزة منذ أسلم عمر، وقد اخبرنا رسول الله أن أهل السماء قد استبشروا بإسلام عمر بن الخطاب· ولم تكن هجرة عمر كهجرة غيره، فقد هاجر الناس خفية إلا هو فلما قرر أن يهاجر الى المدينة جاء الى قريش في نواديهم وكانوا جلوسا في حلقات فمر عليهم حلقة حلقة قائلا: من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده أو ترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي، فما تجرأ أحد على أن يتبعه إلا بعض المستضعفين من المسلمين خرجوا معه ليهاجروا برفقته· وتولى عمر الخلافة بعد أبي بكر وضرب أروع الامثلة للحكام في ورعهم وعدلهم وتواضعهم ورحمته بالرعية· ويقول أحدهم عنه: كان هو الخليفة ويربط على بطنه حجراً فتقرقر بطنه فيقول لبطنه: قرقري أو لا تقرقري، فوالله لا آكل حتى يشبع فقراء المسلمين· ولما جاء اليه رسول كسرى ووجده نائماً تحت ظل شجرة وعلم أنه لا جنود تحرسه قال قولته الشهيرة: حكمت فعدلت فأمنت فنمت قرير العين يا عمر·