السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إلى متى ؟

13 مارس 2010 21:54
في أواخر عام 1960 أجريت أبحاث في معامل كاليفورنيا لتفسير تقديراتنا العقلية والتي منح بسببها الباحث (روجر سبيري) من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا جائزة نوبل، حيث بين أن لكل فص من فصي الدماغ عملا ومهام خاصة به. إذ يوضح العلم أن الاختلاف بوظائف كل نصف يجعل الدماغ يتفادى تكرار المهام. كما يؤكد العلم أن نصفي الدماغ يعملان معاً، ما يعني أن خبرتنا تكون دائماً عبارة عن مزيج من عمل النصف الأيمن والنصف الأيسر من الدماغ في كل شيء. كما بين الباحث (بول ماكلين) أن دماغ الإنسان عبارة عن ثلاثة أدمغة هي: (1) دماغ الزواحف: وهو الجزء السفلي من الدماغ المسؤول عن الحاجات البيولوجية كالطعام والشراب والجنس والأمن وغيرها. (2) دماغ الثدييات: وهو الجزء الوسطي من الدماغ المسؤول عن الشعور والعواطف والانفعالات والشم والتذوق وغيرها. (3) الدماغ العقلي: هو الجزء العلوي المسؤول عن التفكير والتصور والتخيل والتعلم والمنطق والتحليل وغيرها، ويوجد عند البشر فقط. وطالما نملك هذا التنوع في نمط التفكير والإحساس ونملك القدرة على تغليب العقل على المشاعر، والقدرة على التفكير والتحليل كبشر، فإنه بمقدورنا الخروج عن النمطية اليومية والحياتية التي فرضت علينا لسبب ما أو فرضتها الظروف. لماذا العيش في حالة من الصدمة والذهول وعدم التصديق لأيام وأسابيع وأشهر؟ لماذا العيش في حالة حزن وضيق والصمت والهروب من مواقف محزنة وآلام نفسية وذكريات مؤلمة؟ لماذا تتوقف الحياة عند بعض الناس لمجرد وقوع أمر ليس بيده وإنما قضاء وقدر؟ إلى متى هذا الصمت أو الهروب أو العزلة عن الناس أو عن متع الحياة الأخرى؟ يكفينا هموماً وأحزاناً وآلاماً، فالنفس تضيق والعقل يجهد والجسم يتعب، فهلا صبرنا على ما أصابنا وفكرنا بإراحة أنفسنا مما ألم بها؟ هلا أعطينا أنفسنا ساعة بل ساعات وأيام من الفرح والبهجة والانتعاش ورؤية الأمور بعين الرضا والحمد؟ قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ منَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)(البقرة:155). عزيزي القارئ فكر في نفسك وفيما تملك وفيمن تعول، فقد تكون أهملتها أو أوقفتها جانباً أو ما عدت تحبها ولم تعد تميل إليها. هيا لنمضي سوياً بنور البصيرة وعين الحكمة وقلب واعٍ مدرك أن السعادة من صنع أيدينا. فهلا وضعت يدك بيدي لنخرج من ظلمة النفس إلى نور الحياة. د.عبداللطيف العزعزي dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©