الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

عمالقة التدريب يخرجون عن صمتهم ويكشفون أسرار نجاحهم

21 ابريل 2009 02:33
لماذا يلتزم ألكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر يونايتد بالبساطة؟، وما الذي يبحث عنه أرسين فينجر لدى الشباب الصاعد؟، ولماذا يهتم جوزيه مورينيو بتدوين الملاحظات خلال الشوط الأول فقط؟، وهل يرى كابيللو أن الاكتفاء بدور المدير الفني الذي يمارس مسؤولياته داخل الملعب فقط كافية لتحقيق النجاح؟ أم أنه يرغب في الجمع بين المسؤوليات الفنية والسلطة الإدارية؟، إنها أسرار التدريب التي يكشف عنها كبار المدربين في معرض إجابة كل منهم عن سؤال واحد فقط لصحيفة الإندبندنت البريطانية، التي خاضت غمار تلك التجربة الفريدة لتكشف إجابات كل مدرب عن أسرار نجاحه ووصوله لتلك المكانة العالمية في عالم التدريب. يقول أرسين فينجر المدير الفني لأرسنال، الدافعية والذكاء هما أهم عنصرين، حيث إن اللاعب لابد وأن يكون لديه الحد الأدنى من الدافعية لتحقيق النجاح، ويجب ألا يفقد الدافعية حينما يدرك الهدف، يجب أن يمتلك دافعية متجددة، والذكاء لا أقصد به العبقرية في المسائل الحسابية وعلوم الفضاء، بل أقصد به القدرة على التعلم، والاستفادة من الأخطاء والرغبة الدائمة في تحسين الذات. إن الموهبة وحدها لا تكفي، لأن ما يصنع مستقبل الفرد هو رغبته في أن يكون شيئاً ما، ويحتاج الفرد إلى ذكاء كي يعرف ما الذي يجب عليه عمله تجاه موهبته. فإذا نظرت حولك ستجد أن معظم اللاعبين الكبار الذين حققوا شهرة عالمية هم على درجة كافية من الذكاء كي يفهموا ماذا يتوجب عليهم عمله تجاه موهبتهم. ونحن في أرسنال طريقة الأداء قائمة على الأداء المهاري وسرعة الحركة، بالطبع هناك الحاجة إلى اللياقة والقوة، ولكن الأولويات بالنسبة لي هي سرعة الحركة والأداء الفني، وغالباً يجمع اللاعب الصغير بين هذين العنصرين، فضلاً عن ارتفاع دافعيته وقابليته للتعلم. أما جوزيه مورينيو المدير الفني لإنتر ميلان، فيقول: أقوم عادة بالتحليل وتسجيل الملاحظات أثناء الشوط الأول فقط حتى يمكنني أن أجد ما أقوله في استراحة ما بين الشوطين ومساعدة فريقي في الشوط الثاني. فمن الصعب التواصل مع اللاعبين أثناء مباراة هامة، ولهذا فأنا لا أصيح كثيرا أثناء سير المباراة، ولكني أسجل ملاحظاتي خلال الشوط الأول فقط. أما الشوط الثاني فعادة أقوم بتحليله عندما أعود إلى المنزل. وأثناء فترة الاستراحة بين الشوطين والتحدث مع الفريق أحاول السيطرة على انفعالاتي وأكون على الحالة التي يريد الفريق أن يراني عليها، وهذا يعني أنه يمكنني أن أكون باردا جدا أو أكون أكثر عاطفية لأن الفريق يحتاج استجابة معينة مني في ظرف معين. هناك دائما عنصر انفعالي معين (عنصر عاطفي ونفسي)، بالإضافة إلى المساهمة التكتيكية. فهناك دائما شيء يجب أن أقوله للفريق في وقت ما بين الشوطين، ولكن بعد المباراة لا أنطق بكلمة واحدة، لأن اللاعبين لا يكونون مستعدين عادة للخضوع للتحليل والنقد في تلك اللحظة. وعن المواصفات والقدرات اللازمة للمدرب كي ينجح إلى أقصى مدى ممكن، قال ألكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر يونايتد: "لقد فكرت في هذا كثيرا، من خلال عملي كمدرب تعلمت أن الملاحظة (ملاحظة ظاهرة وتحليلها) شيء هام. وإنه لمن الصعب أن تدرب وتلاحظ في نفس الوقت. ولهذا فوضت مساعدي للقيام بالعديد من الأشياء أثناء التدريب وفي كثير من الحالات أكتفي بدور المراقب لملاحظة بعض الأشياء. حيث إن الملاحظة قضية هامة جدا من أجل التأكد من أن الجودة على مستوى عال وأنك حققت من التدريب ما تريده. كما أرى أن المدرب في حاجة إلى المثابرة (الإصرار على النجاح) لأن التدريب على المستويات العليا ليس عملاً سهلاً. فإذا جاء يوم الاثنين وهو اليوم المخصص للتدريب، بعد هزيمة واجهها الفريق في إحدى مبارياته، وكان المدرب لا يتحلى بتلك الصفة، وهي المثابرة، فسوف يظهر ذلك عليه ويؤثر على اللاعبين بلا شك. ولهذا ففي صباح أيام الاثنين أكون في حالة توقد واستعداد وحماس. كما أرى أن المدرب العالمي يحتاج إلى الخيال والقدرة على وضع سيناريوهات افتراضية لكل لحظة في المباراة، كما أنه من المهم أيضا أن يكون هناك تواصل بسيط مع اللاعبين. ولهذا يجب على المدرب أن يكون بسيطاً ومختصراً وحاسماً في تعليماته، وألا يتحدث مع اللاعبين بكثرة". وذكر رافا بينيتز أن المدرب في حاجة إلى الرغبة في أن يكون مدربا وإلى وقت طويل لتطوير نفسه كمدرب. كما أن المدرب في حاجة إلى الثقة في قدرته، فعندما تم الاستغناء عن خدماتي أكثر من مرة في بداياتي كمدرب، قررت الاستمرار في التعلم وتطوير قدراتي كمدرب. وحصلت على شهادات في المجال بشقيه الفني واللياقي، بالإضافة إلى أربع سنوات من التخصص، وطوال حياتي وأنا في عالم الكرة ولهذا كان التدريب عملي. وتذكرت وكيل أعمالي عندما قال لي إنه سيكون من الصعب الحصول على عرض جديد بعد أن تمت الإطاحة بي في إحدى المرات، ودون تردد قلت له إنني سأكون في الصف الأول من المدربين. وعندما ذهبت في رحلتي الدراسية إلى إيطاليا وانجلترا والبرازيل سألت الكثير من الأسئلة للمدربين الذين قابلتهم مثل فابيو كابيلو. فإذا كنت لا تعرف شيئاً فلابد أن تسأل عنه. فيجب عليك أن تقوم بما يجب أن تقوم به كي تفوز وهذا يعني أن تلم وتمارس المجال بشقيه النظري والعملي فأنا أمتلك في منزل والدي 500 شريط فيديو على كل شريط منها ثلاث مباريات، وقد قمت بتحليل تفاصيل تلك المباريات. وقد كان ذلك منذ 10 سنوات. أما الآن فأنا استخدم الكمبيوتر ولدى آلاف الاسطوانات، ولهذا يمكنك أن تقول إنني مازلت أتعلم لأنني لازلت أرغب في أن أكون مدرباً جيداً. وقال فابيو كابيلو: إنني مزيج بين المدرب المتحكم في النواحي الفنية والتكتيكية، وأعتقد أنني مزيج بين المدرب (المتحكم في النواحي الفنية والتكتيكية) والمدير (المسيطر على النواحي الإدارية)، فأنا أحب الدخول في الجوانب الإدارية للنادي أو المنتخب الذي أتولى قيادته، ولا أريد أن انعزل في الجانب الفني فقط. وأؤمن بأن نجاحي لن يتحقق دون المشاركة في كل ما يحدث حولي في المكان الذي أعمل به. حيث إنني أحب العمل بجدية والروح الجماعية والنظام. فإذا كان اللاعب يتحلى بالنظام، ويحترم زملاءه ويعمل بجدية فلابد من تحقيق نتائج جيدة حتى لو لم تكن تملك العناصر الجيدة على المستوى الفني أو الفهم الخططي. إن النظام والطريقة التي يعمل بها المدرب هي التي تسمح بالفوز بشكل مستمر. فالفوز يمكن تحقيقه إذا كانت هناك استمرارية في التركيز والنظام والإصرار على احترام القواعد التي نرضاها لأنفسنا. وليس بالضرورة أن يكون النظام من النوع الصارم القاسي، أما فيما يخص طرق اللعب، فهي تعتمد كثيراً على نمط وإمكانات اللاعبين، ورغم اعترافي بذلك إلا أنني أحتفظ بتطبيق أسلوبي الشخصي الذي لا يتغير بشكل جذري باختلاف المكان الذي أعمل به ونوعية اللاعبين الذين أتولى قيادتهم فنياً.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©