الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأمانة

الأمانة
3 أكتوبر 2007 23:00
روي أن عمر -رضي الله عنه- استعمل على حمص رجلاً يقال له عمير بن سعد، فلما مضت السنة كتب إليه عمر -رضي الله عنه- أن أقدم علينا· فلم يشعر عمر إلا وقدم عليه ماشياً حافياً، عكازته بيده، وإداوته ومزوده وقصعته على ظهره· فلما نظر إليه عمر قال له يا عمير: أأجبتنا أم البلاد بلاد سوء؟ فقال: يا أمير المؤمنين أما نهاك الله أن تجهر بالسوء، وعن سوء الظن، وقد جئت إليك بالدنيا أجرّها بقرابها· فقال له: وما معك من الدنيا قال: عكازة أتوكأ عليها، وأدفع بها عدواً إن لقيته، ومزود أحمل فيه طعامي، وإداوة أحمل فيها ماء لشربي ولطهوري· وقصعة أتوضأ فيها، وأغسل فيها رأسي وآكل فيها طعامي، فوالله يا أمير المؤمنين ما الدنيا بعد إلا تبع لما معي· قال: فقام عمر -رضي الله عنه- من مجلسه الى قبر رسول الله وأبي بكر -رضي الله عنه- فبكى بكاء شديداً، ثم قال: اللهم ألحقني بصاحبيّ غير مفتضح ولا مبدل· ثم عاد الى مجلسه فقال: ما صنعت في عملك يا عمير؟ فقال: أخذت الإبل من أهل الإبل، والجزية من أهل الذمة، عن يد وهم صاغرون· ثم قسمتها بين الفقراء والمساكين وأبناء السبيل، فوالله يا أمير المؤمنين لو بقي عندي منها شيء لأتيتك به· فقال عمر: عد الى عملك يا عمير· قال: أنشدك الله يا أمير المؤمنين أن تردني الى أهلي، فأذن له فأتى أهله، فبعث عمر رجلاً يقال له حبيب بمائة دينار وقال له: اختبر لي عميراً· وانزل عليه ثلاثة أيام حتى ترى حاله، هل هو في سعة أم في ضيق، فإن كان في ضيق فادفع إليه المائة دينار، فأتاه حبيب فنزل به ثلاثاً، فلم ير له عيشاً إلا الشعير والزيت· فلما مضت ثلاثة أيام قال عمير: إن رأيت أن تتحول الى جيراننا، فلعلهم أن يكونوا أوسع عيشاً منا، فإننا والله وتالله لو كان عندنا غير هذا لآثرناك به· قال: فدفع إليه المائة دينار، وقال قد بعث بها أمير المؤمنين إليك، فدعا بفرو خلق لامرأته فجعل يصر منها الخمسة دنانير، والستة، والسبعة، ويبعث بها الى إخوانه من الفقراء الى أن أنفذها· فقدم حبيب على عمر وقال: جئتك يا أمير المؤمنين، أما الثوبان فأقبلهما، وأما الوسقان فلا حاجة لي بهما، عند أهل صاع من برّ هو كافيهم حتى أرجع إليهم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©