السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشاعر أم

21 ابريل 2009 02:21
المشكلة عزيزي د.مصبح: لقد سمعت كثيرا عن عدم رغبة بعض الأمهات في زواج ابنها الوحيد، أو معارضتهن لذلك في أحوال كثيرة، ولكنني لم أسمع عن أمهات يقفن في طريق زواج بناتهن· فلقد تخرجت منذ عامين من الجامعة، وكان والدي قد توفى رحمة الله عليه· وأنا في الثالث الابتدائي، وعرفت أن والدتي رفضت الزواج بعده لحبها الشديد له، وآثرت أن تكرس حياتها لتربيتي، وشقيقي الذي يصغرني، والذي اختار أن يسافر إلى أوروبا للدراسة، واستقر هناك تقريبا، ولقد تقدم لخطبتي أكثر من شخص مناسب، إلا أن والدتي كانت ترفض في كل مرة متعللة بأعذار كثيرة· وفي هذه المرة· تعرفت على زميل مناسب، ولا يوجد فيه ما يعيبه على الإطلاق من كل النواحي، وتقدم بالفعل لخطوبتي بشكل رسمي، وقد استفسر عنه خالي، وأيد مشروع الزواج، ولكن والدتي ترفض هذه المرة متعللة بالانتظار لحين عودة شقيقي من الخارج، وعلى حد علمي· انه يعتزم الاستقرار هناك، ولا ينوي العودة الآن، ولكنه يمهلها عاما بعد عام· والآن قد أصبح عمري 27 عاما وأخشى أن تضيع عليّ هذه الفرصة، ولاسيما أنني أجد في هذا الشخص كثيرا من الأحلام والأمنيات التي تنتظرها أي فتاة·· ولا أعرف كيف أتصرف مع والدتي، ولا أريد إغضابها· المعذبة: صابرة الحل: أحسنت صنعا في البداية أنك لا تودين إغضاب والدتك، وهذا أبسط حق من حقوقها عليك، ولابد أن نحييها معا على موقفها تجاهكم بعد وفاة والدكم، ولكن علينا أن نتفهم جيدا دوافع الأم الحقيقية وراء هذا الرفض المتكرر لزواجك·· أن موقف الأم في مثل هذه الحالات لا يختلف سواء إذا كان الابن هو الذي يرغب في الزواج، أم كانت فتاة، إنها مشاعر حب التملك، والخوف من الفقدان، وهذه المشاعر عادة ما تتكون لدى الأمهات اللاتي يمررن بمثل ظروف والدتك، وتحاول بشكل لاإرادي استبعاد اليوم الذي تفتقدك فيه، أو أن يتحول اهتمامك بشكل تلقائي إلى إنسان آخر، وتصبح هي في هامش شعورك واهتمامك بدلا من كونها دائما في بؤرة هذا الاهتمام· لقد ناقشنا مثل هذه المشاكل والقضايا مرات كثيرة في هذه الزاوية، وليس هناك أي حل على الإطلاق لإرضاء الأم أو لتغيير موقفها، والحل الأمثل هنا أن تستمر جهود إرضائها من قبل ذوي القربى والأشخاص المؤثرين في العائلة، وإن لم تفلح هذه الجهود لا سبيل سوى وضعها أمام الأمر الواقع وقبول الزواج، وفي الوقت نفسه تضاعفين جهدك مع أقاربك في كسب ودها وإرضائها، وان تسعي مع خطيبك لكي يكسب ودها هو أيضا، وان تعتبره ابنا ثانيا لها، مع مضاعفة اهتمامك بها، ورعايتك لها، وتدريجيا ثقي بذوبان الجليد، وستنسى أي غضب عندما تراك سعيدة وتحيطينها يسرنا أن نستقبل مشاكلكم وتساؤلاتكم على البريد الالكتروني: dr.mosabah@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©