الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لو عاد الزمن بشركاء العمر.. هل يختارون الأزواج والزوجات أنفسهم؟

لو عاد الزمن بشركاء العمر.. هل يختارون الأزواج والزوجات أنفسهم؟
16 فبراير 2014 22:31
أشرف جمعة (أبوظبي) - ترتبط الحياة بسياج متين منذ بداية تكوين الأسرة وإنجاب الأولاد، ومع مرور الأيام والسنين تتضح شخصية كل من الزوجين وتظهر الميزات والسلبيات لكل منهما، لدرجة أن بعض المتزوجين قد يستيقظ ذات يوم من متاهة شروده فيسأل نفسه كيف اخترت هذه الزوجة منذ البداية؟ إنها لم تكن تصلح لي، وكذلك الحال مع المرأة أيضاً فهي قد تكتشف أنها أخطأت الاختيار في الزواج برجل جمعتها به العشرة والأولاد، لكنه لا يلبي طموحاتها المستقبلية، ولا ينسجم مع طبيعتها وأسلوب حياتها، وهناك صنف ثالث من الأزواج يشعر بالرضا التام، لكونه وفق إلى حد بعيد في الارتباط بأم الأولاد ورفيقة الحياة التي تعينه على نوائب الدهر، وتقلباته، وهذا ما يطرح سؤالاً مفاده لو عاد الزمن بالرجل والمرأة هل كانا سيختاران شريك العمر نفسه أم أن الرؤية ستختلف والقناعات ستتغير؟ والاستقرار الزوجي هو أساس بناء علاقة عميقة بين الرجل والمرأة، لكن عندما تنكشف السوءات، وتختلف الاتجاهات، وتتعذر سبل الاتفاق على الأهداف، تصبح الحياة أشبه بالجحيم، وتصبح العلاقة بين الأزواج جافة رتيبة أقرب إلى الطلاق الصامت، وربما وجود الأولاد والمصالح المشتركة يكون سبباً لاستمرار هذه العلاقة، في ما يضطر بعض الأزواج والزوجات إلى تصور ذهني يتمثل في أن الزمن لو عاد إلى الوراء لاختلف كل شيء ولتغير في الوقت نفسه الاتجاه. اتجاهات مختلفة حول هذا التصور الذي قد يخالج كل زوجين يشعران بالسعادة والرضا التام عن شريك العمر أو عدم الرضا والتذمر والإحساس بالندم، يقول أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمارات الدكتور نجيب محفوظ: من العوامل التي تحول الحياة الزوجية من حلم جميل إلى واقع يفيض بالنفور، عدم توافق العادات والطباع بين طرفي هذه العلاقة التي على ضوئها تُبنى الأسر وتنمو وتكبر يوماً بعد آخر، ومن الحالات التي تحدث في مجتمعنا بشكل مستمر أن بعض الزوجات يكتشفن بعد المكوث في بيت الزوجية مدة من الزمن أن طباع الزوج حادة وأنه عصبي ومتقلب المزاج، في حين أن المرأة قد تكون على عكس هذه الشاكلة فتختلف اتجاهات كل طرف وتتباعد الأفكار، لكن على الرغم من حدوث مثل هذه التصدعات في محيط الحياة الزوجية، فإن هناك العديد من الزوجات اللواتي لا يفضلن هدم بيوت الزوجية ومن ثم النزوع للطلاق على اعتبار أن مثل هذه الطباع السيئة ليس من المستحيل التعايش معها، لكن تبقى في نفس المرأة مرارة داخلية وحزن مكبوت، فتتمنى لو عاد بها الزمن إلى ما قبل الزواج لتختار رجلاً آخر. الحقيقة المرة ويبين محفوظ أن حدوث الألفة بين الزوجين يخلق نوعاً من المحبة الطاغية بين طرفي العلاقة الزوجية حتى ولم يحدث الحب في البداية، وهو ما يجعل الرجل والمرأة في حالة من الرضا التام ويخلق نوعاً من الانسجام إذ إنهما كليهما يشعران بأنه لا يمكن لأيهما أن يستغني عن الآخر، وأن الزمن لو عاد بكل منهما ما اختار أي منهما إلا الآخر، ويرى أن الرجل الذي لا يشعر بالتفاهم مع زوجته في نطاق الحياة الزوجية يكون أكثر نفوراً منها، ويتمنى لو أنه استطاع أن يعود به الزمن للوراء حتى يصحح اختياره الذي جلب له الهم والحزن، ويلفت إلى أن هذه الظاهرة التي تدخل في إطار الفنتازيا وتجعل الفرد يستحضر ذكرياته الماضية، لها وجود حقيقي في حياتنا، وتضع أسئلة قد تكون الإجابة عنها صعبة، لأنها تؤدي في النهاية إلى الحقيقة المرة. لحظات صعبة من بين الذين عاشوا لحظات صعبة ومريرة عبر عشرين عاماً من زواج ابنته من شخص لم يكن يرضاه لها، لولا إصرارها عليه، حميد الناعي الذي يورد أنه رضخ لرغبة ابنته حمدة حين تقدم لها شاب يجيد استمالة الآخرين بكلامه العذب الرقيق الذي لا يعبر عن مكنون ما في نفسه، ويتابع الناعي أن الأيام أثبتت أنه صاحب نظرة ثاقبة إذ إن زوج ابنته التي رزقت منه أربعة أبناء أكبرهم فتاة تبلغ من العمر 19 عاماً، قد أورثها المرض وأضعف شخصيتها ويؤكد أنه كان يريد أن يطلقها منه، لكونها دائماً تشعر بالندم لزواجها به وكانت تتمنى لو استطاعت تغيير واقعها المر لكن أبناءها هم الرابط الوحيد بينها وبين زوجها. امرأة حكيمة ولا يخفي عادل المصعبي دهشته من طرح هذا السؤال عليه، إذ إنه يبلغ من العمر ستين عاماً ولم ير من زوجته عبر أربعين عاماً من الزواج إلا كل خير، فهو لا يعدها زوجته فقط لكنه ينظر إليها على أنها أخته وصديقته التي تحتضن مشكلاته الخاصة وتبث فيه الأمل دائماً، لكي يظل قوياً وجلداً وقادراً على تخطي الصعاب ويشير المصعبي إلى أنه لم يكن في بداية فترة الخطوبة راغباً في الزواج بها، نظراً لأن أمه هي التي اختارتها له لكونها ابنة رفيقتها، لكنه بعد أن خالطها تبين له أنها امرأة حكيمة ذات عشرة طيبة وشمائل حسنة، ولو عاد به الزمن ألف عام لما اختار عيرها. الأيام لا تغير ويختلف معه في الرأي سعيد المحيربي الذي تزوج في الثانية والعشرين من عمره بامرأة جمعته بها قصة حب لم تدم طويلاً لأنها كللت بالزواج. ويقول: طننت أن زواجي بفتاة أحلامي سيرسم البسمة دائماً على فمي ويجعلني مثل الأزواج الذين يضربون المثل بزوجاتهم في الطيبة وحسن العشرة، ورغم أن زواجنا امتد حتى عشرين عاماً، إلا أنني كلما هممت بالانفصال عنها تبكي وتمرض فأتراجع على الفور عن قراري وأمني نفسي بأن الأيام ستغيرها، لكن الأعوام تمر سراعاً وهي على حالها لا ترى في الدنيا سوى أبنائنا وتجهيز الطعام والعناية بنظافة المنزل، وهي في غمرة هذا كله تنسى نفسها وحياتها الزوجية ولا تعبأ حين تراني مهموماً أو سعيداً أو أحتاج لمن يشاركني فكرة أو رأياً، ويضيف: من تلقاء نفسي أسبح بخيالاتي إلى زمن كنت فيه عَزباً، لأتخيل نفسي وأنا اختار زوجة المستقبل فأجزم بأنني ما كنت لاختارها أبداً رفيقة عمر وشريكة حياة. جنة الأزواج عشر سنوات هي عمر العلاقة الزوجية التي جمعت بين سهيل المناعي وجميلة المرزوقي، وتعدها جميلة من أجمل سنوات العمر ولا تخفي أنها لم تزل تتذكر اللحظات التي جمعتها بزوجها سهيل، عندما تعرفت إليه في اليوم الأول لتسلمها مهام وظيفتها ومع مرور الأيام اكتشفت أنه إنسان على خلق، ويحب تقديم المساعدة للآخرين فتمنته زوجاً وإذ بالقدر يحقق لها أمنيتها، وتقول: سنوات طويلة أنجبت خلالها أطفالاً أحببتهم بقدر محبتي واحترامي لزوجي الذي ملأ علي حياتي، والذي لو عاد بي الزمن ما اخترت سواه، بل إنني أرجو من الله أن يكون زوجي في الجنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©