الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

للمهمة الوطنية: إعدام الدوري أو إعداد المنتخب!

للمهمة الوطنية: إعدام الدوري أو إعداد المنتخب!
3 أكتوبر 2007 00:06
هل الدوري أفضل طريقة لإعداد المنتخب، أم المنتخب أفضل طريقة لتعطيل الدوري !! وإذا كانت المصلحة الوطنية تقتضي وقوف الجميع صفاً واحداً لدعم المنتخب فإن المصلحة الوطنية أيضاً تقتضي تصحيح مساره إن لم يكن قد وضع قدميه على المسار الصحيح·· ولأن البرنامج الذي وضعه المدرب برونو ميتسو وأقرته اللجنة الفنية باتحاد الكرة لإعداد الفريق لمباراتي فيتنام في تصفيات كأس العالم ليس برنامجاً منزهاً عن الخطأ فإن طرحه على مائدة الحوار ليس حراماً ولا عيباً ولا انتقاصاً من الروح الوطنية· والحقيقة أن الشارع الكروي - أغلبه أن لم يكن كله - يؤكد خطأ البرنامج، بل والاستراتيجية ووجود قصور واضح في زوايا كثيرة وهو ما يعكسه الأداء الهزيل للمنتخب في الآونة الأخيرة، وما يهمنا في هذا التحقيق هو زاوية الدوري الذي تعتبره الأجهزة الفنية لمنتخبات العالم أفضل وسيلة لإعداد اللاعبين الدوليين إلا ميتسو!! وقد أبدت الساحة الكروية دهشتها من أن اتحادات الكرة في العالم تحاول التعجيل ببدء الدوري قبل الارتباطات الدولية المهمة في حين تبدو الصورة معكوسة هنا فيتأجل الدوري وتنقطع أنفاسه طويلاً لإفساح المجال لمعسكر أو مباراة ودية لا تثمر ما يثمره الصراع الرسمي في البطولة المحلية! ولم يختلف المدربون الذين ساهموا بوجهات نظرهم خلال هذا التحقيق حول حقيقة أن الأولوية المطلقة للمنتخب بغض النظر عما قد تتكبده الأندية من خسائر لكن بشرط أن يستفيد المنتخب حقاً وألا يكون شعار المرحلة التضحية بالأندية دون أن يستفيد المنتخب· زلاتكو مدرب منتخب كرواتيا في المونديال: إيقاف الدوري شهراً بعد مباراة واحدة واقعة لا مثيل لها في العالم لا يختلف الكرواتي زلاتكو مدرب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الشعب مع غيره في أن الدوري ليس فقط أفضل وسيلة لإعداد المنتخب بل أنه الطريق الوحيد لإمداده وتمويله بلاعبين جاهزين بدنياً وذهنياً وأن المعسكرات والمباريات الودية - مهما بلغت - لا يمكنها تعويض الأمر أو توفير ما توفره المباريات الرسمية والصراعات القوية في الدوري· ويقول زلاتكو لقد أمضيت عمري في مجال كرة القدم فكنت لاعباً لسنوات طويلة وتحولت إلى التدريب قبل 17 عاماً وتوليت قيادة المنتخب الكرواتي الذي شارك في كأس العالم الأخيرة 2006 بألمانيا وأعتقد ان لديّ الحق في الإدلاء برأيي في هذه القضية المهمة طالما انني أعمل على ساحة الكرة الإماراتية ويسعدني ما يسعدها ويؤلمني ما يصيبها· ولا شك أن مقولة أن المنتخب يجب أن يحظى بالمرتبة الأولى من الاهتمام هي مقولة صحيحة لكن الكثير من الخطايا تختفي أحياناً خلف هذه المقولة التي لا يجب أن تتحول إلى ستار يداري على أي إعوجاج في المسيرة·· ولكي يكون لدى المنتخب لاعبون جاهزون فنياً وبدنياً وذهنياً بوسعهم تنفيذ خطط المدير الفني واستيعاب فكرة التكتيكي بدرجة من الكفاءة والخبرة فلا بد لهؤلاء اللاعبين أن يكونوا لدى انضمامهم للمنتخب في حالة من الجاهزية الفنية والنفسية واللياقة البدنية تسمح لهم بالاستجابة السريعة وهو ما لا يأتي من فراغ بل حصيلة احتكاكات رسمية قوية توفرها مباريات الدوري إذا ما كانت المسابقة تتسم بالاستمرارية فتكسب قوتها الدافعة وحرارتها من أسبوع لأسبوع ويسخن معها اللاعبون ويرتفع المنحنى تدريجياً وصولاً الى مستويات النضج الفني والذهني والبدني المستهدفة مع كل مرحلة وبالتالي يكون هناك حضور دائم للاعبين لا يحتاج معه مدرب المنتخب إلى جهد كبير بل يتسلم اللاعبين جاهزين ويتفرغ للتحضير التكتيكي الخاص بالمباراة أو البطولة المنتظرة ولا يبدأ من الصفر وهو أمر مستحيل· ويضيف زلاتكو: في أوروبا والدول ذات المراكز الكروية المتقدمة فإن معسكرات المنتخبات تكون بحد أقصى عشرة أيام قبل المباراة الدولية الرسمية وهي مهلة كافية جداً للمدرب لكي يحقق التركيز المطلوب مع الفريق ويؤهله لتنفيذ خططه وتوجهاته التكتيكية بدرجة عالية من التفهم والانسجام· وأعرب المدرب عن دهشته البالغة إزاء ما حدث خلال الأيام الماضية قائلاً إنها المرة الأولى في حياتي الرياضية التي أصادف فيها شيئاً كهذا·· يبدأ الدوري وبعد مباراة واحدة يتوقف شهرا كاملاً·· أنا متأكد من أن مباراة المنتخب وفيتنام مهمة وإذا ما كان اتحاد الكرة يرى أن تعطيل الدوري أمر حتمي لإعداد المنتخب فقد كان بوسعه أن يعالج الأمر بصورة أو بأخرى كأن يبدأ الدوري مثلاً في مرحلة مبكرة أو يسعى إلى إعداد جدول للمسابقة يتم خلاله التوفيق بين الأندية والمنتخب· وأخيراً قال زلاتكو: عذراً انني لم آت إلى هنا لكي أعيد ترتيب الكرة الإماراتية فهناك مسؤولون هذه هي مهمتهم وهم أولى بها لكنني أيضاً من حقي ان أعبر عن رأيي وهو ليس برأي فردي فجميع مدربي الأندية لديهم نفس الرأي وإذا لم تتوفر أمامهم مباريات متصلة فقد يكون من الصعب ان ينجزوا مهامهم على أفضل وجه وأن تعاني الفرق واللاعبون من قصور سواء في اللياقة أو الخصائص الفنية وهو ما ينعكس على الحال العام لكرة القدم الإماراتية ويصب في النهاية في غير صالح المنتخب· فاندرليم يحكي خبرته مع منتخب السعودية: في أوروبا 3 مباريات أسبوعياً وهنا مباراة كل 3 أسابيع قال الهولندي فاندرليم مدرب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الشارقة إنني لا أود الحديث عن مدرب المنتخب وهو أمر لا يجوز لي كما أدرك أهمية المهمة القومية التي يواجهها المنتخب الأول ورغبته في تخطي مباراتي فيتنام وتحقيق نتائج طيبة في تصفيات المونديال·· لكنني من مواقع تجربة مماثلة يمكن أن أدلي بوجهة نظري في القضية دون أن يكون هذا الرأي تدخلاً في شؤون المنتخب وجهازه الفني· لقد سبق لي تدريب المنتخب السعودي عامين وما فعلته كان عكساً لما أراه الآن·· فقد طالبت باستمرار الدوري دون انقطاع ولأسابيع طويلة حتى أتمكن من إعادة مشاهدة جميع اللاعبين مراراً ومتابعة كل جديد سواء من حيث تراجع مستوى البعض أو ارتفاع مستوى آخرين أو ظهور لاعبين جدد لم يكونوا على الخريطة وهكذا·· إضافة إلى أن الدوري والمباريات الرسمية تمنح اللاعب ما يسمى بحساسية المباريات سواء من الناحية الفنية أو الذهنية علاوة على أن الإعداد البدني الحقيقي للاعب يكون في ناديه وليس مع المنتخب· وأرى أن توقف المسابقة شهراً بعد أسبوع واحد من بدايتها يلقي صعوبات بالغة على كاهل الأندية ويعرقل برامجها وخططها بما ينعكس على مستوى المسابقة وهذا أمر يجب إعادة النظر فيه مجدداً لأن فرق الأندية يجب أن تكون لديها مباراة في مسابقة رسمية كل أسبوع واذا كانت أوروبا والدول المتقدمة كروياً تلعب الأندية فيها من مباراتين إلى 3 مباريات في كل أسبوع فكيف تلعب الأندية هنا مباراة كل 3 أسابيع·· إنه أمر غريب حقاً· يوسف الزواوي يرى الجميع في مركب واحد ويقول: ميتسو لا يعترف بمدربي الأندية! أكد يوسف الزواوي مدرب الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي على نفس المعاني التي ساقها المدربون حول القضية مشيراً الى أهمية الدوري في إعداد المنتخبات وكونه القاعدة الرئيسية بل والوحيدة لتحضير اللاعبين إذ يستحيل تحضيرهم مع المنتخب· وأشار الزواوي إلى أن المدة المثالية لمعسكرات الإعداد تختلف حسب قيمة المباراة التي أخوضها وقوة الفريق المنافس وبصورة عامة فإن تحضير أي منتخب إذا ما كانت المسابقة المحلية في بدايتها قد يحتاج إلى عشرة أيام وهي نفس المدة التي يحتاجها المنتخب في نهايات الدوري فيما تتقلص المدة إلى أسبوع فقط عند منتصف الدوري وربما أقل لأن اللاعب في هذه الحالة يكون قد اكتسب إيقاع المباريات ولديه درجة عالية من اللياقة البدنية والفنية وتقتصر مهمة مدرب المنتخب في هذه الحالة على الإعداد التكتيكي بعد أن يتخير أفضل العناصر الجاهزة·· وفي بداية ونهاية الدوري ينخفض منحنى اللاعب نسبياً بما يتطلب وقتاً أطول لتأهيله ومن المستحيل أن يستطيع مدرب المنتخب تعويض غياب مباريات الدوري لأن المباريات الودية مهما بلغت لا يخوضها اللاعب تحــــت ضـــغط كما يحدث في المباريات الرســـــمية· وأشار الزواوي إلى ان مدرب المنتخب ليس عليه أن يبدأ بإعداد اللاعبين من الصفر لأن هذه هي مهمة الأندية وإلا لماذا اخترعوا الدوري والكأس والمسابقة المحلية وبالتالي فإنه لا يحتاج إلى معسكرات طويلة وعليه أن ينتقي اللاعب الجاهز وأن يدربه تكتيكياً فقط· وقال الزواوي إنه بالنسبة الى ميتسو ليس هناك مدربون بالأندية ولا في الدوري الإماراتي وهذا ما يبدو من سلوكه وقد كان ينبغي له - على أقل تقدير - أن يعطينا برنامجه وأن يجلس معنا ليناقشنا ونناقشه لأن المهمة مشتركة فنحن نجهز اللاعب وهو يبدأ من حيث انتهينا وليس العكس وعلينا أيضاً كمدربي أندية ان نقدم له المشورة وهو حر في رأيه بعد ذلك بل أنه من واجبنا أن نتدخل بالرأي لأن عقودنا تنص على أن نعمل لصالح الكرة الإماراتية بوجه عام وليس لصالح أنديتنا فقط لذلك فنحن شركاء في المسؤولية وهذا لا يعني اننا سنتولى عنه إعداد برامجه لكن سنقدم نوعاً من الدعم الفني لأن فكر اثنين أفضل من فكر واحد ورأيين خير من رأي وما خاب من استشار علماً بأن المصلحة مشتركة والواجب الوطني تجاه المنتخب لا نقاش فيه· وعلق الزواوي على البرنامج - ضارباً مثالاً - بمباراة لبنان الودية الأخيرة للمنتخب مشيراً الى أنها لم تكن واردة إلا قبل انطلاقها بـ48 ساعة وجاءت بالصدقة وكان عليه إلغاؤها حماية للاعبين الذين أصبح لزاماً عليهم أن يخوضوا مباراتين في أسبوع واحد حيث انطلق الدوري بعدها بثلاثة أيام في مناخ حار رطب وفي شهر الصيام وهو ما أدى غلى وقوع بعض الإصابات بما يؤثر سلباً على المنتخب والأندية أيضاً وبقليل من تبادل الرأي والمشورة يمكن تجنب مثل هذه الشوائب وتحقيق الفائدة للجميع· مدرب منتخب الناشئين بطل الدورة الدولية: المذاكرة في المعسكرات والامتحان في المباريات على طريقة شهد شاهد من أهلها أدلى برأيه في القضية المدرب الوطني علي إبراهيم مدرب منتخب الناشئين الفائز بالدورة الدولية الودية التي أقيمت الشهر الماضي في أبوظبي·· قال لا شك إن مردود المباريات الرسمية أفضل بكثير من المعسكرات والتجارب الودية مهما بلغت ويمكن القول إن اللاعب يذاكر في المعسكر ويمتحن في المباريات! وأشار علي إبراهيم إلى أن المنتخبات العالمية تتجمع قبل يومين أو ثلاثة من المباريات الدولية الرسمية وهذه المدة تكفيها أما المنتخبات العربية فتحتاج إلى وقت أطول وحصص تدريبية أكثر لتحقيق عناصر التجانس والوعي التكتيكي ولكي تشرب فكر وأسلوب المدرب وتزيد المدة أو تقل طبقاً لقوة الفريق المنافس أو البطولة المستهدفة كما يعتمد الأمر على مدى احترافية المنتخب والمرحلة التي وصل اليها ودرجة النضج التي بلغها· وأكد انه لا غنى عن الاثنين معاً·· المباريات الرسمية سواء من الدوري أو غيره ومعسكرات الإعداد بما تشمله من تجارب ودية وأضاف أن المباريات تمنح المدرب رؤية واضحة عن مستويات اللاعبين وبذلك يحسن الاختيار كما توفر له قاعدة أولى مهمة من الإعداد البدني والنفسي·· وعلى سبيل المثال فإن منتخب الناشئين قبل الدورة خاض مباريات الدوري وصل الى أفضل حالاته بما يعكس أهمية المباريات الرسمية للاعبين·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©