طال الانتظار!

وسائل التنقل في أي مدينة في العالم من مقوماتها السياحية·· وفي المدن السياحية العالمية لابد من توافر عدة وسائل مواصلات مختلفة ومتنوعة تقدم للسائح خيارات الانتقال والتنقل داخل المدينة·· وخارجها إلى المدن الأخرى· ولابد أن نعترف أننا في الإمارات لدينا قصور في بعض نواحي وسائل التنقل·· فلا توجد لدينا قطارات بين المدن والإمارات على الإطلاق·· ولا يوجد أيضاً مترو أنفاق·· ونعتمد بشكل رئيسي على التاكسي كوسيلة مواصلات·· رغم أن التاكسي هو الخيار الأخير دائماً للسائح· صحيح أن هناك مشروعات عظيمة بدأ العمل فيها مؤخراً·· ولن نتطرق إليها في هذا المقال·· ولكن مشهد انتظار التاكسي في مدينة أبوظبي خلال شهر رمضان·· والمعاناة التي يعانيها الناس في التنقل·· جعلتني أتذكر فجأة مشروع التاكسي الموحد·· الذي كان من المفترض أن يقضي على مشاكل التاكسيات في أبوظبي· عشرات الناس تقف في الشوارع والطرقات في انتظار تاكسي يقلها من عملها إلى منزلها أو العكس بلا فائدة·· صراع على ركوب التاكسي بشكل غريب·· أقل ما يوصف به أنه فوضى·· فالناس لا تلتزم بالدور أو بأولوية الوصول·· والفوز بالتاكسي للمتطفلين وعديمي الذوق·· بينما النساء يعانين من هذه التصرفات الفوضوية· ورغم أن هناك مشكلة حقيقية في موضوع التاكسي·· من تصرفات السائقين خاصة في مواسم الضغط وأوقات الذروة·· ومن فرض ثقافة معينة وتصرفات لا تليق بالمستوى الذي وصلت إليه صناعة السياحة·· خاصة بعد الإعلان عن المشروعات العملاقة·· فقد تأخر مشروع التاكسي الموحد·· وصار من الموضوعات المنسية التي لم نعد نسمع عنها· طال انتظارنا لهذا التاكسي الذي سيحل العديد من المشاكل·· ويساهم في تقليل الزحام ومشاكل الانتظار·· عندما يبدأ الناس في الاعتماد عليه بشكل أساسي بدلاً من التنقل بالسيارات الخاصة حتى في أقرب التحركات· وفي الحقيقة لا أعرف سبباً لهذا التأخير·· فقد كنا نتوقع أن نرى التاكسي الجديد يسير في شوارع أبوظبي منذ فترة·· واستبشرنا خيراً في نهاية عهد التاكسيات المتهالكة والروائح الغريبة·· والتصرفات غير اللائقة· إن جولة واحدة في شوارع أبوظبي قبل أذان المغرب يمكنها أن توضح حجم المشكلة·· ومدى ما يعانيه الناس مع التاكسي·· وسندرك بعدها أن انتظار الناس لهذا المشروع·· طااااااااااال! وحياكم الله·· رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية