الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بعيدا عن جماجم المتعصبين الصلبة

بعيدا عن جماجم المتعصبين الصلبة
2 أكتوبر 2007 22:33
يصر الجمهوريون هذه الأيام على أن موقفهم المناوئ للهجرة ليس له علاقة بالعِرْق، وأن اليسار الديمقراطي هو الذي يزج بمسألة الهوية في كل شيء· وقد أُتيحت لي رؤية السياسية الجمهورية المتعصبة ''ميتشال مالكين'' وهي تدافع عن هذه النقطة على شاشة التلفزيون منذ عدة أسابيع، صائحة أمام المشاهدين بصوت عال: ''دعوني أدفع هذه النقطة عبر الجماجم الصلبة للمتعصبين لسياسة الحدود المفتوحة في النيويورك تايمز وفي غيرها''·· مضيفة: ''إن أزمة الهجرة غير القانونية ليس لها علاقة بالعنصر، والأصل العرقي، وإنما لها علاقة بقيام المواطنين المسالمين من جميع الألوان والعقائد بمطالبة حكومتهم بعمل كل شيء ممكن من أجل الحصول على ثمار الحرية''، منهية حديثها بكلمة إسبانية بصيغة سؤال قائلة: Comprende، وهي تعني: أفهمتم؟ حسنا·· إذن الهجرة ليس لها علاقة بـ''اللاتين''؛ هذا هو الشيء المتوقع سماعه من الجمهوريين الذين يصرون على أن أي شيء ليس له علاقة باللاتين· ولكي نتأكد من ذلك، كان علينا أن نشاهد مناظرة المرشح الديمقراطي على شبكة ''يونيفيجن'' للتلفزة الناطقة باللغة الإسبانية· مهلا ·· انتظروا ·· لقد نسيت، فالمناظرة لم تحدث بعد، لان جميع المرشحين المتنافسين تقريبا ما عدا السيناتور جون ماكين ادعوا أن لا وقت لديهم، وهو موقف يتسم بالغباء في الحقيقة· على الرغم من أن تخيل افتقاد اللاتين للرئيس بوش بعد ذهابه، يعد أمرا مستبعدا في نظر بعضهم، إلا أن الحقيقة، أن ذلك يمكن أن يكون شعورهم فعلا، لا يرجع السبب في ذلك إلى أن بوش قد أنجز ''استراتيجية اللاتين'' -التي هلل لها مستشاروه عندما كان يخوض الانتخابات الرئاسية عام 2000- ولا لوعده بتمرير قوانين شاملة لإصلاح سياسات الهجرة، ولا لتعيين أميركي من أصل مكسيكي في المحكمة العليا، وإنما لأنه الرجل الذي اهتم باللاتين بصورة تفوق اهتمام أي سياسي قبله· والسؤال الذي يقفز إلى الذهن هنا هو: ما الذي فعله بوش بالضبط من أجل زيادة الرهان على أصوات اللاتين؟ هل يرجع ذلك لاستعراض لمعرفته بأساسيات اللغة الإسبانية؟ أم لأنه أنجز العديد من الوعود التي كان قد قطعها على نفسه للاتين عندما كان حاكما لتكساس؟ الحقيقة ببساطة هي أن ما فعله بوش في ذلك الوقت هو الشيء الذي يخفق جميع المرشحين للانتخابات الرئاسية أن يفعلوه في الوقت الحاضر، وهو الاهتمام الحقيقي باللاتين، وإظهار هذا الاهتمام للعيان· عندما بدأ بوش يخطب ود الأميركيين من اصل مكسيكي عام 1998 -وقتما كان يخوض الانتخابات من أجل الفوز بفترة ولاية ثانية كحاكم لتكساس- لم يكن لديه أي إنجاز سياسي يمكنه التباهي به، وإنما الذي ساعده على تحقيق هدفه من ذلك التواصل مع اللاتين يتلخص في عاملين: قصور وضعف همة الديمقراطيين، والرمزية التي يمثلها قيام الجمهوريين بخطب ود اللاتين الذين كانوا قد ساعدوا بوش على تحقيق إنجاز غير مسبوق بتأمين 40 في المائة من أصواتهم في تكساس· أما في الانتخابات الرئاسية لعام 2000 فقد نجح بوش في الحصول على 35 في المائة من أصوات اللاتين، بعد بروزه بمظهر الجمهوري الذي استطاع فهم اللاتين، وعرف كيف يتعامل معهم بأسلوب أكثر رقيا من غيره من السياسيين· أما في انتخابات فترة الرئاسة الثانية عام ،2004 فالذي حدث هو أن أسامه بن لادن أطاح بموضوع إصلاحات الهجرة من على الطاولة، ولم يتح للرئيس ولا للجمهوريين الوقت الكافي للتحدث مع اللاتين؛ وعلى الرغم من ذلك، حصل بوش على 40 في المائة من إجمالي أصوات اللاتين، لأن الكثير منهم فضلوا الوقوف إلى جانب القائد الأعلى لقواتهم المسلحة التي تخوض حربا خارج الحدود· من هنا نستطيع أن ندرك أن الهجرة ليست هي الشيء الوحيد الذي يهتم به الأميركيون من أصل لاتيني· بعض مأجوري الحزب الجمهوري يعدون بأن مرشحهم النهائي لخوض انتخابات الرئاسية، سيبذل المزيد من الاهتمام بالناخبين اللاتين بمجرد انتهاء موسم الانتخابات الأولية· ولكن الخوف، هو أنه بحلول ذلك الوقت، ربما يكون بعض السياسيين المؤدلجين مثل ''ميتشيل مالكين'' قد رسخت من صورة الحزب المعادية للاتين، وهو الأمر الذي لن يكون في صالح أي أحد، فالجمهوريون سيتحول حزبهم إلى تجمع ذي أغلبية بيضاء كبيرة في أمة متنوعة الأعراق والأجناس، والديمقراطيون سوف يعودون مرة ثانية لأخذ أصوات اللاتين مضمونة لصالحهم، أما الناخبون اللاتين فسوف يحنون إلى تلك اللحظة القصيرة التي شعروا فيها بشعور الحسناء التي يخطب الجميع ودها في الحفل· بمعنى آخر، يمكن القول إن كل شيء سوف يعود إلى ما كان عليه من قبل···Comprende · كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©