الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحمــيــد

الحمــيــد
2 أكتوبر 2007 22:28
من داوم على ذكر اسم الله الحميد أغناه الله؛ لأن الله تعالى لا ينتظر من خلقه إلا الحمد على نعمه وفضله عليهم· ولاسم الله الحميد دلالات ومعانٍ متعددة· وتقول د· إلهام محمد شاهين -استاذ العقيدة بكلية الدراسات الاسلامية والعربية بالقاهرة: ورد اسم الله الحميد باللفظ في سبعة عشر موضعا من كتاب الله تعالي، وبالمعني فيما يزيد على أربعين موضعا، وقد ورد مقترنا باسمه الغني في عشرة مواضع منها، ومقترنا باسمه العزيز في ثلاثة مواضع، ومقترنا بكل من الحكيم والولي والمجيد في موضع واحد، وورد منفرداً في موضع واحد في قوله تعالى: (وهدوا الى الطيب من القول وهدوا الى صراط الحميد)، واقتران هذا الاسم باسم الله الغني يشير الى ان الله تعالى ينبه عباده الى أنه مع غناه التام عما في أيديهم لأن له ملك السماوات والارض، ومع غناه التام عن عبادتهم لأن عنده ملائكته لا يستكبرون عن عبادته، ومع غناه التام عن طاعتهم لأن الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، ومع فقرنا وضعفنا وتقصيرنا في العبادة، وإقبال البشر على المعصية، إلا انه حميد، أي يحمدكم على ما تفعلون من خيرات، وما تقدمون من صدقات، وما تؤدون من عبادات، وما تبذلون من طاعات وهو كقوله تعالى: (فأولئك كان سعيهم مشكورا)· وتضيف د· الهام: ومعنى الحمد المدح والثناء، وهو ايضا صفة من أوصاف الجلال والكمال لله تعالى، فالحميد هو الذي له من الصفات وأسباب الحمد ما يقتضي أن يكون محمودا وان لم يحمده غيره فهو حميد في نفسه، والله عز وجل هو الحميد بمعنى حمده لنفسه أزلا، وحمد عباده له ابدا فهو الذي يوفقنا بالخيرات ويمحو عنا السيئات، ويدخلنا الجنة ولا ينتظر منا سوى أن نحمده ونشكره على كل نعمة· والناس منازل في حمد الله تعالي فالعامة يحمدونه على ايصال اللذات الجسمانية، والخواص يحمدونه على ايصال اللذات الروحانية، والمقربون يحمدونه هو لا شيء غيره، ولقد روى ان داود عليه السلام قال لربه: ''الهي كيف أشكرك وشكري لك نعمة منك علي، فقال جل شأنه الآن شكرتني''· وتوضح د· الهام أن الحميد من العباد هو من حسنت عقيدته وأخلاقه وأعماله وأقواله، ولم تظهر انوار اسم الله الحميد جلية الا في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم· وحظ العبد من هذا الاسم هو أن يتخلق بحميد الصفات في الاقوال والافعال، وقال بعض العلماء: ''من داوم على ذكر هذا الاسم أغناه الله غني لا حصر له''، ومن أفضل ما يحمد العبد به ربه قوله: ''اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©