السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الشارع المغربي يتوقع اختلافاً وانقساماً حول القضايا الساخنة

28 مارس 2008 00:48
أعرب عدد من المراقبين والإعلاميين المغاربة عن قلقهم من فشل القمة العربية التي ستعقد في دمشق غداً وبعد غد وانعكاس ذلك على مستقبل المنطقة والوضع الداخلي في البلدان العربية، واعتبر بعضهم أن العرب سيخرجون من القمة أكثر اختلافاً وانقساماً حول القضايا الساخنة· واستبعد مراقبون في استطلاع أجرته (الاتحاد) خروج قادة الدول العربية بقرارات تخدم العالم العربي على الرغم من أن أجندة القمة تتصدرها موضوعات مرتبطة بالتحديات التي تواجه الدول العربية والمشكلات المستعصية التي تعاني منها دول كالعراق وفلسطين ولبنان· كما استبعدوا إمكانية مشاركة العاهل المغربي الملك محمد السادس في القمة ورجحوا أن يقتصر التمثيل الرسمي على رئيس الوزراء عباس الفاسي· ورأى الباحث في الشؤون السياسية محمد الفاسي أن الأزمة اللبنانية التي ألقت بظلالها على جل المباحثات العربية خلال الفترة الأخيرة وأثرت على العلاقات بين الدول ستكون حاضرة بقوة، بل وسيؤثر على مستوى الحضور الرسمي للقمة بعد أن اشترط بعض القادة على سوريا للحضور الضغط على حلفائها في لبنان لتحقيق توافق بشأن انتخاب رئيس جديد· وأوضح أن فشل المبادرة العربية في دفع الأطراف إلى التوافق والاجتماع لانتخاب رئيس قبل القمة، يضفي على القمة أهمية خاصة ويزيد من التحديات والضغوط التي تواجهها، وقال ''لا يمكن أن نظلم الجامعة العربية ونتهمها بالفشل في تحقيق توافق لبناني عجزت عن تحقيقه دول كبرى وتدخلت قوى عظمى لصالح بقاء الوضع على ما هو عليه''، ودعا إلى البحث عن حلول جديدة تمكن من إحداث تقدم في الملف اللبناني؛ لأن الفشل في انتخاب رئيس يعني فشلاً عربياً سيزيد التوتر السياسي في المنطقة· وبدا الناشط الحزبي عبدالله البخاري أكثر تشاؤماً، وقال ''إن المعطيات المتوافرة تشير إلى أن العرب سيخرجون من القمة أكثر انقساماً واختلافاً فطبيعة اللقاءات التي جرت حتى الآن لا تدل على حصول أي اختراق في الجمود الحاصل في القضايا العربية الحساسة مثل فلسطين ولبنان والعراق، ولم يعمل المسؤولون على إجراء التحضيرات اللازمة وخلق مناخات توافقية لضمان نجاح القمة، فالاختلافات بين الدول العربية وتفضيل المصالح الفردية تفوق على روح المسؤولية والحرص على التوافق العربي، فلم تعد الدول العربية تحركها المصلحة العربية العليا أولاً''· وقال البخاري إن مستوى الحضور للقمم العربية عنصر مهم وأساسي من عناصر نجاحها وحيويتها، وهناك دول محورية لا يمكن تصور نجاح قمة بغياب قادتها، فكيف يربط هؤلاء القادة بين حضورهم لقمة مهمة تناقش قضايا مصيرية، ببعض الأمور السطحية والخلافات الثنائية، بل إن هناك بعض المواقف الداعية لمقاطعتها أو حضورها بتمثيل سياسي ضعيف· وأضاف أن الخلاف مع دمشق ورفض دور سوريا في إطالة أمد الأزمة السياسية في لبنان لا يبرر غياب القادة العرب عن اجتماع القمة؛ لأن ذلك سيزيد من حدة الصراع والاختلاف بين العرب· واعتبر أن القمة تنعقد وسط أجواء مشحونة وتحديات عديدة يشهدها العالم العربي مما يتطلب تضافر الجهود وتوحيد الصفوف لمواجهة ما تتعرض له الأمة من مخاطر وأزمات في سبيل تحقيق تطلعات الشعوب، فالأزمة اللبنانية لازالت تراوح مكانها رغم تدخل العرب لحلها، والفلسطينيون منقسمون وتتهددهم المخاطر من كل جانب· لكن الناشطة الحقوقية مريم العياشي لم تكن متشائمة بخصوص الوضع العربي الراهن، وقالت: ''يأتي عقد هذه القمة بعد قمة الرياض الناجحة والتي منحت أملاً جديداً في إمكانية تغيير واقع العالم العربي وتحقيق إنجازات حقيقية لهذه الأمة''، وأضافت: ''صحيح أن قمة دمشق القادمة تنعقد في ظروف عربية غير مثالية، لكنها ليست استثناء، فهناك قمم سابقة عقدت في ظروف عربية صعبة وحساسة، ورغم أن هناك العديد من الملفات المختلف عليها بين العرب والتي تلقي بظلالها على قمة دمشق، إلا الرغبة في تحقيق إنجاز حقيقي سيتغلب على الخلافات الثنائية''· ورأت أن القمم العربية عادة ما تنعقد دون وجود كل الزعماء هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الضغوط الشعبية على الحكومات العربية للرد على العنف الدائر في قطاع غزة سيدفع أغلب القادة العرب إلى المشاركة حتى الذين يتهمون سوريا بعرقلة التسوية في لبنان· ورأى عزيز بن حمود (طالب جامعي) أن القمة لن تمثل شيئاً يذكر مهما كانت الشخصيات التي ستحضرها والقضايا التي ستناقشها مما يعكس حالة اللامبالاة السائدة في الشارع المغربي إزاء القمم العربية، وقال: ''القمم لا تزيد شيئاً، فهي تضع جدول أعمال القمة مهم يحلل الأزمات العربية وتخرج بقرارات وتوصيات لا تطبق، فتمضي كل دولة في مشروعها غير مبالية بالقرارات التي اتخذت في الاجتماعات العربية''· واعتبر أن الأحداث العربية اليوم أشد وطأة بسبب الخلافات العربية والأزمات التي تعصف بالمنطقة مثل الاعتداءات الإسرائيلية في قطاع غزة والأزمة اللبنانية والأوضاع في العراق، العربية التي وصلت العلاقات إلى حد القطيعة في بعض الأحيان، ولا بد بالتالي من إعادة ترتيب البيت العربي من خلال تفعيل التحاور وتأكيد دور الجامعة العربية والقمم العربية في هذا الخصوص· واعتبر أن نجاح القمة يرتبط بعقدها في مناخ صحي ومناقشة الأزمات المستعصية بجدية لإنقاذ العرب من التشرذم والفرقة والخروج بقرارات مصيرية تطبق على الواقع·
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©