الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الفلسطينيون والقمة: متفائل ومتشائم و متشائل

28 مارس 2008 00:48
تضاربت الآراء في الشارع الفلسطيني، حيال القمة العربية المقرر أن تبدأ أعمالها في دمشق غدا بين متفائل بالحد الأدنى، و''متشائل'' ومتشائم تماما· فالطامح يرجو ان يتغير الحال، في حين يبدي المتحفظ على التجارب السابقة تساؤلا ويبقي الباب مفتوحا لاحتمالات التغير، أما ''المتشائم'' فلا يرى أي إمكانية للتغيير· ويبدو ان التجارب السابقة للشارع الفلسطيني مع القمم العربية عموما أثمرت سلبا على قناعة المواطن بها· لكن في المقابل، يظهر جليا حديث الدبلوماسية لرجال السياسة حول القمة، وذات الأمر بالنسبة لما يعرف بالحالة ''المعارضة'' لنهج التسوية، وان جاء حديثهم أكثر جرأة· وفي الوقت الذي يتحفظ فيه بعض المثقفين على ما هو قائم عربيا مع تركهم مساحة من الأمل، يتحدث المواطن بكل صراحة متاحة في هذا الاستطلاع الذي اجرته ''الاتحاد''· رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات رأى ان المطلوب من القادة العرب ان يجمعوا على دعم المبادرة العربية للسلام والتمسك بها وبعملية السلام وان يقولوا لإسرائيل ''لا تطبيع او لقاءات دون ان يكون هناك تنفيذ للمبادرة''· واضاف ان المبادرة العربية رؤية استراتيجية وهامة تستند للشرعية الدولية والعيب ليس فيها وبعملية السلام، وانما كل العيب في ممارسات إسرائيل ومواقفها العدوانية، ونأمل أن يقف القادة العرب في مواجهة إسرائيل صفا واحدا ويقولوا ان المبادرة هي المفتاح لأي علاقات مع إسرائيل· وقال عريقات ''نأمل من صناع القرار العربي وقبل اتخاذهم لأي قرارات ان يبحثوا جيدا آليات تنفيذها، لقد أثبتت التجارب السابقة ان هناك العديد من القرارات التي اتخذت لم تر حيز النور، وأصبح ذلك واضحا للقاصي والداني والعالم يبحث عن المصالح، وعلى العرب وفق ذلك مخاطبة الغرب والولايات المتحدة بلغة المصالح التي تفهمها''· وطالب قمة دمشق بالسعي نحو رأب الصدع بين العرب وتوحيد الجهود وإنهاء حالة الانقسام، لما لذلك من أهمية في دعم القضايا العربية المختلفة وخاصة القضية الفلسطينية· وفي المقابل، قال خالد البطش، القيادي في حركة ''الجهاد الإسلامي'' ''ان القمة العربية مطالبة بأن ترتقي الى مستوى الحدث الفلسطيني، وذلك في ضوء التهديدات الإسرائيلية المستمرة على الشعب الفلسطيني وخاصة قطاع غزة، وأملنا كبير في الأشقاء العرب حيث تعقد القمة في عاصمة الممانعة العربية، ويواجه القادة أمام تهويد القدس والاستيطان في الضفة الغربية، والحصار في غزة· وأضاف ''نتطلع الى ان يسحب القادة العرب المبادرة العربية للسلام خوفا من ان تقدم غطاء لسياسات إسرائيل وعلى العرب ان يظهروا بالقوة الكافية، وان يستندوا الى تجارب المقاومة الناجحة في لبنان وفلسطين والعراق، التي أكدت على القدرة والممانعة والصمود في وجه المشروع الأميركي''· واضاف ''لقد استفادت إسرائيل من نتائج قمة بيروت التي اسماها العرب قمة السلام حيث اجتاحت الضفة الغربية بعد اقل من 48 ساعة على صدور المبادرة العربية''، وقال ''لا نريد قرارات كالسابق كونها كانت مخيبة للآمال، لكن إن اتفق العرب، وهذا مرجو فإنهم سيحولون دون عدوان جديد واسع على غزة''· وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت على أهمية تعزيز التضامن العربي وإنهاء حالة الانقسام الماثلة في الساحة العربية، وقال ان مجرد انعقاد القمة الدورية لهو مؤشر صحي لإنهاء حالة الانقسام والشعب الفلسطيني كما الشعب اللبناني والعراقي، يتطلعون الى جهود موحدة لمواجهة المخططات الأميركية والإسرائيلية في المنطقة· وأضاف ''نأمل من القادة العرب ان يخرجوا برؤية موحدة يتوجه بها للمجتمع الدولي ليتسنى الضغط على إسرائيل· واعتبر سميح شبيب المحلل السياسي المحاضر في جامعة بيرزيت ان قمة دمشق ذات أهمية خاصة، كون المكان يفرض أجندته، وقال ''الشعب الفلسطيني بحاجة لوقفة خاصة من القادة العرب وهذا مرجو الآن، في ظل التهديدات الإسرائيلية المستمرة والواسعة سواء في القدس او الضفة الغربية او قطاع غزة''· فيما قالت الناشطة خولة عليان ان التجارب السابقة للقمم العربية جاءت مخيبة للآمال، ولكن طالما ان القمة ستعقد في دمشق، لربما أخذت الأمور منحى آخر· مطالبة القادة العرب بوضع خلافاتهم جانبا والنهوض بالواقع العربي على المستويات كافة بما فيها تحسين أوضاع المرأة· وقالت الطالبة حليمة حسن، أخت أسير أمضى في سجون الاحتلال أكثر من 5 أعوام ''نريد من العرب وقفة حقيقية·· لا نريد شعارات وقرارات مكررة لا فائدة منها، المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس مهددة بالخطر، والأسرى في السجون الإسرائيلية يئنون تحت وطأة سياط الجلاد الصهيوني والقمة مطالبة بحل كافة مشاكل وهموم المواطن العربي، وإذا لم يكن كذلك فمن الأفضل لنا ولهم عدم عقدها وإشغالنا بما لا داعي له''·
المصدر: رام الله
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©