الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المشورة

المشورة
1 أكتوبر 2007 22:39
قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم (وشاورهم في الأمر)· واختلف أهل التأويل في أمره بالمشاورة مع ما أمده الله تعالى من التوفيق على ثلاثة أوجه، أحدها: أنه أمره بها في الحرب ليستقر له الرأي الصحيح فيعمل به· وهذا قول الحسن· ثانيها: أنه أمره بالمشاورة لما علم فيها من الفضل· وهذا قول الضحاك· ثالثها: أنه أمره بمشاورتهم ليستن به المسلمون وإن كان في غنية عن مشورتهم· وهذا قول سفيان· وقال ابن عيينة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أمراً شاور فيه الرجال، وكيف يحتاج الى مشاورة المخلوقين والخالق مدبر أمره، ولكنه تعليم منه، ليشاور الرجل الناس، وإن كان عالماً· وقال صلى الله عليه وسلم: ''ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار، ولا افتقر من اقتصد''· وقال أيضاً: ''من أعجب برأيه ضل، ومن استغنى بعقله زل''· وكان يقال: ما استنبط الصواب بمثل المشاورة· وقال حكيم: المشورة موكل بها التوفيق لصواب الرأي· وقال الحسن: الناس ثلاثة: فرجل رجل، ورجل نصف رجل، ولا رجل· فأما الرجل فهو ذو الرأي والمشورة· وأما الرجل الذي هو نصف رجل فالذي له رأي ولا يشاور· أما الرجل الذي ليس برجل فالذي ليس له رأي ولا يشاور· وقال المنصور لولده: خذ عني اثنتين: لا تقل في غير تفكير، ولا تعمل بغير تدبير· وقال الفضل: المشورة فيها بركة وإني لأستشير حتى هذه الحبشية الأعجمية· وقال أعرابي: لا مال أوفر من العقل، ولا فقر أعظم من الجهل، ولا ظهر أقوى من المشورة· وقيل: من بدأ بالاستخارة وثنى بالاستشارة فحقيق ألا يخيب رأيه· وقيل: الرأي السديد أحمى من البطل الشديد· قال أبو القاسم النهروندي: وما لف مطرور السنان مسدد يعارض يوم الروع رأياً مسددا وقال علي -رضي الله عنه: خاطر من استغنى برأيه· وسمع محمد بن داود وزير المأمون يردد قول القائل: إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي يترددا فأضاف إليه قوله: وإن كنت ذا عزم فأنفذه عاجلا فإن فساد العزم أن يتقيدا ولمحمد بن إدريس الطائي: ذهب الصواب برأيه فكأنما آراؤه اشتُقت من التأييـد فإذا دجا خطب تبلج رأيه صبحاً من التوفيق والتسديد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©