يسرا: أفجر قضية رأي عام من أجل المرأة

استطاعت يسرا أن تحفر اسمها في وجدان المشاهدين من خلال أعمال متميزة وأدوار عميقة وإحساس مرهف بكل القضايا، وتعود يسرا الى شاشة رمضان هذا العام من خلال مسلسل ''قضية رأي عام'' الذي يناقش ظاهرة الاغتصاب· ؟ماذا عن ''قضية رأي عام''؟ ؟؟المسلسل كتبه السيناريست محسن الجلاد ويشارك في بطولته رياض الخولي وسمير صبري وابراهيم يسري وسامي العدل ورجاء الجداوي وصفاء الطوخي ولقاء الخميسي وسامي مغاوري وأحمد فلوكس وإخراج محمد عزيزية وإنتاج العدل جروب، ويدور حول ارتفاع معدل جرائم اغتصاب السيدات والفتيات في الأعوام الأخيرة، ويدين أسلوب تعامل المجتمع مع المغتصبة فيظهرها في صورة المرأة السيئة السمعة لا الضحية· ؟وما الشخصية التي تقدمينها؟ ؟؟أجسد شخصية ''الدكتورة عبلة'' رئيسة قسم الأطفال بمستشفي قصر العيني التي تتعرض لحادث اغتصاب هي وطبيبة شابة وممرضة اثناء ذهابهن لإنقاذ مريض مما يسبب لها مشاكل نفسية خصوصا ان المحيطين بها تتغير نظرتهم إليها على أساس انها المذنبة، ويعاملونها على انها منحلة فتقرر الاهتمام بظاهرة الاغتصاب وعندما تطلع على الاحصائيات تكتشف أن 99 في المئة من حوادث الاغتصاب تتم تحت تأثير المخدر وأن 93 في المئة من المغتصبات لا يبلّغن عن هذه الجرائم خوفاً من الفضيحة· ؟هل المسلسل يلقي الضوء على هذه النوعية من القضايا؟ ؟؟المسلسل يناقش حادث اغتصاب ثلاث سيدات ونماذج مختلفة، حيث نرى ثلاثة نماذج للدكتورة عبلة وطبيبة امتياز وممرضة وكلهن تم اغتصابهن في يوم واحد وهن في مهمة عمل لإنقاذ مريض، والمغتصبون ابن وزير وزميله في المدرسة وميكانيكي ومن خلالهم نتعرف على تطورات ظاهرة الاغتصاب· ؟هل رسمت لشخصية د·عبلة صورة معينة في خيالك؟ ؟؟كانت أمامي صورة محددة وهي أنني لا أريد تقديم شخصية مثالية ورسمت صورة لشخصية سيدة عادية تختلط بالناس وهي مثقفة ومتفتحة في آرائها· ؟ما الرسالة التي تريدين توصيلها للمجتمع؟ ؟؟أدعو الى حق المرأة، والأنثى ليست عارا لمجرد انها أنثى، فهي الأم والأخت والزوجة والصديقة والمدرسة والمحامية وهي نصف المجتمع، وهناك أبحاث تقول إن الأنثى تعول أكثر من 35 في المئة من المجتمع المصري· سفيرة ؟أصبحت جريئة في أدوارك الآن ''قضية رأي عام'' وقبله فيلم ''ما تيجي نرقص''؟ ؟؟لابد أن أكون جريئة وأتناول مواضيع مختلفة، ولكي أكون مختلفة لابد أن يراني الناس في عمل غير متوقع ولا أحب أن أكون فنانة عادية بل أفكر في مواضيع تكسر التابوهات مثل قضية الختان، ولابد أن نناقش كل القضايا بحرية حتى نصل الى حلول ولو على المدى البعيد، وليس مهما أن نتفق أو نختلف في الحوار ولكن ليس من حق أحد أن يحجر على رأي الآخر· وتناولي في المسلسل لقضايا العنف ضد المرأة في نفس عام اختياري سفيرة لمكافحة العنف كان صدفة· ؟هل طالبت بتعديل السيناريو من أجل رؤيتك؟ ؟؟ليس تعديلاً، لكني أردت أن أضيف أشياء حقيقية رأيتها بعيني، وهناك طفلة لا حول لها ولا قوة تم اغتصابها من سبعة أشخاص، وهذا معناه أن هناك حالة من العنف في المجتمع والجريمة شكلها تغير والحوادث والاعتداءات والسرقات اصبحت في تكاثر· ؟منصبك كسفيرة للنوايا الحسنة أفادك كممثلة؟ ؟؟عرفت اشياء كثيرة في الحياة وسأستفيد منها في عملي كممثلة وأحاول أن أمد يد المساعدة في أي مجال· ؟ما الموقف الذي تقدم يسرا استقالتها من أجله؟ ؟؟ لست في منصب ولكنها مسؤولية حيث يواجه صاحبها صعابا ومشاكل وجمودا فكريا في بعض الأحيان ووجود الشخص داخل المنظومة هو الذي يحكم قدرته على الاستمرار فإذا شعرت في لحظة بأنني لا أستطيع تقديم الخدمات المطلوبة فسوف أستقيل· ؟هل من الممكن تناول هذه القضايا في السينما؟ ؟؟أكيد بعد فيلم ''يعقوبيان'' هناك أمل في السينما لأن هذه النقلة لم تحدث منذ سنوات طويلة والقضايا الجريئة موجودة في الفيديو بكثرة رغم أن الرقابة في التليفزيون قاسية أكثر من السينما· ؟لماذا لم تقدمي قضايا جريئة في السينما؟ ؟؟هناك طفرة في التليفزيون المصري في المواضيع وطريقة التقديم لأنهم أحسوا بخطر الفضائيات فكان لابد أن نناقش القضايا المهمة، ولولا هذه الطفرة التي حدثت لأصبحنا خارج المنافسة· ؟ فيلم ''ما تيجي نرقص'' جريء لكنه لم ينجح؟ ؟؟''ماتيجي نرقص'' ظلم في توقيت عرضه والرقص يساوي اليوجا أي انه علاج نفسي وهو تفريغ طاقة سلبية وبعد ممارستها تكون على استعداد لأن تتعامل مع الناس بشكل افضل وأول درس تعلمته في بداية حياتي الفنية حيث كانت عندي مدربة علمتني كيف اتخيل الحياة وأنا مغمضة العينين على المسرح ثم قالت لي: ما أفضل الالوان التي تريدينها الآن فقلت: لون البحر فتخيلته وبعد التمرين فوجئت بنشاطي زاد بصورة كبيرة جدا بعد ان حدث تفريغ للطاقة· ؟هل أنت راضية عن أعمالك؟ ؟؟راضية عن مجهودي بحلوه ونجاحه وفشله رغم أنني لم أر أي فشل وفيلم ''ما تيجي نرقص'' ليس فاشلاً لأنني أحببته وتحمست لموضوعه ومازلت أحب هذا العمل· ؟ هل تجلسين مع نفسك؟ ؟؟أحاول أن انفرد بنفسي كل يوم، وهذه اللحظات تريحني لأنني أكون صريحة جدا مع نفسي وعندما اجلس مع أمي أو زوجي اشعر بنفس الراحة بسبب حبي الكبير لهما وأنا معهما اشعر بأنني أتحدث مع نفسي· ؟تردد أنك ستقدمين مسرحية؟ ؟؟المسرح معروض عليّ لكني لن أقدم مسرحا الا مع عصام إمام لانه يعرف كيف يقدمني وكيف يصنع مسرحية جميلة ويجعل الناس يحبون المسرحية، والمشروع المسرحي بيني وبينه قائم لكن لم نتفق على موضوع محدد ولم نجر أي بروفات· الدراما المصرية المسلسل المصري لا يزال في الصدارة، لكن الأزمة أنه يتعامل بمنطق الصناعة التي تعتمد على الكم، ويعاني عيوب هذه الصناعة، فتجد أكثر من خمسين مسلسلا في العام الواحد لكن من بين هذه الأعمال تمتعك ثلاثة أو أربعة مسلسلات ولابد للمسلسل المصري أن يركز على الكيف، ويهتم بتطوير نفسه وأدواته وأفكاره، فهناك مط وإطالة، والصورة على الشاشة أحيانا فقيرة، وهناك استسهال في الإنتاج اعتمادا على أسماء النجوم·