الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحادث أفراد الأسرة على مائدة الطعام مفيد صحياً ونفسياً

تحادث أفراد الأسرة على مائدة الطعام مفيد صحياً ونفسياً
10 فبراير 2011 19:24
أبوظبي (الاتحاد) - تستفيد الأسر التي يتناول أفرادها وجبة العشاء مجتمعين على مائدة واحدة من فوائدها الغذائية والصحية، بل وحتى النفسية، أكثر من بكثير من غيرهم من الذين يتناولون وجباتهم فرادى. هذا ما وجدته دراسة حديثة نشرت في العدد الأخير من مجلة "تطور الطفل". فقد تبين لفريق الباحثين الذين أجروها أن التحادث والتواصل الشفاهي الجيد بين أفراد الأسرة الواحدة على مائدة الطعام له فوائد صحية جمة على الجميع، لا سيما الأطفال المصابين بالربو. وقام الباحثون بتصوير 200 أسرة وعائلة وهم يتناولون وجبة رئيسية مع أبناء مصابين بالربو تبلغ أعمارهم ما بين 5 و12 سنة، وذلك لمعرفة كيفية تمضية أفراد الأسرة الواحدة للوقت أثناء تناول الطعام. وقد وجدوا أن أغلب أفراد هذه الأسرة يقضون معظم أوقاتهم في البيت إما بالقيام بنشاط ما (التحدث بالهاتف المحمول أو التفرج على التلفزيون) أو التواصل والتحادث مع أحد الأقارب في البيت، من قبيل حديث الآباء مع أبنائهم ومتابعة ما يقومون به في البيت، وتبادلهم أطراف الحديث حول ما جرى من أحداث خلال النهار. وحسب تقييم الباحثين، فإن أكثر أنواع التواصل إيجابيةً وتأثيراً على أصحابها هي التي يشارك فيها أطفال يعانون من أعراض خفيفة من الربو، خاصةً منهم الذين يتمتعون بمستوى عيش عال والذين يتابعون نظاماً طبياً ثابتاً لعلاج حالاتهم أو أخذ الأدوية المناسبة للتكيف مع المرض وتخفيف وطأته. وقد تبين من هذه الدراسة أنه كلما كانت وسائل التسلية والإلهاء أكثر خلال وقت تناول الوجبات، ازدادت حدة الأعراض لدى مرضى الربو. وأشار الباحثون إلى أنه على الرغم من أن مدة جلوس أفراد الأسرة الواحدة مع بعض حول مائدة الطعام لا تتجاوز في معدلها 18,7 دقيقة، فإن هذه الاجتماعات العائلية السريعة ذات آثار إيجابية كبيرة على صحة الأطفال. وهذا ما يؤكده الباحثون في خلاصة بحثهم، إذ يقولون "لن يكون ممكناً بالطبع التواصل والتحادث بفعالية مع أفراد الأسرة حول ما جرى من أحداث خلال النهار إذا كان التلفزيون مستحوذاً على انتباههم أو كانوا مستغرقين في حديث مع صديق ما عبر الهاتف المحمول". ويضيفون "على مستوى أعراض الربو، يمثل التحادث أثناء تناول الوجبات جماعياً فرصةً هامة لمعاينة حالة مريض الربو من خلال معرفة عدد مرات سعاله وطريقة تنفسه ونوع الصعوبات التي يواجهها أثناء التنفس، والتحقق من ثم مما إذا كان يأخذ دواءه كل يوم وبانتظام أم لا". ووجد الباحثون أيضاً أن العوامل السوسيواقتصادية والديموغرافية ذات تأثير كبير على صحة الأطفال. فالعائلات والأسر التي يكون أربابها ذا مستوى تعليمي متدن يميلون إلى تناول وجبات أثقل، وهو ما يؤثر على نشاطهم فيكونون كسالى تواصلياً أو يكون تحادثهم مع بعضهم خفيفاً أو في حدوده الدنيا. باربارا فيسي، مديرة مركز الرعاية الأسرية بجامعة إلينوى، تسدي نصيحةً إلى أرباب الأسر والعائلات قائلةً "التحادث والتواصل أثناء الأكل هو أهم مكون من مكونات الوجبة وبهاراتها. فمعدل الوقت الذي تقضيه كل أسرة مجتمعة على المائدة هو 18 دقيقة، ويمكن تحقيق الكثير خلال هذه الدقائق وتوزيعها لتشمل التواصل الحركي والمعاينة السلوكية، والتواصل الإيجابي الفعال مع الأطفال الذين يجب أن يأخذوا نصيب الأسد من وقت الوجبة، فتحدث الأبوين إلى أطفالهما على المائدة يترك لدى الأطفال آثاراً صحيةً ونفسيةً في غاية الأهمية، فهو يشعرهم بأهميتهم ويُعزز ثقتهم بأنفسهم ويزودهم بطريقة غير مباشرة بالمهارات اللازمة لحل المشكلات ويقنعهم ودياً بضرورة الالتزام بتناول أدويتهم واستقبال اليوم التالي بانشراح وابتهاج". عن "لوس أنجلوس تايمز"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©