بدأ المستثمرون ينقبون عن آخر بيانات ماليات شركة “فيسبوك”، وبدأ المحللون والمستثمرون يتوقعون ويشيعون قيماً متفاوتة لقيمة “فيسبوك” السوقية تتراوح بين 50 مليار دولار و125 مليار دولار. وستمر بضعة أشهر قبل أن تحدد السوق سعراً نهائياً، غير أن مسألة التقييم أضحت بالفعل مادة شد وجذب بين سؤالين أساسيين هما: ما هو المعدل الذي تستطيع الشركة به مواصلة نموها؟ وهل في مقدور الشركة الاستفادة من نشاط الإعلانات على النحو الذي تخطط له؟
من جانبها، ترى شركة “فيسبوك”، المتمركزة في مينلو بارك بولاية كاليفورنيا، نفسها من خلال منظور متحفظ نسبياً وتربط قيمتها بسعر سهم معروض على موظفيها يبلغ 29,73 دولار ما يوصل إجمالي قيمتها إلى 74 مليار دولار على أساس أن إجمالي عدد أسهم الشركة يبلغ 2,5 مليار سهم. وكانت هذه الحسبة قد أجريت في فترة كانت سوق الأسهم تشهد فيها تراجعاً وتعاني فيها بعض أسهم الإنترنت من التقلب. ومنذئذ انتعشت أسهم “فيسبوك” قليلاً في الأسواق المالية الخاصة لتتداول بسعر 32 دولاراً إلى 33 دولاراً للسهم بحسب متداولي الأوراق المالية، ما يعني بلوغ قيمتها نحو 81 مليار دولار.
وتقول بعض المصادر إن 81 مليار دولار يشكل الحد الأدنى من قيمة “فيسبوك” المتوقعة التي سيبنى عليها الاكتتاب العم الأولي المنتظر، أما الحد الأقصى فإنه يبلغ في تقديرهم 100 مليار دولار. وتتوقف القيمة النهائية إلى حد كبير على قدرة “فيسبوك “على النمو. وبشكل عام، إن كانت شركة ما تنمو بمعدل أعلى من 50% في السنة فإن ذلك يعتبر نمواً سريعاً.
يذكر أن إيرادات “فيسبوك” زادت بنسبة 88% خلال 2011 وزاد صافي دخلها بنسبة 65% غير أن نمو “فيسبوك” تباطأ من 154% خلال 2009 إلى 2010 إلى 88% العام الماضي. كما تراجعت أرباح “فيسبوك” الفصلية خلال ربعين في 2011.
ويقول فرانسيس جاسكينز، رئيس “آي بي أو ديسكتوب دوت كوم” التي تحلل الاكتتابات العامة الأولية للمستثمرين، إنه لا يعتقد أن “فيسبوك” تساوي أكثر من 50 مليار دولار يعني 50 مثل أرباحها المعلنة لعام 2011 البالغة مليار دولار، أو أكثر من ثلاثة أمثال متوسط نسبة السعر إلى الأرباح في السوق”. يذكر أن أرباح “جوجل” تساوي 10 أمثال أرباح “فيسبوك” إلا أن قيمتها بسوق الأسهم تساوي 190 مليار دولار. وقال فرانسيس إن تقييم “فيسبوك” البالغ 100 مليار دولار يجعلنا نعتقد أنها تساوي 53% من شركة جوجل، رغم أن مبيعات “جوجل” وأرباحها تساوي 10 أمثال مبيعات “فيسبوك” وأرباحها.
ورغم أن محللين آخرين يقولون إن “جوجل” لا تنمو بالمعدل الذي نمت به في السنوات التي أعقبت اكتتابها العام الأولي الذي طرح خلال 2004، إلا أن فرانسيس يقول إنه لم ينبهر بنمو أرباح “فيسبوك” خلال السنة الماضي.
أما مارتن بيكونين، المحلل في “بنك ويدج بارتنرز” المتمركز في مدينة دينفر، فهو أكثر تفاؤلاً ويقول إن قيمة الشركة قد تتجاوز 100 مليار دولار.
ويقول إنه من الممكن أن تتداول “فيسبوك” بما يبلغ 15 إلى 18 مثل أرباحها المتوقعة للعام المقبل قبل حساب الفوائد ورسوم الضرائب وبعض الرسوم غير النقدية وهو مقياس تدفق نقدي، يسمى “ابيتدا. والذي يمكن أن يزيد دون مبالغة في رأيه من 2,1 مليار دولار عام 2011 إلى 4,5 مليار دولار عام 2013. وبالمقارنة، بحسب بيكومين تتداول الشركات المخضرمة بما يبلغ 10 أمثال أرباحها وفقاً لمقياس “ابيتدا”. ويقول بيكومين إن شركة “مايكروسوفت” تتداول بما يبلغ سبعة أمثال أرباحها بينما تتداول “جوجل” بما يبلغ 10 أمثال أرباحها وفقاً لمقياس “ابيتدا”. ورغم أن هذه الحسبة لا تؤدي إلا إلى قيمة 81 مليار دولار، غير أنه قد يكون في وسع “فيسبوك” أن تحرز نمواً أسرع في مجال الإعلانات وأن تبلغ 5,5 مليار دولار حسب مقياس “ابيتدا”، الأمر الذي يبرر معاملاً أكبر يصل إلى 20 مثل ما يعني بلوغ قيمتها 110 مليارات دولار.
غير أن من المحللين من يقول إن هناك عقبتين تقفان أمام نمو الإعلانات، تتمثل الأولى في أن 80% من مستخدمي “فيسبوك” موجودون خارج الولايات المتحدة حيث يكون العديد من أسواق الإعلانات أقل تقدماً. وتتمثل العقبة الثانية حسب رأي المحللين في أن الكثير من المستخدمين يستعملون أجهزة محمولة لا تستوعب الإعلانات بالقدر الذي تستوعبها شاشات أجهزة كمبيوتر المنازل.
أما كريج هوبر، المحلل المستقل الذي يتابع شركات الإعلام والإنترنت لحساب مكتب “هوبر ريسيرش بارتنرز” بولاية كونكنيكت، فيقول إنه لو حدث أن إيرادات “فيسبوك” التي زادت بنسبة 88% إلى 3,7 مليار دولار خلال 2011، ونمت بنسبة 50% سنوياً في السنتين اللاحقتين، فسوف تبلغ 8,3 مليار دولار خلال 2013. وهو يتوقع أن ذلك سيحقق لـ”فيسبوك” أرباحاً، وفق مقياس “ابيتدا”، تبلغ نحو 4,2 مليار دولار خلال 2013. ويضيف هوبر أنه متى تطرح “فيسبوك” في السوق، في مقدور المستثمرين أن يقدروا قيمة الشركة بنحو 30 مثل مستوى تدفقها النقدي لعام 2013 وهو ما يبلغ 125 مليار دولار.
نقلاً عن: «وول ستريت جورنال»
ترجمة: عماد الدين زكي
عدد اليوم
