الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دعم باكستان··· مسؤولية دولية

دعم باكستان··· مسؤولية دولية
20 ابريل 2009 03:00
يبدو أن تزايد القلق على الأوضاع في باكستان قد دفع بعض الدول إلى المساهمة المالية السخية لتفادي وقوع كارثة اقتصادية سياسية هناك· ففي قمة طوكيو المنعقدة يوم الجمعة الماضي، أبدت مجموعة من الدول الغنية تعهدها بتوفير ما قيمته 5,28 مليار دولار خلال العامين المقبلين لدعم اقتصاد وحكومة باكستان المهددين· فمن جانبها تبرعت الولايات المتحدة الأميركية مقدماً بمبلغ مليار دولار، بينما تسعى إلى تمرير قرار عبر الكونجرس، يسمح للحكومة بتقديم مبلغ سنوي قيمته 1,5 مليار دولار في شكل مساعدات تنموية لإسلام آباد، خلال السنوات الخمس المقبلة على أقل تقدير· وقد أثارت هذه الخطوات خلافاً حول الكيفية التي يمكن بها تحسين فعالية العون المقدم لباكستان، في مقابل مدى الإصلاح الاقتصادي والسياسي المتوقع من إسلام آباد تحقيقه لقاء العون الأجنبي· وفي حين يتحدث المسؤولون الباكستانيون عن خطط ''الإدارة الجزئية''، يطالب الخبراء الدوليون بإجراء حوار جدي في إسلام آباد، حول طرق مساءلة ومحاسبة المسؤولين· وحسب رأي ''آشلي تليس'' وهي محللة لشؤون جنوبي آسيا بمؤسسة كارنيجي الوقفية للسلام الدولي: ''أن الوقت قد مضى كثيراً على التفكير في وقف شيكات المساعدات المخصصة لباكستان، دون معرفة أوجه الصرف التي تنفق فيها تلك الأموال''· يذكر أن الولايات المتحدة وحدها ضخت نحو 11,2 مليار دولار في الخزانة الباكستانية خلال السنوات 2002-،2008 خصص ما يزيد على 8 مليارات منها للعون العسكري· ويرى بعض خبراء العون الأجنبي ومسؤولو ''مكتب المحاسبة العامة'' أن بعض تلك الأموال لا يزال يصعب جداً تعقب أوجه صرفه ومساءلة المسؤولين عنه في إسلام آباد· إلى ذلك تضيف ''كريستين فير'' الخبيرة الإقليمية بمؤسسة ''راند''، أن العائد من تلك المساعدات الأميركية لا يزال ضعيفاً جداً· غير أن ''كريستين'' تضع اللوم على كلا طرفي علاقة التعاون الأجنبي· ففي بعض الحالات كانت واشنطن تدرك من جانبها أنها تنفق أموالها على برامج ومشروعات مصيرها الفشل سلفاً· والسبب أن الهدف الرئيسي لتلك الأموال هو تقديم ''هبة استراتيجية'' تهدف إلى الفوز بنفوذ أميركي في إسلام آباد· و''سنظل نكذب على أنفسنا داخلياً هنا بشأن الأهداف الحقيقية لبرنامج العون المقدم إلى باكستان، إلى أن نوجه إلى أنفسنا السؤال: كيف لنا أن نحدد معايير للحكم على أداء الباكستانيين''؟ والسؤال هنا تطرحه ''آشلي'' المذكورة· ومع بدء استقطاب التبرعات والمنح مرة أخرى من أجل مساعدة باكستان، اتجهت الدول المانحة نفسها لإثارة المزيد من الأسئلة المعبرة عن تنامي القلق على مدى مسؤولية أداء النظام الاقتصادي والمالي الباكستاني· وبدلا من تخصيص الجزء الغالب من المساعدات الأميركية لباكستان للبرامج العسكرية مثلما حدث في الماضي، يوجه الكونجرس جهوده التشريعية هذه المرة، لتخصيص الجزء الغالب من المساعدات للبرامج التنموية المدنية· ويمضي الكونجرس نحو إصدار تشريعات تشمل الكثير من النصوص التي تلزم إسلام آباد بالتقيد بمعايير المساءلة والمحاسبة على إنفاق أموال العون الأميركي، إلى جانب مطالبة باكستان ببذل المزيد من الجهد في محاربة متطرفيها· كما طالب مسؤولو ما يقارب 30 دولة ومنظمة دولية، في قمة طوكيو الأخيرة، إسلام آباد بكبح جماح التمرد والعنف المنتشرين في بعض أنحاء البلاد· ومن ناحيته طمأن الرئيس الباكستاني آصف على زرداري القادة الدوليين على أن ما يطالبون به يمثل أولوية رئيسية لبلاده حيث قال: ''على رغم خسارتي لزوجتي وأم أبنائي جراء اغتيالها بأيدي المتطرفين، إلا أنني عقدت العزم على قبول تحدي مواجهتهم، وقيادة باكستان إلى بر الأمان من هذه المحنة· فإذا ما خسرنا نحن هذه المواجهة، فلاشك أنكم خاسرون، ذلك أن هزيمتنا نحن تعني هزيمة العالم بأسره''· غير أن من الملاحظ اعتراض عدد من كبار القادة الباكستانيين في وقت مبكر من الأسبوع الحالي، على المساعي الأولية لربط العون الأميركي لبلادهم، بإحراز تقدم في الحرب على المتمردين والمتطرفين· وقد حذّر رئيس الوزراء الباكستاني من ربط المساعدات هذه بأية ''شروط'' كانت· ومهما يكن فقد حذر عدد من الخبراء الباكستانيين -بمن فيهم الكاتب المعروف أحمد رشيد- من أن هناك شروطاً مشددة تضمّنها مشروع قانون العون الأميركي لباكستان المعروض حالياً أمام مجلس النواب -لاسيما تلك التي قصد منها رسم ما ينبغي أن تكون عليه السياسات الخارجية الباكستانية- يصعب على أي حكومة باكستانية كانت الالتزام بها· وينقسم المحللون فيما بينهم حول المدى الذي يمكن أن تواصل فيه واشنطن استخدام مساعداتها لإسلام آباد في توجيه سياسات هذه الأخيرة لخدمة الأهداف الأمنية الأميركية، بما في تلك الأهداف، قطع كافة العلاقات مع الجماعات المتطرفة· ومن هؤلاء ''قيصر بنجالي'' وهو محلل اقتصادي في مدينة كراتشي، الذي يقول: ''لست أدري إلى أي مدى تستطيع جزرات واشنطن المالية قطع هذه الصلات· إنني أشك كثيراً جداً في ذلك· وعلى خلافه تدعو الخبيرة ''كريستين فير'' للتفاوض مع إسلام آباد حول شروط المساعدات الخارجية التي تتلقاها· وترى أنه لابد من وضع إجراءات المساءلة وحفز باكستان على التصدي لمتطرفيها على الطاولة معاً· بن آرنولدي محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©