أسماء الله الحسنى (القوي المتين)

الله تعالى له القدرة المطلقة، إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل· وهذا ليس إلا له سبحانه وتعالى القوي المتين· ويقول د· محمد أبوليلة - الأستاذ بجامعة الأزهر: القوي المتين من أسماء الله تعالى -جل شأنه، وورد في الحديث النبوي الجامع لأسماء الله الحسنى وفي أكثر من آية قرآنية· والقوي المتين اسمان من الأسماء الجلالية لله تعالى والتي تشير الى معاني السلطان والعظمة والجبروت والقهر والغلبة والقوة، وجميعها تذكر لله تعالى على سبيل الإطلاق، فلا حدود لها ولا قيود عليها· وهما مشتقان من القوة والمتانة، والجمع بينهما فيه تأكيد؛ لأن لله -عز وجل- القوة المطلقة والمتانة المطلقة والقدرة المطلقة والتي بها يدبر الله أمر الكون وينظم حركاته وسكناته وظواهره، الجليل منها والدقيق· فالله تعالى هو وحده الذي خلق كل ما في الكون وبيده وحده الأمر كله، لا يشاركه في ملكه أحد ولا ينازعه فيه أحد، فلابد أن يكون قويا متينا قادرا على كل شيء؛ لأنه إله واحد وخالق واحد ومدبر واحد، وهذا كله ليس لأحد غير الله -سبحانه وتعالى- القوي المتين والذي لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء· فإذا أراد شيئا ما كبر أم صغر فإنه يقول له كن فيكون؛ لأن له القدرة المطلقة الشاملة لكل شيء والقوة الخارقة التي عجز الواصفون عن وصفها والمتانة المطلقة التي بها يخلق ما يشاء كيفما يشاء· ويضيف د·أبوليلة: والقوي يدل على القدرة التامة، والمتين يدل على شدة القوة، والجمع بين الاثنين يدل على العظمة اللامتناهية، فالله تعالى من حيث انه بالغ القدرة تامّها قوي، ومن حيث انه شديد القوة متين· وذلك كله يرجع الى عدة معان من أهمها القدرة، وكذلك معاني السلطان الأعظم والجبروت الأكبر والقهر الأجل والكبرياء المطلق والعزة السامية والجلال المحكم، وهي جميعها ليست إلا لله وحده على سبيل الإطلاق والانفراد، فالله القوي المتين انفرد بقوته وقدرته وسلطانه وتنزه عن كل مخلوق، فهو قدوس سبوح رب الناس والملائكة خالق الإنس والجن ومسيّر الكون بما فيه· ولكي نفهم معنى القوي المتين لابد من أن نفهم معنى القدرة وهي عبارة عن المعنى الذي به يوجد الشيء مقدرا بتقدير الارادة والعلم، فالله تعالى قوي متين قادر إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل·