الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خيام رمضان

30 سبتمبر 2007 23:32
صارت الخيام الرمضانية على مر السنين جزءا أو طقسا من شهر الصيام، تتساوى في ذلك الخيام الخاصة بتقديم إفطار الصائم التي تقيمها الهيئات الخيرية والمواطنون والمحسنون وتلك الخيام الرمضانية التي سميت بهذا الاسم ظلماً وبهتاناً والتي تقيمها الفنادق والمقاهي لتقديم ''الهشك بيشك'' والشيشة وجلسات السهر والأنس· كنت ترى هذه الخيام تنمو في شهر رمضان، حب الناس للخير يساهم في كثرة ونمو وازدهار تلك التي تقدم الإفطار للصائمين، لدرجة أنك ترى بعض المواطنين وقد نصبوا خياما صغيرة أحيانا بجانب منازلهم لتقديم الإفطار للصائمين، ومن ليس لديه خيمة ترى أمام منزله قبل الإفطار صفا طويلا من الفقراء وعابري السبيل يتناولون أوعية بها وجبات إفطار· ويساهم الجو المعتدل في السنوات الماضية وحب الناس للسهر والطعام والحلويات والشيشة في ازدهار تلك التي تقدم ''الهشك بيشك''·· لدرجة أننا نجد منافسة بين الفنادق في التباهي كل بخيمته التي تقدم الطرب الأصيل أو عازف العود الفلاني مع نادلات حسان يقدمن أفضل أنواع الشيشة وتشكيلات من المأكولات والحلويات الشرقية ''والبطيخية'' وذلك حتى موعد السحور· وطبعاً تفقد في هذه الساعات الليلية ما كسبته من أجر وثواب على صومك في الساعات النهارية، لما تراه من عجب· وكانت تلك الخيام بنوعيها الخيّر والشرير مرتعاً لمن هم على شاكلتي· لكن لا تعرف ماذا حدث هذا العام؟ أين هي الخيام؟ هل توقف الناس عن حب الخير والثواب فتوقفوا عن نصب الخيام؟ أم أن ارتفاع الأسعار وارتفاع الإيجارات وهبوط سوق الأسهم الدائم وتداعيات ذلك من تضخم ومن تدني الأجور أصبح لها أثر حتى على العبادة والبحث عن الثواب في الدنيا والآخرة·· وان الناس اتخذوا من قاعدة أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها منهجاً لحياتهم· أم أن للتأثيرات المناخية والانبعاثات الحرارية وعدم توقيع أميركا على اتفاقية كيوتو وذوبان الجليد في القطب المتجمد الشمالي وسوء الأحوال الجوية ودخول رمضان في الصيف، تأثيرات على قلة خيام السهر والشيشة هذا العام ؟ أمس ذهبت الى خيمة رمضانية في الفندق ربما هي الوحيدة في البلد -لست متأكدا- غير أن الجو كان حارا رطبا مشبعا بدخان ورائحة المعسل وخلطاته والدنيا زحمة وكأننا في مولد، كل ما في هذه الخيمة لا يبعث على البهجة أو السرور أو حتى إكمال الأمسية لأكثر من ساعة تجلسها واجماً متورطا نادما تتحين الفرصة لتترك المكان·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©