الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دعاة وتربويون يناشدون الشباب استثمار رمضان في العبادة والطاعة

دعاة وتربويون يناشدون الشباب استثمار رمضان في العبادة والطاعة
30 سبتمبر 2007 23:31
كثير من التفاصيل تحيط بليالي شهر رمضان الكريم في الفترة الممتدة من أذان المغرب إلى وقت الإمساك، مروراً بصلاة العشاء والتراويح وما يصاحبهما من ممارسات تتراوح بين النافع والضار، الأمر الذي يتناقض الكثيرون في تفسيره، بعضهم يرى فيه ''تسلية للصيام'' والبعض الآخر يتصوره ''مكافأة ما بعد الإفطار''· وعاماً بعد عام تضاف إلى قاموس عاداتنا ممارسات جديدة، بعضها يتخذ طريقه نحو الثبات والآخر لا يمكنه البقاء، فيصبح سلوكاً فردياً عابراً كما لمسنا في سنوات خلت من رمضان· المثير في رمضاننا الحالي أن ترتدي عادة قديمة زياً جديداً·· تخرج به من القاعات المغلقة داخل البيوت والمقاهي لتمارس في الساحات والمتنزهات العامة في دبي، إنها عادة لعب ''الورق''· جولة واحدة في شوارع دبي تطلعنا على مدى انتشار الظاهرة، مما يثير التساؤلات حول دوافع الناس لممارسة تلك اللعبة علناً، ما يجرنا بالتالي إلى الوسائل المثلى لقضاء نهار وليالي شهر رمضان· ''الاتحاد'' التقت عدداً من الشباب، كما استطلعت آراء المتخصصين حول الظاهرة· يقول أحمد سعدة -يعمل في شركة خاصة بدبي: إن الكثير من الشباب يمارسون تلك اللعبة بدافع التسلية، حيث إنه لا يرى في تلك اللعبة أو غيرها من الألعاب أمراً غريباً، خصوصا أنها تتمتع بشهرة واسعة في المجتمعات العربية· ويعتقد أن ممارسة تلك اللعبة على أرصفة الشوارع، لا تختلف كثيرا عن لجوء الشباب إلى ممارسة رياضة كرة القدم أو غيرها من الألعاب التي تشهد ليالي الشهر الكريم إقبالا شديدا على ممارستها، مشيراً إلى أن دبي تشهد تنظيم العديد من الدورات الرمضانية الليلية والتي تعد من العادات الثابتة لدى الشباب خلال الشهر الكريم، حيث حاولت الاشتراك في عدد من الدورات الرمضانية دون أن أتمكن لأنها ''كاملة العدد''· وخلافاً لذلك، يرى محمد شوقي -يعمل في شركة تمويل عقاري بدبي- أنه لا أحد ينكر وجود ممارسات غير مرغوب فيها خلال الشهر الكريم، ولكن تلك الممارسات مجرد استثناءات تؤكد أن شهر رمضان هو بحق شهر العبادة والبحث عن رحمة الله· ويرى شوقي أن التنوع شعار هذه الممارسات، حيث تتعدد أشكالها، فهناك من يرتاد المقاهي والخيم الرمضانية وغيرها من الأماكن التي لا تلقى قبولاً من جانب الغالبية، على الرغم من أنها تحظى برواج واسع لدى شريحة كبيرة من الشباب· حرق الأوقات تلك الممارسات أثارت الحاجة إلى تحديد الوسائل المثلى لقضاء نهار وليل شهر رمضان، وفي هذا السياق شدّد الداعية الإسلامي خالد المصلح -الذي يشارك حاليا في فعاليات الملتقى الرمضاني السادس الذي تنظمه دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي- على أن العبادة المفروضة هي أفضل الوسائل لقضاء نهار الشهر الكريم، داعياً الشباب إلى عدم التقصير في تحقيق معاني الإيمان والاحتساب في الصيام· وانتقد الشيخ المصلح الممارسات الخاطئة التي يقوم بها بعض الشباب خلال الشهر الكريم مثل قضاء الساعات في المقاهي ينفثون أدخنة ''الشيشة'' التي صارت تملأ الأجواء، وتعكر صفو رمضان، أو السهر في متابعة الفضائيات والبرامج المضيعة للوقت، مؤكداً أنه لا يجوز حرق الوقت في غير المفيد، وأنه من الخسارة أن توزع الجوائز الربانية خلال الشهر الكريم والإنسان مشغول عنها بلهو· وعدّد الوسائل المثلى لقضاء ليل رمضان بقيام الليل وقراءة القرآن الكريم ، لما فيه من علم وتهذيب لأخلاق الإنسان المؤمن· وأوضح المصلح أن تلك الحقبة التاريخية التي نعيشها تشهد انصراف البعض عن الطاعة، مؤكداً أن الأمة ورغم ذلك لا تزال فيها بقايا الخير والإقبال على الله· وفي الوقت الذي أرجع فيه البعض وجود ممارسات خاطئة لدى الشباب خلال الشهر الكريم إلى حالة الفراغ الاجتماعي التي يعيشونها، نبه الشيخ المصلح إلى أن الأسرة تلعب دورا مهما ورئيسيا في تربية النشء، وهذا لا يعني الاستغناء عن الجهات التربوية الأخرى في إصلاح أحوال شباب الأمة من الذكور والإناث· ودعا إلى تفعيل دور الأسرة، حيث يرى أن دورها قد ضعف في ظل تخلي الكثير من أولياء الأمور عن إصلاح أبنائهم، موكلين هذه المهام إلى الإعلام الذي لا يمكننا إنكار دوره، ولكن يبقى دور الأسرة هو الأهم· وقال: لابد أن نقترب من الشباب، فلا يقتصر التوجيه على دعوتهم لحضور محاضرة دينية، وإنما لابد من المبادرة بالذهاب إليهم بوسائل محببة إليهم من غير إزعاج، وهذا أمر له تأثير بالغ في الإصلاح· شهر التغيير بدوره يؤكد الداعية عبدالله الكمالي أن شهر رمضان شهر التغيير، فالمسلم بالفعل يشعر بتغير كبير، ويمر الشهر عليه وهو في راحة وطمأنينة وسعادة، لافتاً إلى أن السؤال المهم الذي ينبغي علينا أن نفكر فيه هو كيف نحافظ على هذه السعادة وكيف تستمر؟ ويجيب الشيخ الكمالي: ''لا بد أن نستقبل رمضان بالهمة العالية والعزيمة الصادقة على التغيير، فلا يخلو الإنسان من خطأ ونقص''· وحول الممارسات الخاطئة التي قد يقبل عليها الشباب عند التعامل مع التقنية خلال رمضان قال الكمالي: إن الوسائل التقنية الجديدة من الممكن أن تستغل أفضل استغلال في التزود من المعرفة، فمن الممكن نقل الدروس والمحاضرات والندوات إلى شتى بقاع العالم عن طريق هذه التقنية التي أنعم الله علينا بها، مشيراً إلى أن هناك بعض أهل الاختصاص ممن يعقدون دورات عن كيفية خدمة الإسلام عن طريق هذه التقنية، داعياً الشباب إلى أن تكون لديهم الحصيلة الإيمانية التي تقيهم من الشرور التي توجد عند بعض من يسيئون استخدام هذه التقنيات· فعاليات مدرسية من جانبه يؤكد خالد الهاشمي معلم تربية إسلامية في مدرسة عمر بن الخطاب النموذجية- أن الشهر الكريم يعد فرصة كبيرة للاستثمار، فهو عبارة عن جائزة كبيرة من رب العالمين، داعياً الشباب إلى الالتفات إلى جوائز وهدايا ذلك الشهر العظيم، وأن ينظروا إليه على أنه آخر رمضان في حياتهم· ونصح الهاشمي الشباب بالابتعاد عن كل ما يخدش الصيام من مناظر محرمة، ويضيع على الناس هذه الفرصة العظيمة في رمضان، مشيراً إلى أن المدارس ومن خلال فعالياتها تلعب دورا كبيرا في تحقيق الاستغلال الأمثل للشهر الكريم، حيث تحرص مدرسة عمر بن الخطاب النموذجية في تجربة يرى خالد ضرورة تعميمها على كافة مدارس الدولة على تخصيص حصة دراسية رسمية مدتها 15 دقيقة لختم القرآن الكريم، وهي بديلة عن حصة المهارات التي يتضمنها الجدول الدراسي قبل بداية الشهر الكريم· وتابع الهاشمي: يكمل الطالب ختم القرآن في المنزل تحت إشراف ولي الأمر الذي يكون مسئولاً عن اتباع برنامج محدد في الختم، وما أن ينتهي الطالب من ختم القرآن مرة وربما مرتين يقوم ولي الأمر بالتوقيع على استمارة مسابقة تنظمها المدرسة لخاتمي القرآن من الطلاب· توعية دينية بأسلوب عصري دعا الداعية الإسلامي الشيخ خالد المصلح أولياء الأمور إلى مباشرة أدوارهم في التوعية الدينية والحياتية بأسلوب عصري يراعي النفسيات ويمد جسور الود والمحبة، بعيداً عن سياسة الترهيب والمنع غير الفاعلة في هذا الصدد· وقال: نحن بحاجة إلى تفعيل الأدوات الأخرى في التوجيه والتربية من المؤسسات الدينية التربوية· وحول الإشكاليات المحيطة بتجديد الخطاب الديني، لفت المصلح إلى أنه وعلى الرغم من كون عمليات التجديد ضرورية، إلا أنه تم استخدام مصطلح تجديد الخطاب الديني في التساهل في كثير من الأمور الدينية الثابتة، موضحاً أن التجديد يجب أن يكون في ''وسيلة العرض'' وليس في ''المضمون''· وأشاد بجهود الدعاة الشباب والمؤسسات لتجديد الخطاب الديني، داعياً إلى بذل المزيد من الجهد المؤسسي المنظم خلال المرحلة المقبلة، مع الابتعاد عن العمل الفردي في التجديد·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©