الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

هذا الدوري مختلف

هذا الدوري مختلف
30 سبتمبر 2007 23:18
الدوري يبدأ قوياً مثيراً·· ربما يكون ذلك كان متوقعاً ولكن ليس على هذا النحو· لا تجد صعوبة في أن تكتشف أن ما أمامك ليس دوري هواة·· بل هو دوري للمحترفين ومن باب واسع· على ما يبدو أن دوري المحترفين غافلنا واختصر الزمن وبدأ هذا الموسم بدلاً من الموسم القادم· ماذا تبقى من المشهد سوى انتقال السلطة من اتحاد الكرة إلى الرابطة وبعض الإجراءات الأخرى اللازمة لهذا الكيان الجديد من خارج الملعب وليس من داخله· اذن نحن أمام دوري للمحترفين بغض النظر عن البداية الرسمية من عدمها· نعيش الحالة بالفعل والبركة كل البركة في حركة الانتقالات الواسعة·· وفي تقديري أن حركة التنقلات هذه هي نجم الموسم بلا منازع ونجم الأسبوع الأول وملحه وسكره· في كل فريق من الفرق تجد نخبة من اللاعبين المنتقلين الذين يمارسون أدوارهم بكفاءة في الملعب، كان هؤلاء قبل ذلك مهددون بالانقراض والاعتزال من كثرة جلوسهم على الدكة أو جلوسهم في البيت· الانتقالات أعطت الحياة لنخبة كبيرة من اللاعبين التي ظنت نفسها قد ماتت· الأمثلة هائلة على نجاح فكرة الانتقالات والنجاح يحصده دوري الإمارات وكرة الإمارات على وجه العموم· ودلائل الاحتراف لم تكن فقط بين اللاعبين المواطنين المنتقلين بل في ملاعب الأجنبي الثالث· وعلى الرغم من أن اللاعب الثالث قد حجب فرصة فعلية عن لاعب محلي إلا انه أعطى للمنافسة ثقلا ملحوظا·· فثلاثة لاعبين بكل فريق ليس بالأمر الهين·· وأعتقد أن هذا الثالوث لو أُحسن اختياره من الممكن أن يأتي ببطولة حتى ولو لناد مغمور! كل الطرق تؤدي الى الاحتراف إذن·· وهذا الموسم إذا لم يكن رسمياً هو موسم الاحتراف·· فسوف نعتبره بروفة حقيقية لما هو قادم في العام القادم بإذن الله· كل المباريات كانت المنافسة فيها شديدة حتى الفريق الذي خسر بأكبر هزيمة كان في فترات كثيرة ندا لمن فاز عليه وأعني فريق الظفرة الذي خسر من العين بأربعة أهداف مقابل هدف·· ويلعب بمجموعة من لاعبي الوحدة والعين المنتقلين اليه· ولولا اندفاع فريق الظفرة ومغامرته·· ولولا الحسابات العيناوية الجديدة التي لا تسمح بحدوث مفاجآت لكانت النتيجة غير ذلك· قوة المنافسة لم تسفر عن حالات تعادل بل انتهت كل المباريات بالفوز وبأهداف غزيرة بلغت 17 هدفا من اصل 5 مباريات حيث تأجلت مباراة واحدة للوحدة والامارات لانشغال الوحدة في الآسيوية· كان الشعب قد حقق الفوز الأصعب والأغلى من ملعب الأهلي بهدفين مقابل هدف·· وكان الجزيرة قد حقق فوزا مسموعا على البطل الوصلاوي بهدفين مقابل هدف·· وكان الشارقة قد عاد من ملعب النصر بهدفين ايضا مقابل هدف وهو من نوعية فوز الشعب والجزيرة·· بينما خسر حتا من الشباب بالثلاثة في ملعب العين نظرا لوجود إصلاحات بنادي حتا· فريقان إذن فازا على ملعبيهما·· بينما خسر ثلاثة·· أي ان مسألة الأرض التي تلعب لمصلحة فريقها اصبحت شيئا من الماضي· الصدارة للعين بفارق الأهداف وهي صدارة تعني الكثير للفريق العيناوي في ظل مقارنة بوضع غير طبيعي في الموسم الماضي·· والصدارة تستمر لمدة شهر كامل اذا اضفنا فترة التوقف التي تصل الى 23 يوما· لكن ما لفت انتباهي هذا الضجيج الذي احدثه البعض لهذا الفوز ولهذه الصدارة·· وفي اعتقادي أن هذه ''الزفة'' ليست في مصلحة العين ولن تكون· العين نعم في الصدارة ونعم فاز بالأربعة وسجل لاعبه المحترف عثمان جالو هاتريك·· لكن مازال الوقت مبكرا على احكام أخرى مثل عودة الزعيم، الزعيم لم يعد بعد·· ورغم ان الفوز مؤشر طيب في البداية إلا أن الزعامة في حاجة لاختبار قوة مع كل التقدير لفريق الظفرة· العقاب··! الشعب هو نجم الأسبوع الأول لأنه حقق الفوز الأصعب· ولأنه تجاوز على وجه السرعة مباراة الانكسار في أول مشهد إماراتي بالبطولة العربية للأندية حينما خسر بملعبه من الفيصلي الأردني بهدفين وظهر كمن لا حول له ولا قوة· في مباراة الأهلي انعكس المشهد ويبدو أن اللاعبين كانوا يعيشون حالة عالية من الإصرار على هزيمة الأهلي كنوع من العقاب لمدربهم السابق الزواوي الذي تركهم وذهب الى حيث الصيت والغنى وهذا حقه ولا خلاف· وحتى تكتمل دراما الموقف الصعب الذي عاشه الكابتن الزواوي الخلوق عندما وضعته الأقدار ما بين مطرقة ناديه الحالي وسندان ناديه السابق في أول مباراة بالدوري·· إذا بالشعب ينطلق من أسره ويلعب ويتألق ويسجل أولاً بمعرفة نجمه الايراني سامرا ثم يتعادل الأهلي بمعرفة أحد نجومه الصاعدين عادل صقر لكن الشعب الذي صمم على العقاب عاد مرة أخرى عن طريق نجمه الايراني الجديد بديل كاظميان اسمه معدنش·· هذا المعدنش القوي سجل هدف الفوز الجميل بتمريرة سامرا من المتألق سيف محمد· عبثاً حاول الأهلي إدراك التعادل فلم يكن في حالة تعينه على ذلك·· ولم يكن منافسه عنده النية للتفريط·· فالرغبة في العقاب ولا نقول الانتقام كانت جارفة وظهرت كل المأساة على ملامح المدرب الزواوي خلال المباراة ومن خلال كلماته في المؤتمر الصحفي· المشهد الممتع في الأسبوع الأول الطائر كوكو! كان أكثر مشاهد الجولة الأولى إمتاعاً· إنه أحد الحلقات في سلسلة الجزيرة·· سلسلة الصفقات الجزراوية ذائعة الصيت·· هذه الصفقات التي ترتفع بالذوق الكروي بدلاً من افساده كما يفعل آخرون· فيليب كوكو اللاعب الهولندي الدولي المخضرم والذي لايزال قادراً على العطاء بخفة الطيور·· وإلا بماذا تفسر هذا الهدف الطائر الصعب الذي لا يقوى عليه سوى الشباب ومن المبدعين والموهوبين· ضربة مزدوجة خلفية فعلها بطريقة رشيقة وسريعة ودقيقة في آن واحد فكانت أجمل أهداف الجولة الأولى على الاطلاق·· وربما تكون أجمل أهداف موسم بأكمله· فيليب كوكو أكد الفوز الجزراوي وأكد الخسارة الوصلاوية رغم هدف نجمه أندريه دياز البرازيلي في الدقيقة الأخيرة ليضيق النتيجة الى 2/·1 هو هدف مزدوج إذن ضمن الفوز لفريقه الجزراوي من ناحية وأمتعنا به من ناحية ثانية لدرجة أن هذا الهدف أعطى مذاقاً وحلاوة للجولة الأولى من المسابقة· وكوكو الذي يقف عمره عند منتصف الثلاثينات أحد أشهر اللاعبين الدوليين الهولنديين حيث شارك في 101 مباراة·· وبالطبع لا أحد ينسى فترته الخصبة مع برشلونة الإسباني الشهير· لا يعرف سوى لغة الأهداف البرازيلي الأخرس! إذا كان الوصلاوية لم يشعروا بالندم·· فلقد شعرنا نحن بالنيابة عنهم· وإذا كان الوصلاوية نادمين على التفريط في البرازيلي أندرسون فإن الشرقاوية سعداء باختيارهم وبعودة مهاجمهم إلى صفوفهم مرة أخرى· أندرسون البرازيلي الأخرس·· الذي يعتبر أقل اللاعبين الأجانب تجاوباً مع أي لغة أخرى·· فقد ظل ومايزال لا يجيد سوى لغة بلاده البرازيل·· اللهم إلا بعض الكلمات النادرة التي اكتسبها الآن من العربية أو الإنجليزية· ورغم انه لا ينطق ولا يتحدث إلا أنه أكثر لاعب محترف أجنبي يجيد لغة التسجيل·· فهو عاشق للشباك· اعتلى عرش هدافي الدوري مناصفة مع سامرا الشعباوي في الموسم الماضي برصيد 18 هدفاً·· وهذا العام ومن البداية أمسك بالخيط عندما سجل هدفان لفريقه في أول مباراة أمام النصر في عقر داره وكاد أن ينفرد بهما بصدارة الهدافين ومن الأسبوع الأول لولا أن الهداف الجامبي لفريق العين عثمان جالو كان له رأي آخر بتسجيله الهاتريك في مرمى الظفرة وانفراده بلقب هداف المسابقة في أسبوعها الأول· وأندرسون يملك مميزات كثيرة ليست في الكثيرين غيره فهو لاعب خلوق على المستوى الإنساني·· وتشعر انه انسان جاد هكذا يقول في الملعب اضافة الى صفات أخرى فنية مثل القدرة الغريبة على انتهاز الفرص الصعبة من خلال حاسة تهديفية على أعلى مستوى·· كما انه لاعب قوي البنيان·· وهي القوة البدنية التي يجيد استخدامها في عملية التهديف· انه مكسب للشارقة·· وخسارة للوصل· الحكومة لا تلعب الكرة·· وريال مدريد لا يلبس البشت !! من حقك أن تتطلع لأن تكون ريال مدريد·· هذا النادي الاسباني الأشهر على مستوى العالم وحصالة النجوم المدهشين· وعليك وانت تفعل ذلك أن تدرك واقعك أولا وانت تعمل على تغييره بشكل صحيح وبصبر طويل·· والتغيير هنا يمس المضمون ولا يذهب كثيرا الى الشكل! قالوا عن الأهلي ''الدبوي'' إنه فريق الحكومة·· رغم أن الحكومة بالطبع لا تلعب الكرة·· الحكومة يا سادة توفر الدعم من رجال ومال ثم تنتظر· وقالوا عنه فريق الأحلام·· بعد أن تكدست أروقته فجأة بكل ما لذ وطاب من نجوم أجانب ونجوم محليين منتقلين من هنا وهناك·· لدرجة أن لكل لاعب من أصل الأهلي جاءه لاعب من أصل آخر· وقالوا ريال مدريد الإماراتي·· وقلنا لا بأس·· لماذا لا·· هم بشر ونحن بشر·· هذا يسعدنا· لكنهم نسوا أن ريال مدريد لا يلبس البشت· نجوم النادي الأهلي ''الأشاوش'' نزلوا الملعب في افتتاح الدوري وهم يلبسون ''البشوت''، لم يدر في أذهانهم للحظة انهم من الممكن أن يخسروا أمام الشعب المكافح المهزوم في استهلال البطولة العربية من الفيصلي الأردني· ولأن كرة القدم لا يأتي الفوز فيها بقرار·· ولأن كرة القدم لا تعرف الألقاب·· نعم لا تعرف الأحلام ولا الكوابيس·· ولا حتى ريال مدريد·· لأنها باختصار لا تعرف سوى لغة واحدة·· هي لغة القدرة على الانتصار·· وهذه القدرة ترتبط دوما بالعمل الجاد ولا غيره· الأهلي أصابته حالة من الانتفاخ قبل أن يبدأ البطولة ''وكالبالون ينتفخون ينتفخون ما شعروا بأن الحجم لو يزداد فالبالون ينفجر!!''· جاءني احساس قبل أن تبدأ البطولة بأن الأهلي الذمي تحول من لقب الشياطين إلى لقب الفرسان بقرار لن يفوز على الأقل في مباراته الأولى منذ يوم ''استعراض القوة'' الذي تباهى فيه الأهلي بنجومه الأجانب المحترفين كما لم يفعل فريق آخر في الإمارات من قبل·· ويومها قال المطبلون على اختلاف أنواعهم انه مشهد حضاري يفوق المشاهد الحضارية في الملاعب الأوروبية ومن بينها ريال مدريد نفسه· تملكني شعور بأن الخيلاء لا تصنع الانتصار· والفوز بالبطولات لا يأتي بتكدس النجوم احيانا·· بل غالبا ما يكون نقطة سلبية دون أن يشعروا· عموما هي مباراة خسرها الأهلي قبل أن يبدأ وابدا ليس السبب في غياب بعض النجوم·· أليس البقية بالمفهوم الأهلاوي هم نجوم ايضا· لم أشعر بارتياح لحديث المدرب الزواوي وهو يسوق الحجج والاعذار في المؤتمر الصحفي·· بخاصة في رمي الكرة إلى مرمى اتحاد الكرة·· علمتنا الحياة أن المساواة في الظلم عدل·· فقرارات اتحاد الكرة سواء كانت صائبة أو غير ذلك لا تسري على الأهلي وحده·· بل سرت على الجميع· الأهلي في حاجة لأن يخلع البشت كشرط أول إذا أراد أن يعود!! تفاصيل صغيرة الجولة الأولى الأهلي - الشعب 1/2 الجزيرة - الوصل 2/1 حتا - الشباب صفر/3 العين - الظفرة 4/1 النصر - الشارقة 1/2 مجموع الأهداف 17 هدفاً وهي نسبة مرتفعة قياسا لأول أسبوع· خسر الأهلي والنصر وحتا ''الذي اختار ملعب العين نظراً لعدم انتهاء ملعبه'' خسروا على ملاعبهم· وفاز الجزيرة والعين فقط على ملعبيهما· سجل (4) مواطنين من أصل 17 هدفا وهم عادل صقر للأهلي وعلي محمد راشد للشباب وناصر خميس للعين ودرويش أحمد للنصر· سجل عثمان جالو العيناوي الهاتريك وتصدر بثلاثة اهداف ومن بعده اندرسون الشرقاوي برصيد هدفين وهدف واحد لكل من علي سامرا ومعدنجي وكوكو وكالو واندريا واكبر بور وايمان مبعلي وكاظميان· حقق الشباب فوزا سهلا على حتا لكنه ينذر بفريق قوي ومن الممكن جدا ان يكون أحد المنافسين على لقب هذا الموسم وإن كانت الأحكام القاطعة لن تأتي إلا بعد أسابيع طويلة· بداية قوية أيضا للشارقة الذي تمكن من الفوز على النصر بملعبه وتمكن من الحفاظ على الفوز في ظروف صعبة وذلك يحسب لهم· النصر يملك فريقا قويا لكنه يفتقد التنظيم·· والفارق بينه وبين الشارقة هو اندرسون الهداف الذي استغل الفرصتين وسجل·· بينما ضاعت فرص هائلة من النصر لعدم وجود حاسة التهديف حتى عند الأجانب الثلاثة في المباراة الأولى على الأقل· شكل المسابقة يقول ان دائرة المنافسة سوف تتسع لأكثر من 5 فرق من بينها بالطبع الوحدة الذي لم يبدأ بعد بسبب مشواره الآسيوي والعين والجزيرة والوصل والأهلي والشباب·· وهناك أيضا فرق أخرى لديها فرصة المنافسة أمثال الشارقة والشعب والنصر· بقايا الوحدة والعين تشكل منهم فريق قوي هو الظفرة·· أعتقد أنه لن يكون سهلا رغم خسارته القاسية بالأربعة في بداية المشوار·· البقايا إذن شكلت فريقا لن يكون سهلا·· شكرا للانتقالات· لحظة مجنونة جداً·· هيستريا بالطول والعرض لماذا··؟ أحيانا تأتي لحظة مجنونة· هذه اللحظة تأتي حتى للعاقلين وتصيب حتى الحكماء· أنا لا أبرر هنا سلوك الحارس الدولي الكبير ماجد ناصر، لكنها تحدث· وعندما تحدث فلا مفر من العقاب·· وتكون التبريرات أشبه بطواحين الهواء· ماجد ناصر يعتذر·· يهدأ·· بعد الثورة وحالة الهيستريا التي استبدت به بطول الملعب وعرضه أمام الجزيرة وقبل نصف ساعة من انتهاء المباراة· هذه اللحظة المجنونة أنهت المباراة لحظة حدوثها·· وكان لا يمكن أن لا يدفع الوصل ثمنها·· حتى لو كان سجل وكان بالفعل على وشك ذلك لأن مستواه تحسن بعد الهيستريا·· أقول حتى لو كان قد سجل ما كان له أن يفوز في نهاية الأمر· في تقديري أن هذه اللحظة التي أصابت الحارس لاعتراضه على قرار تحكيمي اتخذه بالعقل الحكم المتألق الواعد خالد الدوخي عندما قرر إعادة ضربة الجزاء التي صدها ماجد أولاً ثم عاد وفشل فيها ثانيا بفعل دهاء المهاجم الجزراوي كالو·· هذه اللحظة التي فَقَدَ فيها ماجد صوابه وتوجه نحو حامل الراية سعيد الحوطي الذي كان أكثر من رائع وساهم في تألق الدوخي·· هذه اللحظة كانت شديدة الغرابة·· فالحارس - ورغم محاولة الحكم اعتراضه حتى لا يصل إلى مساعده - أصر على الذهاب ومد بالفعل يده مشتبكاً بها مع مساعد الحكم·· واستمرت الهيستريا بعد قرار الطرد الصحيح·· ونال كل من قابل ماجد نصيبا من الدفع حتى مديره اسماعيل راشد لم يسلم من الغضب العنيف· هذه الحالة التي أصابت الحارس العاقل عكست الحالة التي كان عليها فريق الوصل بأكمله الذي كان لا يرضى بالهزيمة لأنه البطل· كان ماجد ينوب عن كل لاعبي الوصل المضغوطين جدا من داخلهم·· لعله درس بليغ في بداية المشوار· هاتريك في الزمن الصعب جالو وجالو وجالو ! عثمان جالو·· ولست أدري ''من وين جالو''··! حكاية عثمان جالو الذي سجل هاتريك في زمن الدوري الصعب وفي افتتاح الموسم الكروي معطياً أسبقية حلوة لفريق العين حينما وضعه هذا الهاتريك الملفت في صدارة الدوري فأمسك به العين من البداية ومن يدري هل سينزل من على هذه الصدارة أم لا! عثمان ''جالو'' من جامبيا· والقصة تعود لعام 2005 حيث كانت بطولة العالم للناشئين تحت 17 سنة في البيرو وكانت عيون العين هناك تراقب·· ولما كان عثمان الذي يبلغ من العمر الآن 22 سنة فقط من النوع الواعد حيث هو من نوعية المهاجمين بالفطرة·· فلم يتردد العين في إحضاره وشرائه لكي يشارك مع فريق الرديف·· ثم أعاره العين لفريق الرجاء البيضاوي لكي يحصل على المزيد من الخبرة·· ولعب هناك موسماً كاملاً·· وعندما احتاجه العين كبديل لأحد المحترفين وجده على الفور نظرا للعلاقات الحميمة التي تربط العيناوية بالرجاء البيضاوي وغيره من الفرق المغربية· وجالو شارك في كأس العالم للناشئين وكأس العالم للشباب وشارك مع منتخب بلاده الأول في تصفيات كأس أمم افريقيا حيث لعب معهم بالجزائر· وجالو يدين بالدين الإسلامي الحنيف وقد رأيناه وهو يسجد شاكراً لله في أعقاب هدفه الأول في مرمى الظفرة· وجالو يجيد التسجيل بكلتا قدميه وبرأسه·· وكان هدفه الرأسي في مرمى الظفرة من النوع الملفت نظرا لأنه ''ركب'' الكرة إثر قفزة عالية للغاية وحولها بمهارة كبيرة في شباك الظفرة· جالو أحد المكاسب العيناوية المهمة·· والمهم أنه هداف بالفطرة· الدوخي الحكم الأبرز شاءت أحداث مباراة الجزيرة والوصل ان يكون الحكم الدولي خالد الدوخي هو الأبرز هذا الاسبوع، فهو الحكم الوحيد صاحب أول قرار في ضربة جزاء وصاحب أول قرار في الطرد والدوخي عاونه حامل راية ممتاز هو سعيد الحوطي بطل موقعة الحارس الدولي الكبير ماجد ناصر· وبصفة عامة جهاز التحكيم ظهر بشكل مقبول جدا·· وهذا يعني انهم استعدوا جيدا للموسم الصعب بفضل علي بوجسيم ولجنته وسالم سعيد ومتابعته· اللقب لا يستمر على هذا النحو جلباب الماضي يصطدم بالحاضر الوصل هو بطل الثنائية في الموسم الماضي ولا جدال· حققها عن جدارة وعن استحقاق بشهادتي وشهادتك· ومن حقه بالطبع أن يدافع عن بطولته من الباب الواسع ولا خلاف· لكن ماذا حدث في أول مباراة للبطل في ملعب الجزيرة بالعاصمة المتطورة أبوظبي؟ الذي حدث في تقديري أن الوصل كان يعاني طوال الصيف من ضغوط هائلة بسبب الثنائية· لقد فرضت نفسها عليه بقوة بخاصة وانه كان فريسة سهلة لكلمات لم تكن محسوبة حول امكانية الاحتفاظ ولو بلقب واحد من الاثنين· كثيرة هي الكلمات التي صدرت من أجل التشكيك في قدرة الوصل على الاحتفاظ بلقبه· هذه الكلمات عاشت مع الفريق طوال فترة الاستعداد الماضية وظهرت كل أعراضها في مباراة الجزيرة· ليس عيباً أن يخسر البطل مباراته الأولى·· وليس معنى خسارة مباراة أن يكون ذلك بالضرورة مدعاة لخسارة بطولة· لكن الوصل لم يفكر بهذه الطريقة·· كان كل تفكيره ينصب حول ضرورة الفوز على الجزيرة معتقداً أن هذا الاستهلال الناجح سيلعب دوراً محورياً في طريق الاحتفاظ باللقب ولم يكن هذا التقدير صحيحاً· كانت الحسبة لابد وأن تضع امكانيات الفريق المنافس·· باعتباره أحد الطامعين في تحقيق بطولة وانه يلعب على أرضه وبين جماهيره·· لكن ذلك لم يترسب في يقين الفريق الوصلاوي· هذا الصراع كان يدور داخل الملعب·· وداخل معظم اللاعبين إن لم يكن كلهم· الوصل كان عصبياً للغاية وهذه العصبية في الأداء والتي فرضت نفسها عليه لا شعورياً جعلته غير قادر على الأداء الطبيعي·· ناهيك عن قدرات المنافس في الاتجاه الآخر· كان الوصل في العام الماضي قادرا على التعويض عندما يسبقه الفريق المنافس بهدف·· فعل ذلك أكثر من مرة·· لكن أمام الجزيرة فَقَدَ هذه الميزة الكبيرة·· لأنه كان لايزال يعيش في جلباب الثنائية· الوصل إذا أراد ان يستمر في الدفاع عن بطولته عليه أن يخرج من هذا الجلباب·· عليه أن ينسى·· وعليه أيضاً ان يثق في امكانياته وفي قدراته وأن لا يقارن نفسه بالآخرين بخاصة هؤلاء الذين يحسنون ترويج أنفسهم ولاعبيهم الأجانب بصفة خاصة· أجانب الوصل هذا الموسم·· لاسيما اللاعبين الجديدين لم يختبرا جديا بعد·· تماما مثلما هو حال الآخرين·· فمن الظلم أن تحكم بشكل صحيح على امكانيات لاعب من مجرد 90 دقيقة· مشكلة الوصل هذه السنة تخص السنة الماضية· ارفع عن كاهلك هذه الوساوس واسترد ثقتك في نفسك وفي امكانياتك·· هذا هو أهم شروط العودة· يا تلفزيون يا·· منافسة عاصفة بين قناتي دبي و أبوظبي الرياضيتين جهد كبير مقدر من هنا وهناك·· وقد حاولت ''أبوظبي الرياضية'' سيدة القنوات على قول محمد نجيب أن تسرع الخطى وتبتكر في النقل وفي حركة استوديوهات التحليل حتى لا تترك الحبل على الغارب لقناة المشاهير في دبي· عموما المشاهد هو الفائز ومن يريد أن يستمر عليه أن لا يبخل·· فالإعلام القوي المتميز يقف خلفه دعم مادي هائل وإلا فلا!!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©